حذر الصحفي الأمريكي الجمهوري البارز تاكر
كارلسون من تداعيات خطيرة قد تطال الولايات المتحدة في حال تورطها في الحرب المتصاعدة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، معتبراً أن الانخراط في هذا الصراع قد يؤدي إلى "انهيار الإمبراطورية الأمريكية"، وفق تعبيره.
وفي مقابلة مع ستيف
بانون، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، قال كارلسون: "أخشى أن تتعرض بلادي لمزيد من الإضعاف، وقد نشهد فعليًا جنوح حاملة الطائرات المسماة 'أمريكا' قرب سواحل
إيران، ما من شأنه إنهاء رئاسة ترامب المحتملة".
وعبر عن تشككه في جاهزية الجيش الأمريكي لخوض مواجهة واسعة النطاق، مؤكداً أن "القوات المسلحة الأمريكية ليست مهيأة لصراع كبير".
وتأتي تصريحات كارلسون في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية المكثفة على أهداف إيرانية منذ فجر يوم الجمعة الماضي، في وقت أعلنت فيه واشنطن عدم مشاركتها في أي عمليات هجومية، مع تحذير طهران من استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة.
ترامب يرد
رد ترامب لم يتأخر، إذ شن هجوما لاذعا على كارلسون عبر منصته "تروث سوشيال"، وكتب: "أما من شخص ما يشرح لهذا المجنون أن إيران لا يمكن أن تمتلك أسلحة نووية؟"، مشددًا على أن منع طهران من امتلاك السلاح النووي يمثل خطا أحمر لا يمكن التهاون فيه.
ويرى كارلسون أن الحرب المحتملة قد تقوض النفوذ الأمريكي عالميًا وتنهي مستقبل ترامب السياسي، كما اتهم عددًا من الشخصيات الإعلامية والسياسية بالتحريض على التصعيد العسكري، متهماً بالاسم شون هانيتي، ومارك ليفين، وروبرت مردوخ، وآيك بيرلماتر، وميريام أديلسون، بدفع ترامب نحو المواجهة مع إيران.
وفي منشور على منصة "إكس"، كتب كارلسون: "من هم دعاة الحرب؟ هم من اتصلوا بترامب مطالبين إياه بالتدخل العسكري ضد إيران... سيُحاسبون في وقت ما، لكن يجب أن تعرفوا أسماءهم الآن".
كما أشار إلى أن الانقسام الحقيقي داخل التيار المحافظ لم يعد محصورًا بين مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي أو إيران، بل بين "من يدفعون نحو العنف بلا مبالاة، ومن يسعون إلى منعه، بين دعاة الحرب وصانعي السلام"، وفق وصفه.
من جهته، أعاد ترامب التأكيد في منشورات متتالية على تمسكه بمبدأ "أميركا أولًا"، مشيرًا إلى أن "إيران ارتكبت خطأ فادحا برفضها توقيع الاتفاق النووي الذي عرضته واشنطن"، واختتم رسائله بتحذير شديد اللهجة قال فيه: "ببساطة، إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي. قلت ذلك مرارا وتكرارا! على الجميع إخلاء طهران فورا".