يرى الإسرائيليون أن الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان بات محورا معاديا جديدا في المنطقة، بدعم من الولايات المتحدة، لأن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة فشل بإدارة الحرب في
غزة وأوصلها إلى وضع عبثي.
الجنرال يسرائيل زيف القائد الأسبق لفرقة غزة، ذكر أنه "بطريقة مشابهة تمامًا لما حدث في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تعود الحكومة لإشعال النار في الدولة بكل قوتها، ولإشعال ثورة النظام القانوني من جديد، على خلفية محاولة الجمهور المنهك من الحرب استعادة رشده بعد عودة المختطفين، ومعظم القتلى، ويُحوّل نتنياهو انتباه الرأي العام مرة أخرى إلى الداخل، بينما في الخارج، وتحت الرادار، تدور حرب غزة غير المنتهية في منعطف سلبي للغاية "من النصر الكامل" إلى "الفشل الكامل".
وأضاف في مقال نشرته
القناة 12، وترجمته "عربي21" أنه "من أجل فهم ما يحدث خلف الكواليس في غزة بشكل أفضل، يجب النظر لما يحدث في سوريا، فنتيجة الحرب الطويلة على جميع الجبهات، وجهت ضربات موجعة لأطراف المحور الإيراني: حزب الله، وإيران والحوثيين؛ مما أضعفته بشكل كبير، لكنها في الوقت نفسه لم تسحقه".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أن من سارع إلى استغلال الوضع هو أردوغان، الذي جهز الثورة في سوريا، وساندها، وبدعم كامل من الرئيس دونالد
ترامب، يُشكل الآن "سوريا الجديدة"، التي تخدم أغراضه، بحسب تعبيره.
وبحسب الكاتب "بدأت تركيا بالفعل في بناء ميليشيات مسلحة ضخمة بوتيرة متسارعة، يزيد عدد أفراد كل منها عن 40 ألف عنصر، وتعتزم تأسيس المزيد، هدفها، إضافة للسيطرة على الأراضي السورية".
وأوضح أن الهدف الإضافي هو تشكيل تهديد كبير لدولة
الاحتلال من حدودها الشمالية.
وأكد أن "تركيا استغلت مجددا خطأ الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، الذي منحها هدية غير متوقعة، استغل أردوغان الحدث وجلس قرب ترامب، الذي ظهر مُحاطًا بجميع قادة الدول العربية، ثم استدعى نتنياهو لإنهاء الحرب بالقوة".
وأوضح أن "نتنياهو لا يريد أي تقدم نحو المرحلة الثانية، التي سيُجبر فيها على التخلي عن "القطعة المقدسة في غزة"، والمعنى عودة غزة القديمة، ولكن بنتائج أكثر خطورة بكثير مما كانت عليه قبل 7 أكتوبر.
أما أردوغان، فسيُحقق نفوذًا إقليميًا أكبر بكثير، ولن تكون تركيا إيران الجديدة في المنطقة فحسب، بل ستكون أقوى بكثير، بصفتها قائدة المحور السني، مدعومة بمظلة أمريكية لم تمتلكها إيران، بجانب طائرات إف-35 وأنظمة أسلحة لم تمتلكها إيران، ولن تسمح للاحتلال بأن تفعل بتركيا ما فعلته بطهران.
وأشار أن مشكلة الاحتلال الآن ليست تعافي حزب الله البطيء وتسليحه ببضعة صواريخ قصيرة المدى، بل تكمن المشكلة في "المحور السني المتطرف" الذي تقوده تركيا في تغيير المنطقة، بينما أصبح نتنياهو دميةً بلا نفوذ إقليمي، ومعلقًا تمامًا بخيوط ترامب، وهكذا تقود تركيا والسعودية التغيير الإقليمي، بمصالحهما الاقتصادية والتجارية.
تشير هذه القراءة الإسرائيلية أن التنافس الإقليمي على مزيد من النفوذ السياسي في غزة، يظهر فيه الضعف السياسي لدولة الاحتلال.