تشهد دول
مجلس التعاون
الخليجي قلقًا متزايدًا على خلفية التطورات المتسارعة في المنطقة،
خاصة بعد استهداف
إسرائيل منشآت
إيرانية حيوية، منها مواقع نووية، ورد طهران
بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت العمق الإسرائيلي.
وتتابع
السلطات الخليجية هذه الأحداث بحذر، في ظل مخاوف من تداعيات التوترات المتصاعدة،
التي قد تتطور إلى نزاع إقليمي واسع.
ورغم متابعة
الجهات الرسمية بتركيز، إلا أن موجة من الشائعات والمعلومات المغلوطة اجتاحت منصات
التواصل الاجتماعي في الخليج، خصوصًا ما يتعلق بمخاطر التلوث الإشعاعي المحتمل
جراء ضرب المنشآت النووية الإيرانية، ومنها مفاعل بوشهر جنوب إيران على ساحل
الخليج.
وتحذر هذه
الشائعات من كارثة بيئية تهدد مياه الشرب والحياة البحرية في الخليج، ما أثار حالة
من الهلع لدى المواطنين في دول الخليج، رغم عدم وجود أي تأكيد رسمي على وقوع مثل
هذه الكوارث.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد مسؤولي
دول مجلس التعاون، أن هذه المعلومات المتداولة تفتقر إلى المصداقية، ولا تستند إلى
أدلة علمية أو بيانات رسمية، وتشدد على ضرورة الاعتماد على الأخبار التي تصدر عن
الهيئات الرسمية، والتي تتابع بجدية تطورات الوضع، وتسعى إلى تقديم معلومات
موضوعية بعيدًا عن التهويل والتضخيم.
في هذا السياق،
عبّرت دول الخليج في بيانات منفصلة عن إدانتها الشديدة للهجمات الإسرائيلية على
المنشآت الإيرانية، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ للقوانين والأعراف
الدولية"، داعية إلى ضرورة التهدئة واللجوء إلى الحوار الدبلوماسي.
وكانت قطر من
بين الدول الخليجية التي نبهت إلى خطورة أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية،
حيث حذّر رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني،
من أن ضربة مثل هذه المنشآت قد تؤدي إلى تلوث كامل لمياه الخليج، ما يهدد الحياة
البحرية ومياه الشرب في قطر والإمارات والكويت.
وأوضح أن ذلك
قد يؤدي إلى “فقدان الحياة” في منطقة الخليج، مشيرًا إلى أهمية الحلول السلمية لحل
الخلافات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني عبر طاولة المفاوضات.
اظهار أخبار متعلقة
تسعى سلطنة
عمان بدورها إلى لعب دور الوساطة بين طهران وواشنطن، لتعزيز فرص السلام والاستقرار
في المنطقة، وهو ما تحظى بدعم من قطر ودول خليجية أخرى تسعى لتفادي انزلاق المنطقة
في دوامة الصراع.
في المجمل،
تظل دول الخليج في حالة تأهب وترقب، مع محاولة مراقبة التطورات من زوايا متعددة،
حرصًا على أمنها واستقرارها، وسط تحذيرات من أن التصعيد غير المحسوب قد يجر
المنطقة إلى أزمات بيئية وإنسانية غير مسبوقة.