شن الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، غارة جوية استهدفت موقعاً نووياً في مدينة
أصفهان وسط
إيران، بحسب ما أعلنت وكالتا "مهر" و"فارس" الإيرانيتان، فيما أكدت السلطات المحلية عدم وقوع أضرار أو تسرب لمواد خطرة، مشيرة إلى أن معظم الانفجارات ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية للهجوم.
وفي مدينة قم جنوب طهران، أفادت وسائل إعلام رسمية بأن طفلاً يبلغ من العمر 16 عاماً قُتل وأُصيب شخصان آخران جراء غارة إسرائيلية استهدفت مبنىً سكنياً في حي السلارية.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة ضربات إسرائيلية متصاعدة ضد أهداف مدنية وعسكرية إيرانية.
ووفقاً لأحدث إحصاءات وزارة الصحة الإيرانية، فقد أسفرت الغارات الإسرائيلية، حتى الإثنين الماضي، عن مقتل 224 شخصاً وإصابة 1277 آخرين، معظمهم من المدنيين.
غير أن منظمة "نشطاء حقوق الإنسان" ومقرها واشنطن، قدّرت في تقرير ميداني صادر يوم الخميس الماضي أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى نحو 639 قتيلاً وأكثر من 1329 جريحاً.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها "القناة 12"، أن الهجمات الإيرانية المضادة أسفرت عن مقتل 25 شخصاً وإصابة أكثر من 800 آخرين داخل الأراضي الإسرائيلية، عبر موجات من الصواريخ والطائرات المسيرة.
في خضم هذا التصعيد، تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع، مع تداول تقارير تفيد بإمكانية انخراط الولايات المتحدة في الهجمات إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي.
وقد عزز هذه المخاوف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحاته التصعيدية، داعياً طهران إلى "الاستسلام دون شروط"، ومهدّداً بإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي مداخلة له أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، كشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل
غروسي، عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية
النووية الإيرانية، محذراً من "عواقب وخيمة" قد تنجم عن أي استهداف مستقبلي لمفاعل بوشهر النووي.
وقال غروسي إن الهجمات الإسرائيلية تسببت في "تدهور خطير" لأمن وسلامة المنشآت النووية، مشيراً إلى تضرر البنية الكهربائية في منشأة نطنز، وإصابة منشآت لأجهزة الطرد المركزي، إضافة إلى أضرار في أربع منشآت نووية بموقع أصفهان.
وأضاف المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة أن الوضع لا ينطوي حالياً على مخاطر إشعاعية على المدنيين، لكنه أشار إلى أن هذا الاحتمال "قائم ويتطلب مراقبة دقيقة". كما حذر من أن أي قصف لمنشأة بوشهر قد يتسبب بكارثة بيئية.
ويقع مفاعل بوشهر، الذي يعد ركناً أساسياً في البرنامج النووي الإيراني، على الضفة الشمالية للخليج، ما يجعل استهدافه مصدر تهديد بيئي إقليمي. ودعا غروسي في ختام كلمته إلى العودة للحلول الدبلوماسية، مؤكداً أن مخزون إيران من اليورانيوم لا يزال "تحت الضمانات"، لكنه شدد على ضرورة استئناف عمليات التفتيش الدولية "بمجرد توفر الظروف الأمنية الملائمة".