تقارير

"التوحيد والإصلاح" المغربية تُكرّم رموزها وتبعث برسائل للجيل الجديد

أوس رمّال: نحن لا نرثي الأموات بل نحتفي بحياتهم ونجدد العهد الذي مضوا عليه.. فيسبوك
نظمت حركة التوحيد والإصلاح مطلع الأسبوع الجااري بمقرها المركزي بالرباط، فعاليات "ملتقى الوفاء.. لأهل الإصلاح والعطاء"، لتكريم تسعة من قياداتها ورموزها الذين وافتهم المنية، ممن ساهموا في بناء المشروع الدعوي والإصلاحي، وتركوا بصمة واضحة في مسيرة الحركة.

وحضر الملتقى عدد من قيادات الحركة الحاليين والسابقين، إلى جانب أسر المحتفى بهم وأصدقائهم، وتخللته كلمات مؤثرة، وشهادات حية، ورسائل توجيهية أكدت على أهمية الاستمرارية في نهج الإصلاح والصدق في حمل الرسالة.

وفي كلمة مؤثرة، شدد رئيس الحركة الدكتور أوس رمّال على أن "الوفاء الحق ليس قصيدة رثاء، بل مشروع اقتداء"، داعياً شباب وناشئة الحركة إلى التأمل في مسيرة هؤلاء الرموز واستلهام تجاربهم وتحويل الدروس إلى مبادرات تناسب تحديات زمانهم، قائلاً: "نحن لا نرثي الأموات بل نحتفي بحياتهم ونجدد العهد الذي مضوا عليه".

وأوضح رمّال أن الوفاء لهؤلاء هو وفاء للحركة نفسها، وأن ذكراهم تمثل "جزءاً من رأس مال الحركة الرمزي"، مشيداً بدور زوجاتهم في مسيرتهم الدعوية، ومؤكداً أن الوفاء لا يكتمل إلا بالاعتراف بدورهم أيضاً.

من جانبه، اعتبر الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق للحركة والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الملتقى مبادرة نوعية وسُنّة حسنة ينبغي تعميمها واستمرارها، مشيراً إلى أن استحضار سير الرموز يجب أن يكون دافعاً للتثبيت على الطريق لا مجرد رثاء للعابرين.

وأكد الريسوني أن التحدي اليوم لا يكمن في المحافظة على النصوص، بل في صيانة معانيها وثبات تأويلها، محذراً من "آفة التبديل"، التي وصفها بأنها "تحريفٌ للمقاصد وانزلاق تحت ضغوط المصالح والأهواء"، داعياً إلى الصبر والثبات على المبادئ الكبرى، والاجتهاد داخل إطارها لا على حسابها.

أما المهندس محمد الحمداوي، الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، فقد دعا في كلمته إلى ما أسماه "تمليك صفات الرموز المحتفى بهم للأجيال الصاعدة"، مؤكداً أن لكل واحد منهم خصوصيات تستحق أن تُحفظ وتُنقل باعتزاز وافتخار للأجيال الجديدة، حتى يكون الوفاء فعلاً وممارسة، لا مجرد خطاب.

وسرد الحمداوي ملامح من خصال المحتفى بهم، معدداً بعضاً من أبرز خصائصهم:

ـ عبد الرزاق المروري: "كان حريصاً على تثبيت الوحدة ومواجهاً لمثبطاتها النفسية والمؤسساتية".

ـ فريد الأنصاري: "أبدع في تأصيل أشكال العمل الإسلامي ضمن مسؤوليته التربوية والفكرية".

ـ عبد الله بها: "جسد عملياً شعار وحدة المشروع بدل وحدة التنظيم، وكان حاضراً في كل مراحل المشورة بصمت وثبات".

ـ عبد الجليل الجاسني: "من صناع فلسفة المكاتب الجهوية، وقائداً متملكاً لتصورات الحركة لا مجرد منفذ للبرامج".

ـ علي الشدادي: "كان مثالاً على سعة البذل في الإنجاز، متجاوزاً كل الحدود المتوقعة في مهامه".

ـ المصطفى مصباح: "امتصّ الأزمات في محطة وجدة وعاد منها بإرادة أقوى، وساهم في رأب الصدع وتفادي الانقسام".

ـ عبد الفتاح فهدي: "نموذج حي في تيسير الوحدة المباركة بين مكونات المشروع الإصلاحي".

ـ محمد السايح: "قدوة لعضو رسالي أعطى من الدعم ما تحتاجه القيادات، دون صخب ولا طلب للواجهة".

ـ الأمين بوخبزة: "ساهم في صناعة شرعية الإنجاز للمسؤولين، وكان داعماً خفياً في المحطات النوعية".

وأكد الحمداوي أن مهمة الجيل الجديد ليست فقط الوفاء لذكرى هؤلاء، بل وراثة أخلاقهم وخصالهم وأسلوبهم في الإصلاح، داعياً إلى تكوين مسؤولين لديهم القدرة على الاستشارة والدعم والتكوين داخل المؤسسات، بما يضمن تجديد الخبرة وتعزيز الاستمرارية.

وفي ختام الملتقى، تم تقديم "درع الوفاء" لعائلات الرموز المحتفى بهم، وسط مشاعر امتنان وتأثر، أكد خلالها مسؤولو الحركة أن الراحلين ليسوا فقط جزءاً من الذاكرة، بل من المستقبل أيضاً، لأن غرسهم ما زال يؤتي ثماره.

وحركة التوحيد والإصلاح هي حركة دعوية وتربوية وإصلاحية مغربية، تأسست سنة 1996 إثر اندماج بين "رابطة المستقبل الإسلامي" و"حركة الإصلاح والتجديد". تنطلق في مرجعيتها من الإسلام بمنهج وسطي معتدل، وتسعى إلى الإسهام في إصلاح الفرد والمجتمع ضمن إطار من التدرج، السلمية، والمشاركة المدنية.