شهد الاثنين تصعيدًا جديدًا بهجوم صاروخي
إيراني
واسع النطاق على"
تل أبيب"، أسفر عن أضرار مادية جسيمة وزعزعة
أمنية غير مسبوقة.
وانطلقت فجر الاثنين
موجة كثيفة من الصواريخ الباليستية من الأراضي الإيرانية والمناطق الموالية
لطهران، مستهدفة مباشرة أحياء سكنية وتجارية في تل أبيب، وفقًا لتقارير وزارة الحرب
الإسرائيلية.
واندلعت صفارات
الإنذار في تل أبيب وحيفا مرارًا وتكرارًا، مصحوبة بأصوات انفجارات قوية هزّت
الأحياء السكنية، بحسب ما نقلته "رويترز"، في حي "نيفيه شينان" عمد الصاروخ إلى
إحداث فوهة عملاقة بعمق 3 أمتار في أحد المباني، وتسبب بانهيار جزئي واحتراق عدد
من الحافلات، وفق مصادر بلدية محلية .
واحرقت الصواريخ
مبنى تجاري في الحي ذاته كما تضررت عدة سيارات وتم تسجيل إصابات في صفوف المدنيين،
ما أدى إلى استنفار أمني غير مسبوق في مناطق وسط إسرائيل.
وتعرضت عدة
مواقع استراتيجية لأضرار مدمرة، حيث أصاب أحد الصواريخ المبنى التجاري
"ريغن" وسط المدينة، محدثًا انفجارًا هائلًا أدى إلى انهيار جزئي للبنية
التحتية المحيطة.
وقد أظهرت لقطات
مصورة بثتها وسائل الإعلام الإسرائيلية مشاهد حقيقية للدمار تشمل واجهات مبانٍ
منهارة، واحتراق سيارات، وإخلاء عشرات المصابين إلى المستشفيات.
كما تسببت
الصواريخ في حريق هائل اندلع في مخازن الوقود في منطقة "يانوح"، مما أدى
إلى حالة من الذعر العام، وقطع التيار الكهربائي عن عدة مناطق، إضافة إلى إصابة
العشرات من المدنيين ونقل عدد منهم إلى المستشفيات بحالات خطرة، في أكبر هجوم من
نوعه خلال السنوات الأخيرة.
وتعرضت منظومة
"القبة الحديدية" الإسرائيلية لضغط كبير بسبب حجم الصواريخ وتنوعها بين
الباليستية والصواريخ ذات المدى المتوسط، ما أدى إلى نجاح بعض الصواريخ في اختراق
الدفاعات الإسرائيلية وإحداث أضرار كبيرة.
وتسعى فرق
الإنقاذ الإسرائيلية لمحاولة انتشال الجثث من تحت أنقاض أحد المنازل المدمرة
بالكامل بفعل الانفجارات العنيفة، وحتى الآن، أعلن جيش
الاحتلال الإسرائيلي عن
سقوط ما لا يقل عن 12 قتيلاً ونحو 45 جريحاً في الهجمات الأخيرة، بينما لا يزال
مصير عدد من الأشخاص مجهولاً وسط الركام، مما يزيد من مخاوف ارتفاع حصيلة الضحايا.
ويمثل هذا
الهجوم ردًا مباشرًا على الغارات التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة
والسبت على منشآت النفط والغاز الإيرانية، حيث دمّرت بشكل جزئي مستودعات تخزين في
"مستودع شهران النفطي" وحقل الغاز العملاق "بارس الجنوبي"،
مما أدى إلى توقف جزئي للإنتاج وإثارة قلق عالمي بشأن إمدادات الطاقة.
بدوره، دعا
الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والعودة إلى
الحوار، مشيرين إلى أن استمرار هذه المواجهات قد يؤثر بشكل كارثي على الأمن
والاستقرار في الشرق الأوسط، فضلاً عن الأسواق العالمية للنفط التي تشهد توترًا
متزايدًا.
هذا التطور يأتي
في ظل حالة تأهب قصوى في إسرائيل، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة الطوارئ
في عدة محافظات، وزاد من الانتشار العسكري حول المنشآت الحيوية، في انتظار ردود
فعل إضافية من الجانبين خلال الساعات القادمة.