عاد وباء
الدفتيريا للتفشي مجددا بالجزائر وموريتانيا، وذلك بعد عقود من السيطرة على هذا المرض المعدي والذي يستهدف الحلق والجهاز التنفسي.
عودة الدفتيريا (الخناق) إلى الجزائر وموريتانيا، باتت تثير مخاوف ببلدان
المغرب العربي الأخرى، نظرا لحجم تنقل الأشخاص، خصوصا بين الجزائر وتونس، وبين موريتانيا والمغرب.
والدفتيريا مرض معد حاد تسببه السموم التي تنتجها بكتيريا تدعى بكتيريا الخناق الوتدية وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويعتبر الدفتيريا من الأمراض المعدية ويؤثر على الحلق واللوزتين، وهما الشكلان الأكثر شيوعا من المرض، وتشمل الأشكال الأخرى للمرض الالتهابات الجلدية، بحسب الصحة العالمية.
وكانت الجزائر قد قضت على الدفتيريا منذ منتصف القرن الماضي بفضل برامج التطعيم الوطنية، قبل أن يعود منذ أيام ليذكّر بخطورة تراجع معدلات التلقيح في بعض المناطق النائية.
أما في موريتانيا فقد تمت السيطرة على المرض لعدة سنوات، لكنه عاد سنة 2023 وسجلت عشرات الإصابات في ولايتي الحوض الشرقي وكوركول، ثم ظهر مجددا خلال الأسابيع الماضية مخلفا عدة وفيات.
اظهار أخبار متعلقة
خلية أزمة بالجزائر
في الجزائر أعلنت وزارة الصحة تسجيل خمس حالات مؤكدة بداء الدفتيريا على مستوى ولاية سكيكدة، من بينها حالتي وفاة تمثلت في رجل من جنسية أجنبية، يبلغ من العمر 25 سنة وطفلة تبلغ من العمر 12 سنة كانت غير ملقحة ضد هذا الداء.
وقالت الوزارة في بيان إنه فور تسجيل هذه الحالات، تمّ تشكيل خلية أزمة على مستوى مديرية الصحة والسكان لولاية سكيكدة، قصد متابعة تطور الوضعية الوبائية عن كثب، واتخاذ كل الإجراءات الوقائية والاستشفائية اللازمة بالتنسيق مع السلطات المحلية.
وأشارت الوزارة إلى أن المصالح الصحية المختصة باشرت تحقيقات وبائية دقيقة حول الحالات المسجلة، شملت الأشخاص المحتكين بالحالات، حيث تمّ إخضاعهم للعلاج الوقائي، إضافة إلى تلقيحهم ضد داء الدفتيريا، وذلك لمنع انتشار العدوى وتفادي ظهور حالات جديدة.
وأوضحت أنه في هذا الإطار، تمّ تلقيح 514 شخصا خلال 48 ساعة الماضية، في إطار حملة تلقيح استباقية، تشرف عليها الفرق الصحية المحلية تحت إشراف خلية الأزمة الولائية.
رزنامة التلقيح
وزارة الصحة الجزائرية أكدت أن الوضعية حتى الآن مستقرة وأن المتابعة الميدانية مستمرة بشكل دقيق ويومي، من خلال تعزيز أنشطة المراقبة الوبائية على مستوى جميع الهياكل الصحية بالولاية، إلى جانب التكفل بالحالات المسجلة وفق البروتوكولات العلاجية المعمول بها.
ودعت وزارة الصحة الجزائرية إلى ضرورة احترام رزنامة التلقيح، مؤكدة أن التلقيح يبقى الوسيلة الأنجع والأنسب للوقاية من داء الدفتيريا ومختلف الأمراض المعدية، وأن اللقاحات متوفرة عبر مختلف المؤسسات الصحية.
وأكدت الوزارة أنها تتابع عن كثب تطورات الوضع الصحي بولاية سكيكدة، وتبقى مُجندة من أجل ضمان سلامة المواطنين وحماية الصحة العمومية، كما تعمل على إطلاق حملة تحسيسية حول أهمية التلقيح والوقاية من الأمراض المعدية.
اظهار أخبار متعلقة
الدفتيريا يستيقظ بموريتانيا
وفي موريتانيا عاد مرض الدفتيريا للانتشار بشكل واسع مجددا بعد سنوات من السيطرة عليه.
وأعلنت وزارة الصحة الموريتانية أن حصيلة الوفيات جراء المرض وصلت 15 وفاة، بينما بلغت الإصابات أكثر من 200 إصابة، وذلك في عدة مناطق من البلد.
وأكدت الوزارة وفاة 15 شخصا من المصابين بينهم 7 وفيات في ولاية لعصابة و8 في ولاية الحوض الغربي، وأن 41 مصابا يخضعون للعلاج، فيما شُفيت باقي الحالات.
فرق تدخل سريعة
السلطات الموريتانية قالت إنها سارعت بإرسال فرق تدخل سريعة إلى الولايات الأكثر تضررا، وقامت بتعزيز المراقبة الوبائية في جميع النقاط الحدودية والمراكز الصحية، وباشرت تدريب الفرق الصحية على تطبيق بروتوكولات التشخيص والعلاج.
وشددت على ضرورة عزل الحالات المشتبه بإصابتها بالدفتيريا لمدة سبعة أيام على الأقل بعد بدء العلاج، فيما أوصت وزارة الصحة بتأجيل التحاق التلاميذ بالمدارس، في المناطق الأكثر تضررا، حيث تزامن انتشار المرض مع افتتاح العام الدراسي الجديد.
كما أكدت توفير الأدوية والمضادات الحيوية ومصل الدفتيريا (DAT) في المستشفيات الجهوية، وإطلاق حملة لتطعيم الأطفال والفئات الهشة في المناطق المعرضة للخطر، وتنظيم حملات توعية وتحسيس للرفع من مستوى اليقظة والوعي لدى السكان المحليين.
ودعت الوزارة المواطنين للحرص على تطعيم الأطفال في المواعيد المحددة؛ والاستفادة من الحملة المنظمة حاليا في المناطق المذكورة، إضافة إلى تجنب التجمعات غير الضرورية في المناطق التي شملها التقصي، ومراجعة أقرب منشأة صحية فور ظهور أعراض الحمى أو التهاب الحلق أو صعوبة التنفس.
اظهار أخبار متعلقة
تأهب مغاربي
ظهور الدفتيريا في موريتانيا وبعدها الجزائر، أثار مخاوف ببقية بلدان المغرب العربي، في ظل تنقل الأشخاص بين بلدانه، فيما يرى مختصون أن ظهور الوباء في دولتين بالمغرب العربي يشكل جرس إنذار وبائي للمنطقة المغاربية، باعتبار هذا المرض من الأوبئة البكتيرية الخطيرة التي كانت قد اختفت لعقود جراء برامج التلقيح الواسعة.
وبالرغم من عدم تسجيل أي إصابة بالمرض في كل من تونس والمغرب وليبيا، إلا أن مختصين يؤكدون على ضرورة اليقظة من خلال تعزيز التلقيح والمراقبة الحدودية، وتدارك تأخر بعض الأطفال في استكمال جرعاتهم الأساسية.