سياسة دولية

سفير باكستان بالولايات المتحدة: لا يمكن تصور وقوع مواجهة نووية في عالم اليوم

اتصالات بين باكستان والهند على "مستوى رفيع" رغم الاشتباكات- جيتي
اتصالات بين باكستان والهند على "مستوى رفيع" رغم الاشتباكات- جيتي
حذّر سفير باكستان لدى الولايات المتحدة، رضوان سعيد شيخ، من خطورة التصعيد العسكري بين بلاده والهند، مؤكداً أنّ: "وقوع مواجهة نووية في عالم اليوم هو: أمر لا يمكن تصوره". 

وفي مقابلة إعلامية، كشف السفير عن وجود اتصالات قد جرت بين مجلسي الأمن القومي في البلدين، إلا أنه شدد على ضرورة وقف التصعيد، سواء على مستوى التصريحات أو الإجراءات، فيما حمّل الهند في الوقت ذاته: مسؤولية التوتر الراهن.


ورداً على الاتهامات الهندية لباكستان بالوقوف وراء الهجوم الذي وقع في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية، من إقليم كشمير، وأدّى إلى مقتل 26 سائحاً هندياً معظمهم من أتباع الديانة الهندوسية، وصف السفير تلك المزاعم بـ"السخيفة" وغير المدعومة بأي أدلة. 

وأكد أنّ: "باكستان تعاملت حتى الآن بدرجة كبيرة من ضبط النفس"، تجاه ما وصفه بـ"العدوان الاستفزازي"، مبرزا مرة أخرى أنّ: "مسؤولية خفض التصعيد تقع على عاتق الهند".

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح السفير أن الهجوم وقع على بُعد 230 كيلومتراً من خط السيطرة، مطالباً بتحقيق شفاف ومستقل للكشف عن الجهة المسؤولة، قائلاً: "إذا كنا نعرف من ارتكب الهجوم، فلماذا كنا سنطالب بالتحقيق؟".

إلى ذلك، أعرب شيخ عن قلقه من ضغط الرأي العام الباكستاني على الحكومة، للرد على التصعيد الهندي، محذراً من أنّ "ضبط النفس له حدود، وباكستان تحتفظ بحق الرد". 

كذلك، انتقد سياسة الهند الإقليمية، بالقول: "لا نتوقع محاضرات من نظام يقوم على فلسفة 'الهندوتفا'، فهو نظام لديه مشكلات مع كل جيرانه، من سريلانكا إلى نيبال، ويبدو أنه يسعى لفرض هيمنته على المنطقة".

وفي معرض حديثه عن ملف كشمير، شبّه السفير الباكستاني الوضع هناك بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أنّ: "بلاده كانت وما زالت من أبرز المدافعين عن حق الشعبين الكشميري والفلسطيني في تقرير مصيرهما".

واعتبر أنّ: "هناك قواسم مشتركة بين سياسة الاستيطان الإسرائيلية في فلسطين والمستوطنات الهندية في كشمير المحتلة".

وفي سياق متصل، نفى السفير الباكستاني، الاتهامات بضلوع بلاده في هجوم كشمير، مشيراً إلى أنّ: "باكستان نفسها أكبر ضحايا الإرهاب"، حيث شهدت أكثر من ألف هجوم إرهابي خلال عام 2024 وحده، بزيادة قدرها 40 في المئة مقارنة بالعام السابق. 

اظهار أخبار متعلقة


وأكد أن بلاده أدانت باستمرار جميع أشكال الإرهاب، داعياً إلى: "تفعيل الأدوات الدبلوماسية لاحتواء التوتر"، وكاشفاً عن مبادرة من رئيس الوزراء شهباز شريف للمشاركة في تحقيق ثنائي نزيه وموثوق في الحادثة، ملمحاً إلى احتمال أن: "يكون الهجوم مفتعلاً لأهداف انتخابية داخلية في الهند".

يأتي هذا التصعيد في ظل تجدّد التوترات العسكرية على جانبي خط السيطرة في كشمير، حيث أفادت إسلام آباد بمقتل 26 شخصاً على الأقل من جانبها، فيما أعلنت نيودلهي عن مقتل 15 شخصاً في صفوفها، ما يُنذر بمزيد من التدهور في العلاقات بين الجارتين النوويتين.
التعليقات (0)

خبر عاجل