حقوق وحريات

خاص: تحقيق أمريكي في اختطاف مصريين بقنصلية بلادهم في نيويورك

أقدم موظفون في القنصلية المصرية في نيويورك على احتجاز ناشطين داخل مقرها والاعتداء عليهما بالضرب بعد محاولتهما الاحتجاج ضد حصار قطاع غزة أمام مدخلها- إكس
أكد معارضون مصريون مقيمون في الولايات المتحدة الأمركية، لـ"عربي21"، أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على إجراء تحقيق موسع في جريمة اختطاف أفراد أمن إداري في القنصلية المصرية في نيويورك لمواطنين من أصول مصرية ومحاولة احتجازهما داخل المبنى.

 والأربعاء اختطف أمن البعثة المصرية في نيويورك عددا من المتظاهرين أمام مقرها، لتتدخل شرطة الولاية لتحريرهم. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، لمعارضين مصريين -فضلوا عدم ذكر أسمائهم- إنه "تم اتخاذ إجراءات إزاء تلك الواقعة، ولكن كان لابد من الانتظار بعض الوقت للحصول على موافقة وزارة الخارجية الأمريكية".

وأوضحت الوكالة التابعة لوزارة العدل، أن الخارجية الأمريكية صرحت الخميس، بـ"إمكانية إجراء تحقيق مع كافة الأشخاص المتورطين في الواقعة عدا الذين يحملون الصفة الدبلوماسية".

وأوضح الخبير القانوني والمعارض المصري المقيم في أمريكا الدكتور سعيد عفيفي، لـ"عربي21"، أن "جميع العاملين في القنصلية لهم صفة إدارية ما عدا القنصل والنائب، ما يعني التحقيق مع جميع العاملين والإداريين بالقنصلية، والاستماع لأقوالهم".


وأفاد المتحدثون المصريون أنه "بعد ذلك سيتم توجيه الاتهام ضد من يثبت في حقه القيام بعملية الاختطاف والسحب داخل المبنى"، بناء على حديثهم مع "إف بي آي". ولفتوا إلى أن "استئذان الخارجية جاء بناء على سرد الوقائع التي جرت، وكان الأمن الأمريكي شاهدا عليها، ومن هنا سيتم توجيه الاتهام للمتورطين وإحالتهم للمحاكمة". من جانبه، يرى عفيفي، أن "التحرك الأمريكي يؤكد حجم الفضيحة الدبلوماسية للبعثة المصرية في الولايات المتحدة".

وأقدم موظفون في القنصلية المصرية في نيويورك، الأربعاء، على احتجاز ناشطين داخل مقرها، والاعتداء عليهما بالضرب، بعد محاولتهما الاحتجاج ضد حصار قطاع غزة أمام مدخلها.
ووفق مقطع مصور، ظهر عدد من عناصر القنصلية، وهم يهاجمون شابا وطفلا في 15 من عمره، ويدخلونهما بالقوة إلى مقرها، ويبدأون بضربهما قبل أن تصل الشرطة الأمريكية إلى المكان.
وبعد لحظات من احتجاز الشابين، وصلت دورية للشرطة الأمريكية، ودخلت إلى المكان، وأخرجت الشابين من مقر القنصلية.

وجاء الاعتداء على الشابين، تطبيقا لما ورد في تسريب مصور لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أمر فيه عناصر السفارات حول العالم، باحتجاز أي شخص يحاول الاحتجاج أمامها، باختطافه إلى الداخل والاعتداء عليه قبل تسليمه إلى أمن الدول المضيفة.

وأثارت الاحتجاجات وعمليات إغلاق أبواب سفارات مصر في عدة دول حول العالم، احتجاجا على حصار وتجويع غزة، غضب النظام المصري، وقال عبد العاطي في التسريب إن هذه الاحتجاجات أظهرت أننا "دولة منتهكة".


ويتهم النشطاء مصر، بالمساهمة في عملية التجويع بقطاع غزة، بسبب "تواطؤها مع الاحتلال في وجوده بمعبر رفح، البوابة الوحيدة لغزة مع العالم العربي، والسماح باحتلال محور فيلادلفيا، رغم أن ذلك انتهاك لاتفاق كامب ديفيد باعتبارها حدودا فلسطينية مصرية".

وتقبع آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات، أمام معبر رفح، في ظل رفض الاحتلال دخولها إلى القطاع، ما تسبب في تلف كميات كبيرة من الأغذية والمواد الطبية المخصصة للقطاع وهي تنتظر الدخول.

وكانت شرارة الاحتجاجات أمام السفارات المصرية انطلقت بعد قيام الناشط المصري المعارض أنس حبيب، بإقفال سفارة بلاده في هولندا، بأقفال حديدية، احتجاجا على تجويع سكان غزة، والتقاعس عن فتح معبر رفح أمام رفض الاحتلال.

والشهر الماضي، أقدم ناشط مصري في هولندا على إغلاق أبواب السفارة المصرية، بواسطة أقفال، احتجاجا على الموقف المصري واستمرار إغلاق معبر رفح.