حول العالم

نهاية مأساوية لمهندس جزائري طور طائرته بنفسه

دوغة وثق مراحل تطوير طائرته بتسجيلات فيديو على حسابه على الفيسبوك - الفيسبوك
دوغة وثق مراحل تطوير طائرته بتسجيلات فيديو على حسابه على الفيسبوك - الفيسبوك
تحول حلم شخصي امتد لعقود إلى مأساة، بعدما لقي المهندس والمخترع الجزائري يزيد دوغة مصرعه، إثر سقوط طائرة خفيفة كان قد صممها وصنعها بنفسه، خلال تجربة طيران في الهواء الطلق بمنطقة أولاد منصور في ولاية المسيلة.

وبحسب بيان صادر عن مديرية الحماية المدنية، فقد وقع الحادث قرابة الساعة السابعة والنصف مساءً، حيث هرعت فرق الإسعاف إلى مكان الحادث، لكن الإصابات البليغة التي تعرض لها دوغة تسببت في وفاته فور وصوله إلى المستشفى.

وكان دوغة، خمسيني من أبناء المسيلة، اسما معروفا في أوساط المهتمين بالتكنولوجيا الجوية، بعدما قضى سنوات طويلة في تصنيع طائرات تجريبية باستخدام أدوات وموارد محلية، ولم يكن ينتظر تمويلا أو اعترافا، بل اعتمد على شغفه ومهاراته الذاتية، ليحول مرآب منزله إلى ورشة لصناعة الأجنحة والأحلام.



وعبر صفحته على فيسبوك، وثق دوغة مراحل تطوير طائرته بتسجيلات فيديو وصور هندسية، وكان آخر منشور له قبل الحادثة بثلاثة أيام فقط، تحدث فيه عن اختبار ديناميكية الهواء لجسم الطائرة تحت رياح بلغت سرعتها 15 كم/س، وعبر عن رضاه عن النتائج.

اظهار أخبار متعلقة


لكن هذا المشروع الذي لطالما تغنى به كـ"حلم طفولة"، انتهى على نحو مأساوي، لتسود مشاعر الصدمة والحزن بين من تابعوا رحلته، ومن وصفوه بأنه "عبقري صامت" و"بن فرناس الجزائر".



ونعاه أصدقاؤه بكلمات مؤثرة، مؤكدين أنه كان يعمل ليلا ونهارا على تطوير نسخ متعددة من الطائرات، بعضها ثنائي المقعد، واستخدم محركات معاد تدويرها من سيارات ودراجات نارية، كما ابتكر أجهزة محلية لتشكيل مراوح الطائرات، ما جعله يحظى بإعجاب شريحة واسعة من المهندسين الهواة والشباب المهتمين بالطيران.



ولم يكن دوغة موظفا رسميا في أي مؤسسة طيران، لكنه سعى جاهدا لإثبات أن الشغف يمكن أن يتغلب على نقص الموارد، ورغم أن حلمه لم يكتمل، فإن إرثه من الصور والمقاطع والشروحات بات مصدر إلهام، ودعوات كثيرة توجّهت للجهات المعنية لتكريمه بعد وفاته.

التعليقات (0)