مع اقتراب موعد انطلاق منافسات
كأس أمم إفريقيا 2025، يضع المغرب آخر لمساته التنظيمية للحدث الأكبر في القارة خلال الفترة من الـ21 كانون الأول/ديسمبر الجاري إلى 18كانون الثاني/يناير، وسيستضيف البلد المضيف المباريات عبر 9 ملاعب، موزعة على 6 مدن تشمل الرباط، طنجة، الدار البيضاء، أكادير، مراكش وفاس، في أجواء تتزين بألوان الكرة الإفريقية.
ويتنافس البطولة 24 فريقا وطموحهم الفوز باللقب المرموق
وخلافة منتخب ساحل العاج، بطل نسخة 2024 التي أقيمت على أرضه وأمام جمهوره، وتم توزيع المنتخبات المشاركة في التظاهرة على ست مجموعات بعد القرعة
التي أجريت في كانون الثاني/يناير 2025 بالرباط.
اظهار أخبار متعلقة
ومع انتظار رفع الستار عن البطولة تشبه أجواؤها وتنظيمها إلى حد كبير مع تنظيم كأس العالم من حيث توفير الملاعب العالية الجودة والمؤهلة لاستيعاب أكبر عدد من الجماهير والمتوفرة على أدق المرافق، ومعسكرات التدريب المجهزة من الطراز الرفيع والإقامة الجيدة والنقل والأمن والسلامة، فضلا عن التجهيزات الأمنية واللوجيستية العالية، إلا أن وسائل إعلام محلية رصدت غياب التفاعل والزخم الشعبي، بسبب افتقار الجهد التواصلي الفعال الذي يربط بين استعدادات الدولة وتوقعات الناس.
فرغم مرور ما يقارب أربعة عقود منذ تنظيمه الوحيد للبطولة عام 1988، وضخ مليارات الدراهم في ملاعب حديثة ومنشآت رياضية تصنف ضمن الأفضل في القارة، يجد المغرب نفسه اليوم أمام مفارقة غريبة، مفادها "منشآت فائقة الجاهزية، لكن بلا احتفال، وبنيات ضخمة بلا روح رياضية تشحن في الشارع أو الإعلام، وهو ما عد تناقض معلن، حيث ولدت بطولة بوصفها حلم رياضي واستثماري، لكنها لم تجد بعد طريقها إلى الذاكرة الشعبية، وما يحدث اليوم يوحي بأن الاعتماد يكاد يكون كليا على البنية التحتية، دون استراتيجية تجعل من البطولة رافعة اقتصادية وسياحية حقيقية.
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في بيان "تماشيًا مع النهج المعتمد في كأس العالم 2022، ستُخفض فترة الإتاحة بمقدار سبعة أيام وستبدأ يوم الاثنين 15 كانون الأول/ديسمبر 2025"، وأوضح البيان أن مكتب مجلس الاتحاد اتخذ هذا القرار بعد "مشاورات مثمرة" بهدف "تقليل التداعيات" على الأندية والمنتخبات.
وأضاف فيفا: "كما تقرر تشجيع الاتحادات الأعضاء المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025 والأندية التي تحرر لاعبين، على الدخول في مناقشات ثنائية بنية حسنة من أجل إيجاد حلول فردية مناسبة"، وفي حال استمرار النزاع بعد هذه المناقشات، أشار فيفا إلى أنه "سيقوم بالوساطة بين الطرفين وتطبق توجيهات تراعي ظروف كل حالة".
اظهار أخبار متعلقة
وذكر فيفا أن عوامل تسوية هذه النزاعات تشمل "جدول مباريات المسابقات المعنية، مدى تقدم هذه المسابقات، مشاركة اللاعبين السابقة والمتوقعة في المباريات المعنية، وأي عوامل أخرى ذات صلة"، وكان بعض مدربي المنتخبات الإفريقية قد انتقدوا هذا التأخير في إتاحة اللاعبين، معتبرين أنه يضر بالإعداد الجيد لفرقهم، في المقابل، ستستفيد بطولات أوروبية من هذا التأجيل وبالتالي الاستفادة من نجومها الأفارقة.