سياسة دولية

الاحتلال يسير دوريات شرطة لمنع البث والنشر من مواقع القصف الإيراني (شاهد)

بن غفير يدعو الإسرائيليين للتبليغ عن مشاهدي قناة الجزيرة ويصفها بـ"التهديد الأمني" - جيتي
نشرت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، الخميس، دوريات خاصة لمنع بث وسائل إعلام أجنبية كانت توثق مواقع سقوط الصواريخ الإيرانية، في ظل تصاعد القصف المتبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران.

وفي بيان لها، أوضحت الشرطة أنها تحركت بعد تلقي بلاغات عن قيام قنوات أجنبية، من بينها قناة "الجزيرة"، ببث لقطات مباشرة لمواقع سقوط المقذوفات، وهو ما اعتبرته انتهاكًا لقواعد الرقابة العسكرية.

وجاء في البيان: "بناء على توجيهات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وبالتنسيق مع المفوض العام للشرطة داني ليفي ووزير الاتصالات شلومو كرعي، تم إرسال دوريات ميدانية لوقف البث المباشر الذي قد يكشف مواقع حساسة، حفاظًا على أمن وسلامة المواطنين".



وتفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرًا صارمًا على نشر مواقع سقوط المقذوفات إلا إذا كانت في مناطق مدنية.

في السياق ذاته، أفادت القناة 12 العبرية بأن الشرطة اعتقلت أحد المصورين بحجة عمله لصالح قناة "الجزيرة"، فيما صعّد الوزير بن غفير من هجومه على القناة القطرية، داعيًا المواطنين الإسرائيليين إلى التبليغ عن أي شخص يشاهد بثها داخل البلاد، واصفًا إياها بأنها "خطر مباشر على أمن الدولة".

يُذكر أن السلطات الإسرائيلية أغلقت مكاتب القناة العام الماضي وصادرت معداتها، بزعم تهديدها للأمن القومي.

وتأتي هذه الإجراءات ضمن حملة أوسع تشنّها الحكومة الإسرائيلية ضد وسائل الإعلام الأجنبية. فقبل أيام، داهمت الشرطة مقار إقامة طواقم إعلامية في مدينة حيفا، من بينها قناة "TRT عربي" التركية وقناة "الغد"، وصادرت معداتها، تنفيذًا لتعليمات مباشرة من بن غفير، الذي شدّد على منع أي بث مباشر يمكن أن يكشف "مواقع حساسة" خلال النزاع القائم.


من جانبه، أكد وزير الاتصالات شلومو كرعي، في منشور على منصة "إكس"، أنه بعد إغلاق قناتي "الجزيرة" و"الميادين"، بدأ التشاور مع الجهات القانونية لدراسة إمكانية فرض الرقابة على شبكات إعلامية أجنبية أخرى، بذريعة "تعريض أمن الدولة للخطر في زمن الحرب".


وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد أقرت مؤخرًا قانونًا يمنح رئيس الوزراء ووزير الاتصالات صلاحية إغلاق أي وسيلة إعلام أجنبية بحجة "الإضرار بأمن الدولة"، وهي خطوة أثارت انتقادات حادة من منظمات حقوقية وصحفية محلية ودولية، اعتبرتها انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير وتقييدًا لعمل الإعلام المستقل.

ويأتي التصعيد الإعلامي بالتزامن مع تصاعد غير مسبوق في المواجهة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران. إذ شنّ سلاح الجو الإسرائيلي، فجر يوم الجمعة الماضي، سلسلة هجمات عنيفة استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية داخل إيران، بدعم أمريكي ضمني، أسفرت عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين وتدمير منشآت حيوية.

وردّت طهران في وقت لاحق بهجمات صاروخية وبالطائرات المسيّرة، بلغت 14 موجة متتالية، تسببت في سقوط قتلى وجرحى وأضرار مادية جسيمة، بحسب ما أفاد مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي.