سياسة عربية

وفود مصرية وقطرية في القاهرة لبحث جهود وقف الحرب الإسرائيلية على غزة

وزير الخارجية المصري: القاهرة تستضيف هذه المباحثات في إطار دورها الإقليمي ومساعيها المستمرة منذ أشهر مع الشركاء الدوليين والإقليميين.. (فيسبوك)
أعلن وزير الخارجية المصري، الاثنين، أن وفودًا من بلاده وقطر موجودة في القاهرة لإجراء محادثات بشأن الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد حربًا إسرائيلية مدمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أسفرت عن عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء.

وأوضح الوزير أن القاهرة تستضيف هذه المباحثات في إطار دورها الإقليمي ومساعيها المستمرة منذ أشهر مع الشركاء الدوليين والإقليميين، وعلى رأسهم قطر والولايات المتحدة، من أجل بلورة صيغة متفق عليها بين إسرائيل وحركة "حماس" تتيح إنهاء القتال وفتح الطريق أمام إدخال المساعدات الإنسانية، وصولًا إلى اتفاق أوسع يتضمن تبادل أسرى وترتيبات لمرحلة ما بعد الحرب.

وتأتي هذه المباحثات في وقت تشهد فيه الجهود الدولية حالة من الجمود، إذ ترفض إسرائيل حتى الآن الالتزام بوقف شامل للعمليات العسكرية، وتربط ذلك بإطلاق سراح الأسرى لديها ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، بينما تؤكد "حماس" أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقف العدوان بشكل كامل وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع ورفع الحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا.

وتاريخيًا، لعبت كل من مصر وقطر أدوارًا محورية في الوساطات المتعلقة بغزة. فالقاهرة، بحكم حدودها المباشرة مع القطاع، قادت عدة جولات من المفاوضات التي انتهت بوقف إطلاق نار في حروب سابقة أعوام 2009 و2014 و2021، مستندة إلى نفوذها الأمني والسياسي على الأطراف. أما الدوحة، فقد برزت بدورها كوسيط مقبول لدى "حماس"، وأسهمت في تفاهمات التهدئة عبر تقديم دعم مالي وإنساني للقطاع، إلى جانب رعايتها اتفاقات لتبادل الأسرى. ويعوّل المجتمع الدولي على هذا التنسيق المصري ـ القطري مجددًا كأحد المسارات القليلة القادرة على كسر الجمود الراهن.

ويُنظر إلى القاهرة والدوحة باعتبارهما الوسيطين الأبرز في الملف الفلسطيني، حيث سبق أن رعتا تفاهمات لوقف إطلاق النار في جولات سابقة من العدوان الإسرائيلي على غزة، لكن الحرب الحالية التي دخلت شهرها الحادي عشر، مع حصيلة تفوق 61 ألف شهيد و150 ألف جريح وفق وزارة الصحة في غزة، تجعل التوصل لاتفاق أكثر تعقيدًا وسط استمرار الغطاء الأمريكي لإسرائيل وتجاهلها قرارات محكمة العدل الدولية.

وتزامن الإعلان المصري مع تزايد الضغوط الأوروبية والأممية لوقف القتال وفتح ممرات إنسانية آمنة، بعد توثيق منظمات حقوقية لمجازر مروعة بحق المدنيين، بينها استهداف مباشر لأطفال في مستشفيات ومراكز إيواء. ويرى مراقبون أن نجاح محادثات القاهرة قد يشكل نقطة تحول في مسار الحرب، لكنه يظل رهينًا بمدى استعداد تل أبيب للقبول بوقف العمليات، وبقدرة الوسطاء على ضمان التزامات متبادلة بين الأطراف.




وقتل الجيش الإسرائيلي 12 فلسطينيا بينهم 4 من منتظري المساعدات، وأصاب عشرات بإطلاق نار وسلسلة غارات على قطاع غزة، منذ فجر الاثنين، ضمن الإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ووفق ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان للأناضول، طالت هجمات الجيش الإسرائيلي على غزة اليوم منازل وتجمعات لمدنيين فلسطينيين ومنتظري مساعدات، وصيادين.

وفي أحدث الهجمات، قتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين وأصاب آخرين بإطلاق نار استهدف تجمعات لمنتظري المساعدات في منطقتي موراج وشارع الطينة بخان يونس جنوب القطاع، فيما قتل فلسطيني رابع في حادثة مماثلة قرب محور "نتساريم" وسط القطاع.

وخلال ساعات ليل وفجر الاثنين، قتل الجيش الإسرائيلي 8 فلسطينيين بمناطق متفرقة من قطاع غزة.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و944 شهيدا و155 ألفا و886 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 258 شخصا، بينهم 110 أطفال.