سياسة عربية

الاحتلال يصعّد بالضفة والقدس.. اعتقالات وهدم منازل وتشديد عسكري خانق (شاهد)

من الخليل إلى القدس.. جرافات الاحتلال تهدم المنازل بينما تستمر الاعتقالات والإصابات - جيتي
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، عدوانها المتصاعد على مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة والقدس، من خلال عمليات اقتحام واعتقال وهدم واسعة، طالت مختلف المناطق، وسط حصار عسكري مشدد وتقييدات خانقة على حركة الفلسطينيين.

إصابة شاب وتشديد أمني في القدس
في بلدة الرام شمالي القدس المحتلة، أصيب شاب يبلغ من العمر 35 عاماً برصاص حي في قدميه، بعد أن أطلقت عليه قوات الاحتلال النار قرب الجدار الفاصل. 

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها قدمت له الإسعاف الميداني، قبل نقله إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله.

في السياق ذاته، نصبت قوات الاحتلال بوابة حديدية جديدة عند المدخل الشرقي لبلدة حزما شرقي المدينة، بعد يوم واحد من نصب بوابة مماثلة عند المدخل الغربي، ضمن إجراءات تهدف إلى تضييق الخناق على حركة الفلسطينيين في محيط القدس. 

كما اقتحمت بلدات العيسوية وعناتا وأبو ديس، واحتجزت عدداً من الشبان، وسلمت أربعة منهم استدعاءات للتحقيق.


 لليوم الـ141 طولكرم ومخيماتها تحت الحصار
تواصل قوات الاحتلال عدوانها العنيف على مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) لليوم الـ141، ولليوم الـ128 على التوالي في مخيم نور شمس، عبر حملات اعتقال، ومداهمات واسعة، وتدمير متواصل للبنية التحتية والمباني السكنية.

فقد اقتحمت قوات الاحتلال فجراً عدة أحياء في المدينة، وداهمت عمارة سكنية في الحي الجنوبي تعود للمواطن حكم ناصيف، وحطمت محتويات الشقق بعد تفتيشها. 

واعتقلت عدداً من الشبان، بينهم تامر عبيد، والأشقاء مصطفى ونافع محمد السلمان (عودة)، ومروان عثمان أبو جراد، ويزن صباريني، إضافة إلى يوسف زقوت، ويوسف أبو إسكندر، وإسلام البنا في ضاحية ذنابة.

وتزامن ذلك مع استمرار إغلاق حاجز عناب شرقي المدينة، ونصب حواجز مفاجئة قرب بوابة جسر جبارة جنوبًا، ما أدى إلى اختناقات مرورية وتعطيل حياة المواطنين. 

كما واصلت جرافات الاحتلال لليوم الحادي عشر على التوالي هدم عشرات المنازل في المخيمات، خاصة في حارات البلاونة والعكاشة والنادي.

ووفق مصادر محلية، فإن الاحتلال يسعى لهدم 106 مبانٍ في المخيمين، من بينها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المحال التجارية. 

وأدى العدوان حتى الآن إلى استشهاد 13 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير شامل للبنية التحتية.

وقد هجرت العمليات العسكرية أكثر من 5 آلاف عائلة، أي ما يزيد عن 25 ألف مواطن، ودُمرت 400 منزل كلياً، وتضرر أكثر من 2500 منزل جزئياً، في حين تحولت المخيمات إلى ما يشبه "مدينة أشباح" وسط حصار خانق وانتشار واسع للآليات العسكرية.


اجتياحات في نابلس واعتقال والدة شهيد
وفي محافظة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد، وفرضت طوقاً عسكرياً شاملاً عليه، وداهمت عدداً من المباني السكنية، وحولت بعضها إلى ثكنات عسكرية. 

واعتدت القوات على السكان، وأصابت مسناً سبعينياً وحفيده خلال عملية الاقتحام.

كما استهدفت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف، إذ أطلقت قنابل صوت وغاز سام على سيارة إسعاف كانت تُخلي عائلة من قرية تل جنوبي نابلس. 

وداهمت بلدة بيتا ومقرًا لحركة فتح، كما اعتقلت والدة الشهيد سائد الكوني بعد اقتحام منزلها في شارع الأرصاد بمنطقة الجبل الشمالي.

عدوان على بلدة عزون شرق قلقيلية
كما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على بلدة عزون شرق قلقيلية لليوم الثاني على التوالي، إذ فرضت حصاراً محكماً على البلدة وأغلقت مداخلها، وحولت عددًا من البنايات إلى ثكنات عسكرية. 

وأفاد مدير البلدية ماجد عدوان بأن الاحتلال داهم مئات المنازل منذ فجر أمس الأحد، واعتدى على سكانها، واعتقل عدداً من الشبان مؤقتاً.

تصعيد استيطاني وهدم في سلفيت
وفي محافظة سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال ضابط الإسعاف حسام مجد أثناء توجهه إلى مركز الإسعاف في بديا. وفي محافظة رام الله والبيرة، اقتحمت القوات بلدات بيرزيت وسلواد وعبوين ومخيم الجلزون، وحولت عدة منازل إلى مواقع عسكرية دون تسجيل اعتقالات.

في بلدة كفر الديك غرب سلفيت، هدم مستوطن، بحماية قوات الاحتلال، غرفة زراعية تعود للمواطن علي عبد الحميد أحمد، بحجة "عدم الترخيص". 

كما تواصل مجموعات استيطانية أعمال تجريف واسعة في أراضي قرية ياسوف شرق المحافظة، تحت حماية الاحتلال.

وتشهد قرى محافظة سلفيت إغلاقاً متواصلاً بالمداخل الرئيسية، باستخدام بوابات حديدية ونقاط تفتيش عسكرية، ما يفاقم معاناة المواطنين ويقيّد حركتهم اليومية.

هجمات المستوطنين شمالي أريحا
وفي تطور ميداني آخر، هاجم مستوطنون، مركبات المواطنين الفلسطينيين على طريق المعرجات شمال غرب أريحا، ورشقوها بالحجارة، وأطلقوا عبارات استفزازية، ما أدى إلى عرقلة حركة المرور وإجبار العديد من المركبات على العودة وسلوك طرق بديلة.

كما أغلقت قوات الاحتلال حاجزي "الهيئة" شمالي أريحا، و"البوابة الصفراء" شرقي المدينة، ما تسبب بأزمات مرورية خانقة، في ظل استمرار الإغلاق على بقية الحواجز.

تفرض قوات الاحتلال إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية لليوم الرابع على التوالي، منذ شنّها هجوماً على إيران فجر الجمعة الماضي، ما حال دون وصول آلاف الفلسطينيين إلى أماكن عملهم، إضافة إلى استمرار إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في القدس.

وتنفذ قوات الاحتلال عمليات دهم واعتقال في مختلف المحافظات، ضمن تصعيد غير مسبوق يطال الإنسان والمكان في آن واحد، في ظل صمت دولي وعجز أممي عن كبح جماح العدوان الإسرائيلي المتصاعد.