سياسة دولية

كومو يعلن خوضه انتخابات بلدية نيويورك كمستقل بعد خسارته أمام زهران ممداني

كومو يخوض سباق رئاسة بلدية نيويورك رغم خسارته في الانتخابات التمهيدية - جيتي
كومو يخوض سباق رئاسة بلدية نيويورك رغم خسارته في الانتخابات التمهيدية - جيتي
أعلن حاكم نيويورك السابق، أندرو كومو، عزمه مواصلة السباق نحو رئاسة بلدية مدينة نيويورك مرشحا مستقلاً، وذلك بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي أمام النائب التقدمي زهران ممداني، الذي ينتمي إلى تيار الاشتراكيين الديمقراطيين.

وقال كومو، في مقطع مصور نشره على منصة "إكس"، مساء أمس الاثنين: "معركة إنقاذ مدينتنا لم تنتهِ بعد. الانتخابات العامة ستُجرى في تشرين الثاني/ نوفمبر... وسأخوضها لأفوز"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".

ويأتي قرار كومو البالغ من العمر 67 عاما، والذي تولّى منصب حاكم ولاية نيويورك لعقد من الزمن قبل أن يستقيل عام 2021 على خلفية اتهامات بالتحرش، في محاولة لإحياء مسيرته السياسية عبر انتزاع منصب رئيس البلدية من خصومه، بمن فيهم رئيس البلدية الحالي إريك آدامز.

ممداني يهزم كومو
في الانتخابات التمهيدية التي جرت الشهر الماضي، حقق ممداني البالغ من العمر 33 عاما فوزا غير متوقع على كومو، حاصدا 56% من الأصوات مقابل 44% لمنافسه، في نظام التصويت القائم على ترتيب التفضيلات. ويُعرف ممداني، وهو ابن المخرجة السينمائية ميرا ناير، بأنه مسلم من أصول هندية وُلد في أوغندا، ويُعد من أبرز وجوه اليسار التقدمي في مجلس ولاية نيويورك.

ويطرح فوز ممداني تساؤلات حول تحول المزاج السياسي في مدينة نيويورك نحو تيارات أكثر راديكالية، في وقت يتّهمه فيه خصومه بتبني أجندات يسارية قد تؤثر سلبا على الاستثمارات والطبقة الثرية، في مدينة تُعدّ عصب الاقتصاد الأمريكي ومركزه المالي الأهم.

كومو: "ممداني يبيع شعارات لا حلول"
وفي محاولة لاحتواء الصدمة، شكّك كومو في شرعية نتائج الانتخابات التمهيدية، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة كانت "ضئيلة"، وداعيا إلى عدم احتكار القرار من قبل فئة محدودة من الناخبين.

وقال في الفيديو المنشور: "منافسنا، السيد ممداني، يقدم شعارات براقة، ولكن لا يقدم حلولا حقيقية"، في إشارة إلى ما يراه افتقار ممداني إلى الخبرة التنفيذية المطلوبة لإدارة مدينة بحجم نيويورك.

اظهار أخبار متعلقة


أربعة متنافسين
من المقرر أن يواجه كومو وممداني رئيس البلدية الحالي، إريك آدامز، الذي قرر عدم خوض الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ظل تراجع شعبيته بعد سلسلة فضائح فساد. 

ويخوض آدامز الانتخابات بدعم غير معلن من أوساط محافظة، خصوصا في ظل تقارير عن إسقاط تهم فدرالية ضده بموجب تدخلات سياسية.

ويكتمل المشهد بترشح الجمهوري كيرتيس ليوا، مؤسس جماعة "الملائكة الحُراس"، الذي يسعى لحشد الأصوات المحافظة في المدينة عبر خطاب أمني وشعبوي.

تفاعل شعبي واسع مع ممداني
في مشهد يعكس حيوية الحملات الرقمية، رد ممداني على إعلان كومو بنشر رابط مباشر لجمع التبرعات على منصته في "إكس"، لاقى تفاعلاً لافتا، إذ حصد أكثر من 26 ألف إعجاب خلال أقل من ساعة، مقابل 800 إعجاب فقط لفيديو كومو.

ويعتمد ممداني على قاعدة شبابية واسعة وعلى دعم الحركات التقدمية التي بات لها حضور بارز في السياسة الأمريكية، خصوصا في المدن الكبرى، مناهضة لمؤسسات السلطة التقليدية التي يمثلها كومو.

إلى جانب البعد الأيديولوجي، أعرب عدد من قادة الحزب الديمقراطي عن قلقهم من أن يؤدي فوز ممداني، أو حتى التقدم المستمر لتيار اليسار الراديكالي، إلى "نزيف اقتصادي" يتمثل في مغادرة الشركات الكبرى ورؤوس الأموال مدينة نيويورك، التي لا تزال تحاول التعافي من تداعيات جائحة كورونا والتضخم.

ويحذر خصوم ممداني من أن سياساته قد تؤدي إلى بيئة غير مشجعة للأعمال، لا سيما مع مواقفه المناهضة للنيوليبرالية ومطالباته المتكررة بزيادة الضرائب على الأثرياء وتقليص ميزانيات الشرطة.
التعليقات (0)