تنتمي إلى اليسار السياسي أيديولوجيا، لكنها تخوض
الانتخابات الرئاسية المقبلة كمستقلة، وفي الواقع فهي تحظى بدعم معلن من قبل عدد من الأحزاب والنواب المستقلين.
تعرف نفسها بأنها مسالمة لا تحبذ العنف، ووصفتها الصحافة الأيرلندية بأنها "اشتراكية منذ فترة طويلة" و"جمهورية أيرلندية" على الرغم من أنها لم تدعم "الجيش الجمهوري الأيرلندي" أبدا أثناء الاضطرابات، وتشعر بأن "العنف لم يكن مبررا أبدا" خلال تلك الفترة الزمنية.
نشأت
كاثرين كونولي المولودة عام 1957 في ضاحية شانتالا، بمدينة غالواي في الساحل الغربي لأيرلندا، في أسرة كبيرة العدد ضمت 14 شقيقا (7 أولاد و7 بنات)، وكان والدها نجارا وباني سفن، وقوارب شراعية في غالواي.
توفيت والدتها عندما كانت في التاسعة من عمرها، في سن 43 عاما، فنشأت الأسرة في أول مشاريع الإسكان الاجتماعي في جالوا.
حصلت على دبلوم في اللغة الأيرلندية، ودرست في جامعة "ليدز" وجامعة "غالواي الوطنية"، وفي "الجمعية الموقرة لنزل الملك" التابعة لنقابة المحامين في أيرلندا وهي أقدم مدرسة قانون في أيرلندا. كما درست علم النفس في ألمانيا.
اظهار أخبار متعلقة
نشأت كاثوليكية، لكنها وصفت نفسها بأنها غير متدينة، عملت كطبيبة نفسية إكلينيكية لدى مجلس الصحة الغربي في باليناسلو وغالواي وكونيمارا، وكمحامية أيضا.
كانت في الأصل عضوا في "حزب العمال" بمجلس مدينة غالواي حين انتخبت لأول مرة لعضوية مجلس المدينة عام 1999، ولاحقا أصبحت في عام 2004 عمدة غالواي.
وما لبثت أن تركت الحزب في عام 2007 إثر خلاف حول اختيار المرشحين في الانتخابات الرئاسية.
وبعد ترشحها المستقل في الانتخابات العامة في غالواي الغربية، انتخبت لعضوية مجلس النواب عن دائرة غالواي الغربية في الانتخابات العامة لعام 2016. وانتخبت نائبا لرئيس مجلس النواب في فوز مفاجئ لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب.
وستكون كونولي مرشحة مستقلة في الانتخابات الرئاسية لعام 2025 ، بدعم من أحزاب "شين فين" و"الديمقراطيين الاجتماعيين"، و"الاشتراكي الديمقراطي"، و"العمال"، و" الخضر"، و"الشعب قبل الربح"، و"منظمة 100% للتعويض"، وعدد من أعضاء مجلس النواب الأيرلندي المستقلين.
وما إن أعلنت ترشحها حتى بدأت تظهر بعض النقاشات حول مواقفها السابقة والحالية من القضايا الدولية والخارجية، وبشكل خاص زيارتها لسوريا.
ولا تزال زيارتها في عام 2018 إلى سوريا برفقة، كلير دالي، وميك والاس، ومورين أوسوليفان، تثير الكثير من النقاش، ودافعت كونولي عن هذه الرحلة، بأنها مولت الرحلة بنفسها، وأنها لم "تنطق بكلمة دعم واحدة للأسد ". وأضافت "لقد ارتكبت ديكتاتورية الأسد عددا لا يحصى من الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان، وقد انتقدت جميعها". وقالت إن الرحلة كانت "مهمة لتقصي الحقائق" لمعرفة الضرر الذي تسببه عقوبات الاتحاد الأوروبي للمدنيين السوريين.
وفي مقال لصحيفة "ذا جورنال" أشارت الصحفية شين ريموند إلى أن "المجموعة الأيرلندية رافقها في جولة حول حلب، فارس الشهابي، الذي فُرضت عليه عقوبات من الاتحاد الأوروبي لدعمه نظام الأسد". ردت كونولي بأن لقاء الشهابي كان "خطأً". وقالت إنها "لم تكن تُكن أي احترام لهذا الرجل بعد الاستماع إليه" خلال الرحلة.
وصفت آراء كونولي في السياسة الخارجية بأنها مؤيدة للحياد، و"معادية للغرب في كثير من الأحيان"، ومعادية لحلف شمال الأطلسي، وكان نهج كونولي تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا هو إدانة روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أيضا. وفيما يتعلق بمعارضة روسيا لتوسيع "الناتو"، قالت إن "الناتو لعب دورا دنيئا في التقدم نحو الحدود والانخراط في حرب أهلية. لقد كانت أيرلندا منافقة على مستويات عديدة". ودعت إلى استمرار التضامن مع الشعب الأوكراني.
وانتقدت كونولي الاتحاد الأوروبي واصفة إياه بأنه "يتبنى أجندة نيوليبرالية صارخة ". وأعلنت أنها "تخجل من كونها أوروبية" لأنها تعتقد أن القيادة الحالية للاتحاد الأوروبي "مؤيدة لإسرائيل".
من الجوانب الأكثر إثارة في سيرة كونولي، سلسلة التصريحات الشجاعة والناقدة بشدة لدولة الاحتلال والتي تناولها الإعلام أخيرا بإسهاب وتوسع، حيث دعت إلى التضامن مع الشعب
الفلسطيني، وقالت في مجلس النواب "أتحدى جميعنا أن نقف ونوقف
الإبادة الجماعية التي تحدث باسمنا، لأننا متواطئون" ووصفت دولة الاحتلال بأنها "دولة إبادة جماعية".
وانتقدت كونولي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بعد تصريحاته التي استبعد فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أي حكومة فلسطينية مستقبلية، مؤكدة أن الحركة جزء من الشعب الفلسطيني، وأن القرار بشأن قيادته يجب أن يبقى بيد الفلسطينيين وحدهم.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت في مقابلة إذاعية مع "بي بي سي" إنه "ليس من حق قادة أجانب أن يحددوا مصير الشعب الفلسطيني أو من يتولى حكمه"، مشيرة إلى أن موقفها يستند إلى تجربة بلادها التاريخية مع الاستعمار "ما يجعلها أكثر حذرا في القبول بتدخلات خارجية تحدد خيارات الشعوب". كما تقول.
وكان ستارمر قد شدد خلال إعلانه اعتراف لندن بفلسطين على أن هذا القرار "لا يمنح شرعية لحماس"، معتبرا أن "لا مستقبل للحركة ولا دور لها في الحكم أو الأمن".
لكن كونولي ردت بأن الأولوية ليست في استبعاد طرف سياسي فلسطيني، وإنما في وقف ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية في غزة"، داعية المجتمع الدولي إلى تسمية الأمور بمسمياتها واتخاذ خطوات عملية لوقف الجرائم بحق المدنيين.
وأشارت إلى أن "ملف فلسطين يتصدر أجندتها الانتخابية، وأنها ستواصل التركيز على معاناة غزة ".
وقالت: "سبق أن أدنت 7 تشرين الأول / أكتوبر بوضوح، لكن التاريخ لم يبدأ في 7 أكتوبر، ومن المهم أن ننظر إلى الوراء والتاريخ وعلى الفظائع الكثيرة جدا التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية عبر جيشها".
كاثرين كونولي تصف نفسها وهي تستعد لخلافة مايكل دي هيجينز في منصب رئيس أيرلندا بأنها "ديمقراطية حتى أطراف أصابعي".
لقد ساعدت المسيرة السياسية الطويلة التي خاضتها كونولي وسمعتها القوية في غالواي الغربية في دفعها إلى قمة السوق الترشيحات لرئاسة البلاد في الانتخابات المقبلة.
وبينما من المتوقع أن تعلن أسماء أخرى عن ترشحها في الأسابيع المقبلة، فإن موقعها باعتبارها المرشحة الرسمية الوحيدة في هذه المرحلة يمنحها ميزة طبيعية في الرهانات المبكرة.
وستكون فلسطين ومعاناة غزة حاضرة بقوة في الانتخابات فقد عاش الأيرلنديون استعمار بريطانيا، ومرّوا بتجربة تاريخية قاسية، تقول كونولي "نتماهي مع الفلسطينيين لأننا عشنا هذه التجربة من قبل ونشعر بمعاناتهم".