صحافة دولية

BBC توبخ موظفيها لوصفهم حماس بـ"الإرهابية".. والاحتلال يعترض

نحو 100 من موظفي هيئة الإذاعة البريطانية يتهمون المدير العام تيم ديفي بالتحوّل إلى بوق لصالح إسرائيل - الأناضول
نحو 100 من موظفي هيئة الإذاعة البريطانية يتهمون المدير العام تيم ديفي بالتحوّل إلى بوق لصالح إسرائيل - الأناضول
وجهت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" توبيخاً لمقدمي برامج لديها بعد أن وصفوا حركة حماس بأنها "جماعة إرهابية" خلال بث تلفزيوني في 15 حزيران/ يونيو الماضي، حيث تنص المبادئ التحريرية لهيئة الإذاعة البريطانية على ما يلي: " يُستخدم مصطلح (إرهابي) فقط مع الإسناد، أي عند الاقتباس أو الاستشهاد باستخدامه من قبل الآخرين".

اظهار أخبار متعلقة


وقالت وحدة شكاوى التحرير التابعة للمؤسسة في بيان على موقعها، إن المذيع الذي لم يتم الكشف عن اسمه، ابتعد عن السياسة التحريرية للـ"بي بي سي جراء استخدمه هذا الوصف، وأكدت الوحدة أن الهيئة لا تطلق توصيفات مثل "إرهابي" أو "جماعة إرهابية" على أي تنظيم، التزاماً بـ"الدقة والحياد"، لكنها تذكر في تغطياتها أن هناك جهات ثالثة تصنف هذه التنظيمات بهذه الصفة.

وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية، أن الـ(بي بي سي) إذا ما تبنت لغة الحكومة البريطانية، فقد يُنظر إليها باعتبارها ذراعاً للدولة، وهو ما من شأنه أن يضر بجهودها في تقديم تقارير محايدة عن الأزمة في غزة، من جهتها، طالبت إسرائيل هيئة الإذاعة البريطانية بتغيير سياستها، واعتماد وصف حركة حماس بأنها "منظمة إرهابية".

وما زالت وحدة شكاوى التحرير في البي بي سي، تنشر بيانا توضيحيا على موقعها الالكتروني منذ تشرين الأول/أكتوبر، تقول فيه:" إن المحطة أولت اهتماما دقيقًا بجميع جوانب تغطياتها للصراع بين إسرائيل وغزة، سواءً من حيث هجمات حماس أو رد إسرائيل، بما في ذلك اللغة التي تستخدمها، حيث تتمتع البي بي سي باستقلالية تحريرية، ودورها هو شرح ما يحدث بدقة ليتمكن الجمهور من تكوين أحكامه الخاصة دون إملاء، وقد كان موقفها راسخ هو عدم استخدام مصطلح "إرهابي" دون نسبه، نظرا لكون الـ"إرهاب" موضوع شائك ومثير للعواطف وله دلالات سياسية عميقة، لذا يجب توخي الحذر في استخدام هكذا مصطلح يحمل أحكامًا مسبقة دون إسناد".

وتضيف في بيانها:" قد تُشكّل كلمة "إرهابي" بحد ذاتها عائقًا بدلًا من أن تُساعد على الفهم، يجب أن نُبلغ جمهورنا بالعواقب الكاملة للفعل من خلال وصف ما حدث، ويجب أن نستخدم كلماتٍ تُحدد الجاني بدقة، مثل "مُفجّر"، "مُهاجم"، "مُسلّح"، "خاطف"، "متمرد"، و"مُسلّح". يجب ألا نتبنى لغة الآخرين على أنها لغتنا، مسؤوليتنا هي أن نلتزم بالموضوعية وأن نُقدّم تقاريرنا بطرق تُمكّن جمهورنا من تقييم أنفسهم حول من يفعل ماذا ولمن".

وفي تقرير على موقعها، لمحرر الشؤون العالمية، يشرح جون سيمبسون سبب عدم وصف هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حماس بـ"الإرهابية"، جاء فيه:" الإرهاب كلمةٌ مُثقلةٌ بالمعاني، يستخدمها الناس لوصف جماعةٍ لا يرضون عنها أخلاقيًا، ببساطة، ليس من وظيفة البي بي سي أن تُملي على الناس من يدعمون ومن يُدينون، من هم الأخيار ومن هم الأشرار، نشير بانتظام إلى أن الحكومة البريطانية وحكومات أخرى أدانت حماس ووصفتها بالإرهابية، لكن هذا شأنهم، النقطة الأساسية هي أننا لا ننطقها بصوتنا، مهمتنا هي أن نعرض الحقائق على جمهورنا، ونترك لهم حرية تكوين آرائهم".

اظهار أخبار متعلقة


ويضيف سيمبسون بالقول:" كما إننا نرفض هجمات حماس وخطفها للرهائن، فخلال خمسين عامًا من تغطيتي للأحداث في الشرق الأوسط، شهدتُ بنفسي عواقب الهجمات الإسرائيلية بالقنابل والمدفعية على أهداف مدنية في لبنان وغزة، تبقى فظائع مثل هذه في الأذهان إلى الأبد".

ورغم مزاعم البي بي سي التزامها بالحيادية، إلا أن تغطياتها لطالما استفزت الجمهور بالانحياز للرواية الإسرائيلية، ففي تشرين الأول/أكتوبر 2023، قام ناشطون بطلاء مقر هيئة الإذاعة البريطانية باللون الأحمر احتجاجًا على تأييدها للاحتلال، تلتها وقفات واحتجاجات عدة أمام مبناها وسط ترديد لهتافات تصف المحطة بالكاذبة.


في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة، وجّه أكثر من 100 صحفي من موظفي هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) رسالة شديدة اللهجة إلى المدير العام تيم ديفي، متّهمين المؤسسة بالتحوّل إلى بوق دعائي يخدم الرواية الإسرائيلية في تغطية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

الرسالة، التي شارك في توقيعها أيضًا نحو 300 إعلامي مستقل من خارج الهيئة، سلّطت الضوء على قرارات تحريرية تعتبرها "سياسية الطابع"، أبرزها حجب بث فيلم وثائقي بعنوان " #غزة: المسعفون تحت النار"، رغم اجتيازه جميع المراجعات التحريرية بنجاح. "عنصرية ممنهجة ضد الفلسطينيين"الرسالة التي أبقى موظفو البي بي سي أسماءهم طي الكتمان خشية العواقب المهنية، وصفت تغطية الهيئة للشأن الفلسطيني بأنها "مشلولة بفعل الخوف من انتقادات توجّه إليها حال أظهرت تعاطفًا مع الفلسطينيين".
التعليقات (0)

خبر عاجل