في تصعيد جديد للحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب والمعسكر التقدمي في الحزب الديمقراطي، هدد ترامب علناً باعتقال المرشح الديمقراطي لرئاسة بلدية
نيويورك، زهران
ممداني، إذا ما رفض التعاون مع سلطات الهجرة والجمارك الفيدرالية، متهماً إياه بـ"الشيوعية" و"التطرف السياسي".
وقال ترامب، خلال زيارة لمركز احتجاز
المهاجرين الجديد في فلوريدا، والمعروف باسم "ألكاتراز التمساح"، إن إدارته "لن تتساهل مع أي مسؤول محلي يعرقل جهود الدولة في مواجهة الهجرة غير القانونية".
وأضاف موجهاً تهديده المباشر: "إذا فاز هذا الرجل ورفض التعاون مع السلطات، فسيتعين علينا اعتقاله. نحن لا نحتاج إلى شيوعي في هذا البلد. وإذا وُجد شيوعي، فسأراقبه عن كثب نيابة عن الأمة".
من عضو مغمور إلى مرشح مهيمن
جاءت تصريحات ترامب بعد أيام من إعلان لجنة
الانتخابات في نيويورك فوز ممداني بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية المدينة، في سباق انتخابي حاسم تم عبر نظام التصويت التفضيلي.
وقد حصل ممداني، البالغ من العمر 33 عاماً، على 56% من الأصوات في الجولة الثالثة، متجاوزاً بذلك السياسي المخضرم أندرو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك، والذي حظي بدعم واسع من اللوبي المؤيد للاحتلال الإسرائيلي.
وممداني، وهو مسلم من أصول أوغندية، كان حتى وقت قريب وجهاً غير معروف في مجلس ولاية نيويورك. وقد استطاع أن يحول حملته إلى حركة جماهيرية جذبت الناخبين الشباب والتقدميين، رافعاً شعار "إدارة المدينة كنموذج يُحتذى به للحزب الديمقراطي، ورفض فاشية ترامب".
اظهار أخبار متعلقة
رفض التعاون مع سلطات الترحيل
في خطاب فوزه، تعهد ممداني باتخاذ مواقف صارمة ضد سياسات الهجرة المتشددة، قائلاً: "لن أسمح بتحول نيويورك إلى ساحة لتنفيذ عمليات الترحيل الجماعي. هذه المدينة ستكون ملاذاً آمناً لكل من فر من القمع والفقر، وسنرفض فاشية دونالد ترامب".
وهاجم ترامب ممداني بسبب هذه التصريحات، مشيراً إلى "أن هناك من يقولون إنه في البلاد بشكل غير قانوني"، رغم عدم وجود أي دليل يدعم ذلك، بحسب تقارير إعلامية مستقلة.
وكانت بعض الأصوات اليمينية قد طالبت بالتحقيق في جنسية ممداني، وهو ما اعتُبر حملة تشويه منظمة بحقه.
ووصف ترامب المرشح الديمقراطي بأنه "شيوعي مجنون بنسبة 100%"، وهو توصيف أثار استياء قطاع واسع من الديمقراطيين، لكنه وجد صدىً لدى الجناح الجمهوري المتشدد.
وقد توعد ذراع الحملات الانتخابية للجمهوريين في الكونغرس بجعل ممداني رمزاً "للتطرف الديمقراطي"، في إطار الاستعداد لانتخابات التجديد النصفي المقبلة.
ويواجه ممداني أيضاً هجوماً من بعض أعضاء حزبه بسبب مواقفه المنتقدة لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، والتي وصفها بأنها "جريمة ضد الإنسانية تستوجب الإدانة".
وقد رد على اتهامات بمعاداة السامية قائلاً: "دعمي لحقوق الإنسان لا يعني كراهية أحد. انتقادي لإسرائيل لا يعني كراهيتي لليهود".
منافسة مرتقبة مع إريك آدامز
من المقرر أن يواجه ممداني رئيس بلدية نيويورك الحالي، إريك آدامز، في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبلة، بعد أن قرر الأخير الترشح كـ"مستقل"، عقب تورطه في قضية فساد تم إسقاطها لاحقاً من قبل وزارة العدل الأمريكية.
ويحظى ممداني بدعم قوي من حركات العدالة الاجتماعية وتجمعات الشباب واليسار التقدمي في نيويورك، خاصة في أحياء مثل كوينز وبروكلين، التي صوتت بغالبيتها له.
وفي فيديو نُشر بعد إعلان فوزه، قال: "نحن نعيد بناء الحزب الديمقراطي ليكون حزب الناس. سنعيد الثقة إلى جمهورنا بأن السياسة يمكن أن تكون أداة للتغيير، لا أداة للقمع".