نشر موقع "ليبرو كوتيديانو"
تقريرا سلّط فيه الضوء على الأهمية المصيرية لمضيق
هرمز، "عنق الزجاجة" للطاقة العالمية، الذي يمرّ عبره يوميًا أكثر من 20 مليون برميل نفط وكمية هائلة من الغاز، ويُعدّ من أكثر النقاط الاستراتيجية هشاشة في العالم، خاصة بعد تصاعد التهديدات
الإيرانية بردٍ بحري على الضربات الإسرائيلية.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن هرمز هي جزيرة لا تتجاوز مساحتها 42 كيلومترًا مربعًا، ويقطنها حوالي 3000 نسمة. لا تحتوي على غطاء نباتي محلي، وتصلها مياه الشرب من إيران عبر قناة مائية.
وأضاف أن المضيق الذي يحمل اسمها، والذي يتميّز بتشكّلٍ يشبه الكوع، لا يتعدى عرضه 60 كيلومترًا في أقصاه و30 كيلومترًا في أضيق نقطة بين إيران نفسها وشبه جزيرة مسندم، وهي جيب جغرافي لسلطنة عُمان داخل أراضي الإمارات.
وأوضح، أنه من هذا الممر الضيق لا بد من العبور للوصول من الخليج الذي يُعرف عالميًا باسم الخليج الفارسي – ويسميه العديد من العرب الخليج العربي – إلى خليج عُمان، الذي يفتح الطريق إلى المحيط الهندي المفتوح.
وتابع، "بتقلبٍ فريد من نوعه في الجيولوجيا، يُستخرج على طول سواحل الخليج الفارسي ما نسبته 30 بالمئة من إجمالي النفط العالمي، وتوجد هناك حتى 65 بمالئة من جميع الاحتياطيات.
وعلى سواحل الخليج الفارسي نفسها تطل الدول التي تحتل المرتبة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة بين أكبر منتجي الغاز في العالم، فالساحل الشمالي بالكامل للخليج الفارسي يعود إلى إيران، بينما على الضفة الأخرى تتوالى: العراق، الكويت، السعودية، البحرين، قطر، وعُمان، إلى جانب عددٍ كبير من القواعد العسكرية الأمريكية.
وبالإضافة إلى كونه مسرحًا محتملاً للصراع، فإذا ما أقدمت طهران على إغلاق هذا الممر – كنوع من الرد على الهجمات التي تتعرض لها – فإنها توقف مرور ما لا يقل عن 20 مليون برميل يوميًا. وهو ما سيُحدث ارتدادات مدمّرة على الاقتصاد العالمي وفق التقرير.
وبحسب ما أفادت به فايننشال تايمز، فإن طهران "قد تلجأ أيضًا إلى حرب غير متماثلة" من خلال إغلاق أو تعطيل المضيق، كما هددت بذلك في السابق في حال التعرّض لهجوم، ما يعني قطع طريق الملاحة الذي يفصل إيران عن دول الخليج.
وبعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، تمثلت أولى النتائج الاقتصادية في ارتفاع سعر النفط الخام، حيث تجاوز سعر خام برنت 74 دولارًا للبرميل، ليغلق مرتفعًا بنسبة +7 بالمئة.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح الموقع أنه ارتفاع لم يُشهد مثله منذ عام 2022، عندما غزت روسيا أوكرانيا.
ووفقا لجيه بي مورغان، إذا ما أقدمت إيران على إغلاق الممر، فقد تصل الأسعار إلى 120 دولارًا للبرميل، لكن بحسب تقديرات أخرى قد تبلغ 200 دولار.
ويعبر من هناك أيضًا عدد من سفن الشحن المحملة بالغاز الطبيعي المُسال (GNL) المتجهة من قطر إلى أوروبا، وآسيا، وخصوصًا إلى الصين. وتُعتبر بكين، التي تُعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، من كبار مشتري النفط الإيراني: بحوالي 1.5 مليون برميل يوميًا.
وأوضح، "إذا ما توقفت هذه الإمدادات، فستُضطر الصين إلى التزود من مصادر أخرى، بأسعار أعلى، ما سيؤدي إلى سلسلة من التأثيرات على التضخم العالمي".
ومع ذلك، يجب القول إنه رغم التهديدات، لم يتم إغلاق الممر أبدًا، على الرغم من أن حروبًا مدمّرة دارت على ضفّتيه. خصوصًا الحرب بين إيران والعراق، وحرب الكويت.
وبحسب للموقع، في مرحلة ما، بين عامي 1987 و1988، أرسل الغرب أيضًا عددًا من سفن الحرب لمرافقة ناقلات النفط، وذلك بعد أن بدأ الطرفان المتحاربان، إيران والعراق، في مهاجمة حركة الملاحة البحرية المحايدة للخروج من حالة الجمود المُنهِكة التي كانت تستنزفهما معًا، مستخدمين زوارق مسلحة وألغامًا بحرية.
ولهذا شكّل الاتحاد الأوروبي آنذاك وحدة قيادة خاصة في مقر مجلس اتحاد أوروبا الغربية (UEO) في لندن، أوكلت إليها مهمة تنسيق التدخلات البحرية الأوروبية والتعاون مع الولايات المتحدة.
وحتم التقرير قائلا، "إلى جانب المملكة المتحدة، فرنسا، هولندا وبلجيكا، أرسلت إيطاليا أيضًا وحدات ضمن عملية الخليج واحد، وذلك بعد أن تعرّضت سفينة الحاويات الإيطالية "جولي روبينو" لهجوم من قبل الحرس الثوري الإيراني قبالة جزيرة فارسي في ليلة الثاني إلى الثالث من سبتمبر عام 1987، ما أسفر عن إصابة بعض أفراد الطاقم".