علوم وتكنولوجيا

تطبيق إسرائيلي على هواتف سامسونغ يجمع بيانات المستخدمين سرا.. ما القصة؟

تطبيق إسرائيلي خفي على هواتف سامسونج يجمع البيانات دون علمك- جيتي
تطبيق إسرائيلي خفي على هواتف سامسونج يجمع البيانات دون علمك- جيتي
وجهت منظمة "سيمكس"، المعنية بالدفاع عن الحقوق الرقمية في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، رسالة مفتوحة إلى شركة "سامسونج" طالبتها فيها بالكشف عن سياساتها بشأن تثبيت تطبيق "آبكلاود" مسبقا على هواتفها من طرازي "A وM"، وتوضيح ممارسات الخصوصية المرتبطة به، إضافة إلى توفير آلية واضحة تمكن المستخدمين من إلغاء الاشتراك فيه وحذفه دون المساس بسلامة أجهزتهم أو صلاحية كفالتها.

وأكدت المنظمة أن التطبيق، الذي طورته شركة "آيرون سورس" الإسرائيلية والمملوكة حاليا لشركة "يونيتي" الأمريكية، يجمع بيانات شخصية حساسة للمستخدمين من دون علمهم أو موافقتهم، ولا يمكن حذفه بسهولة لكونه مدمجا بعمق في نظام التشغيل. 

وبحسب تحليل "سيمكس"، فإن إزالة التطبيق بشكل نهائي تتطلب صلاحيات الجذر (Root Access)، وهو ما يبطل الضمان ويعرض الجهاز لمخاطر أمنية.


ثغرات قانونية وأمنية
أشارت المنظمة إلى أن سياسة الخصوصية الخاصة بـ "آبكلاود" تفتقر إلى الشفافية، إذ لا توضح طبيعة البيانات التي يجمعها ولا آليات معالجتها، كما تفتقر إلى خيار مباشر لإلغاء الاشتراك. 

ووفقا لـ "سيمكس"، فإن التطبيق يجمع بيانات حساسة تشمل المعلومات البيومترية، عناوين بروتوكول الإنترنت (IP)، وبصمات الأجهزة، وهو ما يعد خرقا واضحا للقانون الأوروبي العام لحماية البيانات (GDPR) والقوانين الوطنية لحماية البيانات في عدد من دول المنطقة.

وأضافت المنظمة أن المطور الأصلي للتطبيق، "آيرون سورس"، يثير مخاوف إضافية، خصوصا في دول مثل لبنان حيث يحظر قانونا التعامل مع الشركات الإسرائيلية منذ عام 1955.

اظهار أخبار متعلقة


جذور التطبيق المثيرة للجدل
يعد تاريخ "آيرون سورس" الإسرائيلية حافل بالجدل؛ فقد طورت سابقا برامج مثل "InstallCore"، التي استخدمت لتنزيل تطبيقات من دون إذن المستخدم، متجاوزة أنظمة الحماية وحتى برامج مكافحة الفيروسات، وفق تقارير شركات الأمن السيبراني مثل "MalwareBytes وSophos".

وفي عام 2022، توسعت شراكة "سامسونج" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع "آيرون سورس"، ما سمح بدمج "آبكلاود" مباشرة في هواتف الفئتين "A وM"، الأكثر انتشارًا في الأسواق العربية.

المفاجأة  بحسب "سيمكس" أن التطبيق يأتي مخفيا في النظام؛ فلا يظهر في الواجهة الرئيسية للهاتف أو قائمة التطبيقات، وحتى عند تعطيله قد يعود للتفعيل تلقائيا بعد التحديثات الدورية.

بُعد تقني وسياسي
من الناحية التقنية، يصنف "آبكلاود" كـ "bloatware"، أي تطبيق زائد غير ضروري. لكن عمليا، ترى "سيمكس" أنه برنامج تجسس مقنع، يخالف القوانين المحلية والدولية، ويضع ملايين المستخدمين في المنطقة أمام انتهاك مباشر لحقهم في الخصوصية.

أما على المستوى السياسي، فإن السماح لشركة إسرائيلية حتى بعد استحواذ "يونيتي" عليها بالوصول إلى بيانات المستخدمين في دول عربية تحظر فيها الشركات الإسرائيلية، يثير تساؤلات جدية حول مسؤولية "سامسونج" القانونية والأخلاقية.

مطالب "سيمكس"
طالبت المنظمة الشركة الكورية بـ: الإفصاح الكامل عن سياسات الخصوصية وممارسات جمع البيانات المرتبطة بالتطبيق.

- توفير خيار واضح وفعال لإلغاء الاشتراك وحذف التطبيق دون التأثير على وظائف الجهاز أو صلاحية الكفالة.

- تقديم توضيحات حول قرار التثبيت المسبق للتطبيق على أجهزة الفئتين A وM في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.

- إعادة النظر في سياسة التثبيت المسبق مستقبلا، التزاما بالمادة 12 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

كما دعت "سيمكس" إلى اجتماع عاجل مع فرق "سامسونج" المعنية لمناقشة هذه القضايا بعمق، مؤكدة أن المستخدمين في المنطقة "يستحقون معرفة التطبيقات المثبتة على أجهزتهم، وكيف تُستخدم بياناتهم، خصوصًا في ظل حملات التجسس الإسرائيلية".

اظهار أخبار متعلقة


خيارات محدودة أمام المستخدم
تنصح المنظمة المستخدمين بمحاولة تعطيل التطبيق عبر الإعدادات في حال ظهوره، لكن هذا لا يضمن اختفاءه بشكل نهائي. أما الإزالة الكاملة فتبقى مشروطة بالوصول الجذري للنظام، وهو ما قد يعرّض الأجهزة لمخاطر كبيرة.

وختمت "سيمكس" رسالتها بالتشديد على ضرورة التزام "سامسونج" بالشفافية، وتحمل مسؤولياتها في حماية خصوصية المستخدمين في المنطقة، بدلًا من التواطؤ – ولو بشكل غير مباشر – مع ممارسات مشبوهة لشركة إسرائيلية.

التعليقات (0)

خبر عاجل