يتواصل التحريض الإسرائيلي على تدهور الوضع الأمني على الحدود الجنوبية مع
مصر بصورة لافتة، من خلال ما تدعيه تل أبيب من تزايد تهريب الطائرات المسيّرة، والأسلحة، ومع مرور الوقت تحولت هذه الحدود إلى منطقة غامضة يختلط فيها الأمن الداخلي والخارجي، وتفرض تحديا أمنيا على الاحتلال الإسرائيلي.
،في هذا السياق تساءلت تيرا آل كوهين، رئيسة ومؤسسة "كيدما للمستوطنات الشبابية"، "أين الحكومة والجيش وأجهزة الأمن مما تسمعه مستوطنات النقب من رشقات نارية يوميا من الحدود مع مصر، مع أن إطلاق النار ليس سوى جزء من الصورة الأمنية المتدهورة، حيث تحول الطائرات المسيّرة، وتهريب
الأسلحة، وعصابات البدو، من هذه المنطقة الحدودية إلى منطقة تظهر مزيدا من المخاوف الإسرائيلية كما جاء على لسان عيران دورون، رئيس مستوطنة رمات النقب الإقليمي".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة "
يديعوت أحرونوت" الإسرائليية، وترجمته "عربي21" أنه "في أحد اجتماعات لجنة الشؤون الخارجية والأمن التابعة للكنيست مؤخرا، كشف عن بعد جديد للتهديد الذي تواجهه مستوطنات النقب، ويتمثل في تهريب الطائرات المسيّرة من الحدود المصرية بوتيرة تذكر بمخاطر أمنية متزايدة، ونقلت عن أوساط أمنية قريبة من الحدود أنه خلال احتفالات اليهود برأس السنة العبرية الأخيرة فقط مرت حوالي 550 طائرة بدون طيار عبر المنطقة، أي أكثر من مائة طائرة يوميا".
وأوضحت أنه "إذا كانت الطائرات الورقية الذي ابتليت به مستوطنات غلاف
غزة شكل مصدر إزعاج، فقد أصبحت الطائرات بدون طيار خطرا منهجيا على مستوطنات النقب، لأن النقاش الأخير في الكنيست أوضح أننا أمام تهديد يتطور فعليا، لكن استجابة الحكومة متأخرة، وهاجم أعضاء الكنيست والمستوطنين إخفاقات المؤسسة الأمنية، واتهموها بالتنصل من المسؤولية، فجهاز الشاباك والجيش والشرطة يلومون بعضهم البعض على عدم التعامل مع الظاهرة، بينما عصابات التهريب مجهزة بوسائل متقدمة، وتواصل العمل بحرية".
وأشارت أن "مستوطني هذه المناطق مضطرون لمطاردة المهربين باستخدام معدات اشتروها من جيوبهم الخاصة، ودعوا الحكومة لتوفير الموارد، وتعزيز الاستيطان على الحدود، لأن هناك مسافة صغيرة فقط فاصلة بين الحادث الجنائي والحادث الأمني، ولذلك يبدو أن الفشل ليس أمنيا فحسب، بل أخلاقيا وسياسيا أيضا من قبل الحكومة".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت أن "الحدود الإسرائيلية مع مصر تمتد لحوالي 245 كيلومترا، في شمالها، بالقرب من معبر كرم أبو سالم، تلتقي ثلاث جهات: إسرائيل ومصر وقطاع غزة، وهي نقطة ذات أهمية أمنية بالغة، شهدت محاولات تهريب وتسلل على مر السنين، فضلا عن تعاون إسرائيلي مصري للحد من هذه العمليات، وفي الجنوب، تنتهي الحدود عند نقطة التقاء إسرائيل ومصر والأردن، بالقرب من إيلات وطابا. وفي وسطها تقع خمس مستوطنات صغيرة فقط، يعيش فيها 150 عائلة تعيش على خط التماس".
وأوضحت أن "الحدود بالنسبة للمستوطنين ليست خطا على الخريطة، بل شريان حياة وواقع يومي للريادة جنبا إلى جنب مع التهديد الأمني، حيث تحمي مستوطنة صغيرة أمن دولة بأكملها، مما يستدعي تعزيز هذه المستوطنات بمشاريع تعليمية ومجتمعية وزراعية وسياحية وصناعية تحولها إلى مركز قوة، مقدمة لتعزيز الحدود الجنوبية للدولة".
تؤكد هذه الشكاوى الإسرائيلية أن الاحتلال بمستوييه العسكري والأمني لم يتعلم الدرس حقا من هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أو زيادة التحريض المبالغ فيه ضد مصر، لاسيما مع دخول الطائرات المسيّرة على خط التهريب، وإتقان الجماعات المسلحة لتغيير قواعد اللعبة، حيث تشير الأدلة إلى ظاهرة مثيرة للقلق تتوسع داخل حدود دولة الاحتلال، وهي التهريب المتطور باستخدام الطائرات بدون طيار.