صحافة إسرائيلية

مخاوف من عودة النماذج القديمة من الحروب الأهلية بين اليهود.. "إسرائيل تُمزّق نفسها"

مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية: إسرائيل تمزق نفسها بسبب المخاطر الداخلية والخارجية - جيتي
مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية: إسرائيل تمزق نفسها بسبب المخاطر الداخلية والخارجية - جيتي
مع زيادة حدّة الاستقطابات بين الاسرائيليين بشأن الخلافات السياسية، لا تتردّد العديد من أصواتهم من التحذير من تسبّب هذه الخلافات الداخلية والكراهية والتنافس إلى "تدمير الهيكل الثالث"، وتمزّق الدولة".

نحمان شاي، عميد كلية الاتحاد العبري بمعهد الدراسات اليهودية، ووزير الشتات، والمتحدث باسم الجيش الأسبق، ذكر أن "من ينظر لدولة الاحتلال اليوم في عام ٢٠٢٥ سيجد أمامه النسخة المتقدمة والمحدثة من "الحروب اليهودية"، لأن مئات آلاف الإسرائيليين لا ينامون ليلهم، وقسماً كبيراً منهم لا يغمض عينيه، بسبب قلقهم الشديد على أبنائهم وبناتهم، وأحفادهم وحفيداتهم، وعلى أفراد عائلاتهم المهددين بالموت على بُعد ساعة بالسيارة من منازلهم".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف ، وترجمته "عربي21" أن "الخوف يحيط بالإسرائيليين من كل جانب" في غزة، ولبنان، وسوريا"، ومن يدري ماذا ينتظرنا بعد من جبهات مفتوحة تُكلف الدولة أثماناً بشرية ونفسية كل يوم وليلة، في حين أن الوحيدين الذين لا يبدو أن نومهم يفارقهم هم أعضاء الحكومة وكثير من أعضاء الكنيست، ممن وصلت بهم شهوة السلطة الجامحة الى مستويات غير مسبوقة".

اظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أن "الخلافات الاسرائيلية وصلت الى أن يتبادل وزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان آيال زامير، الصفعات الثنائية، بسبب صراعاتهما على السلطة، حتى داخل المؤسسة العسكرية، بما فيها الجيش، خاصةً خلال حرب طويلة الأمد، لا حدود لها، لكن من الواضح أن من يقود هذه المؤسسة يشعرون بالسلطة، وقد يرتبكون أحيانًا، ويستخدمونها دون داعٍ، مُضحِّين بذلك في مصلحتهما المشتركة المتعلقة بأمن الدولة".

وأوضح أن: "المتوقع في خلافات الرجلين أن يتم رصد بؤر التوتر، بغرض تخفيفها، وتهدئتها، بغرض الوصول إلى اتفاق وتفاهم، لإزالة العقبات، وضمان سير العمل، دون انقطاع، رغم وجود نقاط خلاف معروفة، لكن مجرد اجتماعهما كفيل بإبرام بتسويات وتفاهمات بينهما، أما إذا استمرت الخلافات، فليس هناك حاجة لإجراء نقاشات في وسائل الإعلام، أو في أوساط الجمهور، أو في الرأي العام، لأن الضرر حينها لا يُوصف".

وأكد أن: "مئات آلاف الإسرائيليين يستيقظون صباحًا خائفين عندما يسمعون قادتهم يتجادلون، ويعلمون من الأخبار أن وزير الحرب يوبخ رئيس الأركان، فيردّ عليه، ولذلك فإنهم محقون في قلقهم، وهم في حيرة من أمرهم، لأنهم يرون قادتهم السياسيين والعسكريين يعملون جاهدين على تدمير النظام السياسي، وزعزعة التوازن بين مختلف فروع الحكومة، وهو أمرٌ مثير للغضب".

وأوضح أن: "خلافات القادة الاسرائيليين تطرح علامات استفهام حول مدى شعورهم بأنهم يحملون حقًا ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، لأن الواضح أنهم حنثوا بالقسم الذي أدّوه يوم توليهم السلطة، ولم تعد مصلحة الدولة ومواطنيها مقدمة على مصالحهم الحزبية والشخصية، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية الى اتساع رقعة هذه الانقسامات والكراهية إلى نتائج وخيمة تعيد للأذهان نسخاً قديمة من الحروب الأهلية اليهودية".

التعليقات (0)