حاول اليميني المتطرف تومي روبنسون، المعروف بخطاباته المعادية للإسلام في بريطانيا، التظاهر بأنه شخص مسلم لدخول المسجد الأقصى، وفي مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر روبنسون في القدس برفقة اليميني المتطرف الأسترالي الإسرائيلي آفي يمني، وصانع محتوى تركي الأصل كان مسلمًا في السابق ويُدعى رضوان أيدمير.
وأظهرت اللقطات روبنسون -واسمه الحقيقي ستيفن ياكسيلي لينون- وهو يتلقى معلومات في ساحة المسجد الأقصى من الحاخام الإسرائيلي اليميني المتطرف يهودا غليك، قبل أن يحاول دخول المسجد، وعندما طلب منه أحد أفراد الأمن الفلسطينيين عند المدخل إبراز هويته، أجاب روبنسون ملوحًا بأنه مسلم قائلاً: "نعم، أنا مسلم".
اظهار أخبار متعلقة
وطلب منه الحارس تلاوة سورة الفاتحة من القرآن الكريم لتأكيد ادعائه، غير أن روبنسون لم يتمكن من قراءتها، فتدخل أيدمير المرافق له وتلا السورة بالعربية. وعندها سمح الحارس بدخول أيدمير، لكنه رفض إدخال روبنسون الذي اعترض على القرار مدعيًا أن أيدمير هو "شيخه"، لكن الحارس أوضح أن المسجد مفتوح للمسلمين فقط وطلب منهم التوقف عن التصوير.
وظهر في مقطع آخر أحد الحراس وهو يقول لروبنسون: "لأسباب سياسية، لا يُسمح لغير المسلمين بالدخول"، وقد عرض روبنسون وفريقه الحادثة على أنها "منع من دخول المسجد الأقصى"، إلا أن إدارة الأوقاف الإسلامية أكدت أن المسجد مغلق أمام جميع الزوار غير المسلمين، وأن الصلاة فيه مخصصة للمسلمين فقط.
وخلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، التقى روبنسون عددًا من الشخصيات اليمينية المتطرفة، وأدلى بتصريحات مؤيدة للهجمات على غزة، كما استخدم عبارات معادية للعرب، وأثارت الزيارة ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المسلمين البريطانيين وبعض الجماعات اليهودية.
وتداول ناشطون مقطعا مصورا يظهر فيه تومي روبنسون أثناء الجولة التي قام بها بتمويل من حكومة الاحتلال، أخبره المتحدث باسم الطائفة اليهودية في الخليل يشاي فلايشر أن البريطانيين "لديهم مكان خاص في الجحيم بسبب عدوانهم على الشعب اليهودي"، إلا أن روبنسون - الذي يصور نفسه على أنه قومي بريطاني - جلس وتقبل الأمر، مؤكداً له أن البريطانيين يحبون "إسرائيل".
وتومي روبنسون الناشط الأربعيني له سجل إجرامي حافل وقضى أحكامًا متعددة بالسجن، وقد تضمنت إدانته الجنائية الاعتداء على ضابط شرطة، إضافة لحيازة المخدرات والاحتيال والمطاردة وازدراء القضاء ودخول أمريكا بجواز سفر مزور، وفق ذي "آيريش تايمز" فضلا عن مواقفه المناهضة للهجرة والإسلام، وسُجن في العام 2018 بتهمة ازدراء المحكمة، ثمّ سُجن مجددا في العام 2024 لتكراره تصريحات تشهيرية بحق أحد اللاجئين، وأُطلق سراحه في شهر أيار/مايو، وحظي بدعم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
اظهار أخبار متعلقة
ومن المقرّر أن يمثل تومي روبنسن مجددا أمام المحكمة في تشرين الأول/أكتوبر 2026، لرفضه تقديم رقم التعريف الخاص بهاتفه المحمول، امتثالا لطلب الشرطة بموجب صلاحياتها الواسعة التي منحها إياها قانون الإرهاب الصادر في العام 2020.
في الماضي، نجحت عدّة تظاهرات نظمها أنصاره في جذب الآلاف أو حتى عشرات الآلاف من الأشخاص، وهو ما حدث في تموز/يوليو 2024 عندما بلغ عدد المشاركين في إحدى الاحتجاجات ما بين 20 ألفا و30 ألف شخص، وفقا لتقديرات منظمة "هوب نات هايت" (Hope Not Hate) المناهضة للعنصرية.