سياسة عربية

المجلس العربي يتهم القاهرة وبنغازي بقمع المتضامنين مع المحاصرين في غزة

ما وقع من تضييق وملاحقات أمنية واعتداءات جسدية واحتجاز وترحيل قسري بحق أعضاء القافلة "يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وتنكيلًا مقصودًا بأي تحرك حر ومتضامن مع الشعب الفلسطيني..
ما وقع من تضييق وملاحقات أمنية واعتداءات جسدية واحتجاز وترحيل قسري بحق أعضاء القافلة "يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وتنكيلًا مقصودًا بأي تحرك حر ومتضامن مع الشعب الفلسطيني..
أدان المجلس العربي بشدة ما وصفه بـ"الاعتداءات والانتهاكات الجسيمة" التي تعرضت لها "قافلة الصمود" المتجهة نحو قطاع غزة، متهمًا كلًا من السلطات المصرية ومجموعات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر بـ"التواطؤ المكشوف" لعرقلة القافلة ومنعها من الوصول إلى وجهتها الإنسانية.

وفي بيان صادر من مقره في جنيف اليوم الإثنين، قال المجلس، برئاسة الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، إن ما وقع من تضييق وملاحقات أمنية واعتداءات جسدية واحتجاز وترحيل قسري بحق أعضاء القافلة "يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وتنكيلًا مقصودًا بأي تحرك حر ومتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة".

من القاهرة إلى بنغازي.. خنق التضامن على ضفّتي الحصار

اتهم البيان النظام المصري بـ"منع القافلة من التقدم، وتوجيه أذرعه الأمنية للاعتداء على المشاركين"، مشيرًا إلى أن عدة نشطاء تعرّضوا للضرب والمنع على مشارف مدينة الإسماعيلية، فضلًا عن حملات تحريض إعلامية رسمية مارست التشويه بحقهم.

ولم يقتصر الاتهام على القاهرة، بل حمّل المجلس العربي أيضًا مجموعات حفتر في الشرق الليبي المسؤولية عن "تعطيل القافلة من داخل الأراضي الليبية"، معتبرًا ذلك تموضعًا واضحًا في صف "القوى المشاركة في حصار غزة وكتم أصوات المتضامنين معها".

إشادة بالمشاركين وتحميل للمسؤولية

في المقابل، وجّه المجلس تحية تقدير واعتزاز إلى جميع أعضاء القافلة الذين شاركوا من مختلف الجنسيات، مؤكدًا أن تحركهم الرمزي "نجح في إيصال رسالة شعوب حية، وفضح القوى المتواطئة مع الاحتلال".

وطالب المجلس بـ: الإفراج الفوري عن كل من تم اعتقالهم أو ترحيلهم من أعضاء القافلة، محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسدية والإعلامية، فتح معبر رفح أمام القوافل والنشطاء كحق إنساني وأخلاقي.

وأضاف: "ما جرى للقافلة يؤكد أن هناك من يرى في مجرد التضامن مع غزة تهديدًا وجوديًا له، ويُسخّر أجهزة الدولة والإعلام لتجريم الفعل النبيل".

اظهار أخبار متعلقة




المرزوقي يدعو إلى تحرك شامل لكسر الحصار

ختم المجلس بيانه بالدعوة إلى تصعيد المواقف الشعبية والسياسية والقانونية في مواجهة ما وصفه بـ"الجريمة الأخلاقية والسياسية"، مشددًا على أن قمع التضامن مع غزة يُعد انتهاكًا لحرية التعبير والحق في نصرة قضايا التحرر.

ودعا المرزوقي باسم المجلس كل القوى الحية ـ من أحزاب وهيئات ومنظمات وشخصيات ـ إلى "التحرك العاجل للتنديد بما جرى، ومواصلة الضغط الشعبي والدولي لكسر الحصار الجائر عن غزة"، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ما زالت "قضية أحرار العالم الأولى، رغم التواطؤ والتطبيع والقمع".

ورصد المجلس العربي ما وصفه بـ"التنسيق المفضوح" بين سلطات الشرق الليبي الخاضعة لقيادة خليفة حفتر والسلطات المصرية، حيث تم منع قافلة الصمود من التقدم نحو الحدود المصرية دون الحصول على موافقة مسبقة من القاهرة، في خطوة تعكس ما اعتبره المجلس "تواطؤًا إقليميًا لكتم أي صوت شعبي متضامن مع غزة". كما رفضت السلطات المصرية السماح بدخول عدد كبير من المشاركين الدوليين في المسيرة العالمية لكسر الحصار عن غزة، وأقدمت على احتجاز آخرين فور وصولهم إلى مطار القاهرة، ثم ترحيلهم قسريًا، وسط حملة إعلامية منظمة شنّتها وسائل إعلام مصرية رسمية وخاصة، استهدفت تشويه القافلة والمشاركين فيها، ووصمهم باتهامات سياسية وأمنية لتبرير القمع.

تُعد "قافلة الصمود" إحدى المبادرات الشعبية المنبثقة عن المسيرة العالمية لكسر الحصار عن غزة، وهي حراك دولي مدني سلمي يضم نشطاء من مختلف الجنسيات والتوجهات، يهدف إلى التعبير عن التضامن مع سكان قطاع غزة، ولفت الانتباه إلى معاناتهم جراء الحصار المستمر. وتسعى المسيرة، عبر فعاليات رمزية وتحركات ميدانية، إلى كسر جدار الصمت الدولي، والضغط على الحكومات لفتح المعابر، والسماح بإيصال الدعم والمساندة الإنسانية لسكان القطاع المحاصر، دون انتماءات سياسية أو حزبية.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)

خبر عاجل