سياسة دولية

برلين تطمح لامتلاك أقوى جيش في أوروبا.. هل يعيد البوندسفير الألماني أمجاد الفيرماخت؟

هل تستطيع ألمانيا العودة إلى صدارة القوة في أوروبا؟ - جيتي
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء إن خطط تعزيز الجيش الألماني التي كشفت عنها برلين قبل فترة قصيرة "مقلقة جدا".

وأوضح خلال مؤتمر في موسكو "التصريحات الأخيرة للمستشار الألماني ميرتس الذي تعهد جعل ألمانيا وفق كلامه أكبر قوة عسكرية في أوروبا، مقلقة جدا".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، تعهّد المستشار الألماني فريدريش ميرتس الأربعاء أن يكون لألمانيا "أقوى جيش تقليدي في أوروبا" بفضل الاستثمارات الطائلة التي تنوي حكومته تخصيصها لمجال الدفاع.



وقال ميرتس أمام النواب إن "تعزيز الجيش الألماني هو أولويتنا المطلقة" بعد سنوات طويلة شهدت نقصا في تمويل المؤسسة العسكرية.

وقد مهدت حكومته الطريق بالفعل لمئات المليارات من اليورو كتمويل إضافي من خلال إقرار خطة مالية من قبل البرلمان السابق.

ما اللافت في الأمر؟

اللافت في تصريحات ميرتس وأحلام برلين، أن الجيش الألماني حاليا هو رابع أقوى جيش في أوروبا بعد بريطانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وكان الأول لآخر مرة في الأربعينيات، والعودة إلى الترتيب الأول ليست مهمة سهلة.

ما هو ترتيب الجيش الألماني عالميا؟

عالميا، تحتل ألمانيا المرتبة 14 من 145 على ترتيب موقع "غلوبال فاير بور" المتخصص في التقييم العسكري للجيوش حول العالم، ويحتل المرتبة 4 أوروبا بعد بريطانيا وإيطاليا وفرنسا.

بحسب آخر الأرقام، يخدم في الجيش الألماني حاليا قرابة 181 ألف عسكري، ما يجعله أحد أكبر 30 قوة عسكرية في العالم، وثاني أكبر قوة عسكرية من ناحية العدد في أوروبا بعد فرنسا.

ماذا قالوا؟

◼ قال المستشار الألماني فريدريتش ميرتس إن الحكومة الفيدرالية ستوفر جميع الموارد المالية التي يحتاجها الجيش ليصبح أقوى جيش في أوروبا.

◼ قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن ألمانيا لا تزال تفتقر إلى عدد كاف من الأفراد وإن البلاد ستعود لتطبيق الخدمة الإلزامية إن لزم الأمر إلى جانب تحسين جاذبة الخدمة العسكرية لتجنيد المزيد من الألمان.

◼ قال المستشار الألماني السابق، أولاف شولتس، إن ألمانيا ستكون أكبر جيش تقليدي في أوروبا بعد إعلان إنشاء صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو لذلك.

◼ قال لافروف: "كثيرون فكروا فورا بمراحل في القرن الماضي كانت فيها ألمانيا مرتين، أكبر قوة عسكرية والمآسي التي تسبب بها ذلك".

آخر أيام الفيرماخت

آخر مرة كانت فيها ألمانيا تمتلك أقوى جيش في أوروبا من حيث الحجم والتكنولوجيا والتأثير السياسي والعسكري في عهد الرايخ الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.

وبحسب الأرقام المختلفة، فقد خدم في الجيش الألماني "الفيرماخت" خلال الحرب العالمية الثانية ، ما يصل إلى 20 مليون جندي في أعلى تقدير و13 مليون على أقل تقدير.

وبعد هزيمة ألمانيا في عام 1945، جرى تفكيك جيشها بالكامل، وبقيت البلاد بلا قوات مسلحة إلى حين تأسيس جيش جديد باسم "البوندسفير" في ألمانيا الغربية عام 1955، تحت إشراف الناتو.

من يسبق ألمانيا في أوروبا؟

فرنسا النووية الطموحة

تعتبر فرنسا القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي ويخدم حوالي 203 آلآف جندي في جيشها، مع 175 ألف من أفراد وحدات مثل الدرك وحوالي 26 ألف جندي احتياط.

وتمتلك البحرية الفرنسية حاملة طائرات نووية "شارل ديغول" وغواصات استراتيجية، وتوفر طائرات رافال المقاتلة التفوق الجوي وهي مجهزة أيضا لاستخدام الأسلحة النووية.

وتاريخيا، كانت فرنسا تمتلك ميزانية عسكرية مماثلة لميزانية ألمانيا.

بريطانيا: جيش صغير وتسليح جيد

تخطط المملكة المتحدة أيضا لزيادة الإنفاق الدفاعي مع التركيز على المعدات عالية التقنية مثل الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي وأنظمة الليزر.

وبحسب "دويتش فيله" تمتلك البحرية الملكية حاملتي طائرات، على الرغم من أن واحدة فقط تعمل. وتم تحديث القوات الجوية بشكل كبير ويتكون جوهرها من طائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-35B ، وتخطط الحكومة البريطانية للحصول على ما مجموعه 138 منها.

ومع ذلك، فإن القوات المسلحة البريطانية مكونة من حوالي 140 ألف جندي نشط فقط.

إيطاليا: قوية في الجو ضعيفة على الأرض

تملك إيطاليا 165 ألف جندي نشط وحاملتي طائرات وقوة جوية قوية تضم يوروفايتر وطائرات F-35.

ومع ذلك، تعتبر القوات البرية قديمة وبحاجة ماسة إلى الإصلاح.

ولهذا الغرض، تم طلب أكثر من ألف دبابة قتالية ومتعددة الأغراض من Rheinmetall الألمانية.

مؤخرا 

أظهرت وثيقة اطَلعت عليها رويترز أن رئيس هيئة الأركان الألمانية كارستن بروير أمر بتجهيز الجيش الألماني تجهيزا كاملا بالأسلحة وغيرها من العتاد بحلول 2029.

وجاء في الوثيقة التي تحمل عنوان "أولويات توجيهية لتعزيز الاستعداد"، ووقعها بروير يوم 19 أيار/ مايو، أن ألمانيا ستتمكن من تحقيق هذا الهدف بمساعدة الأموال التي أتاحتها عملية تخفيف أعباء الديون.

وحدد بروير في التوجيه الأولويات فيما يتعلق بالأسلحة التي ينبغي حيازتها أو تطويرها على وجه السرعة، وهو ما يعكس جزئيا الأولويات التي حددها حلف الأطلسي في وقت سابق.

ومن بين هذه الأهداف، يذكر بروير تعزيز الدفاعات الجوية الألمانية المستنفدة، وخاصة بهدف اعتراض الطائرات المسيرة.



وتفيد الوثيقة بأن من الأولويات الأخرى القدرة على توجيه ضربات دقيقة للغاية، وضرب الأهداف على مسافة تزيد عن 500 كيلومتر وبعيدا عن خطوط العدو.

وبالإضافة إلى الضغط من أجل تجديد مخزونات الذخيرة في ألمانيا، أمر بروير أيضا برفع أهداف تخزين جميع أنواع الذخيرة.

ومن بين الأولويات الأخرى المدرجة في الوثيقة التوسع السريع في قدرات ألمانيا في مجال الحرب الإلكترونية وإنشاء نظام مرن من "القدرات الهجومية والدفاعية" في الفضاء.