اقتصاد دولي

تحطم الطائرة الهندية يهز الأسواق ويعيد شبح الأزمات لـ"بوينغ" عملاق الطيران

تحطمت الطائرة المدنية الهندية حين كانت في طريقها من أحمد أباد إلى لندن- جيتي
تحطمت الطائرة المدنية الهندية حين كانت في طريقها من أحمد أباد إلى لندن- جيتي
أدى تحطم طائرة من طراز "بوينغ 787-8 دريملاينر" تابعة للخطوط الجوية الهندية، صباح الخميس، إلى اضطرابات حادة في أسواق المال، وسط تصاعد المخاوف من تداعيات كارثية جديدة على شركة "بوينغ" الأمريكية، التي لم تكد تتعافى بعد من أزمات سابقة هزت سمعتها.

ففي أعقاب الحادث، هبط سهم "بوينغ" بنسبة 8% في تعاملات ما قبل افتتاح بورصة نيويورك، مسجلاً أسوأ أداء يومي له منذ نيسان/أبريل الماضي، ليستقر عند 197.6 دولاراً، وهو أدنى مستوى له خلال الشهر الأخير، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".


تحطم مأساوي بعد دقائق من الإقلاع
وأفادت السلطات الهندية بأن الطائرة المنكوبة، التي كانت تقوم بالرحلة رقم AI171، أقلعت من مطار "سردار فالابهاي باتيل" في مدينة أحمد آباد غربي البلاد، متجهة إلى مطار غاتويك في لندن، قبل أن تتحطم بعد دقائق من الإقلاع وعلى متنها 242 شخصاً، بينهم 169 هندياً و53 بريطانياً، إضافة إلى جنسيات أخرى.

وسارعت إدارة المطار إلى تعليق جميع الرحلات مؤقتاً، فيما أظهرت لقطات محلية تصاعد أعمدة الدخان من موقع الحادث. وقال ناطق باسم "إير إنديا"، عبر منصة "إكس": "نعمل على التحقق من التفاصيل المتعلقة بالحادث الذي تعرضت له الرحلة AI171 من أحمد آباد إلى لندن، وسنشارك المستجدات فور توفّرها".

اظهار أخبار متعلقة


ضربة جديدة لثقة المستثمرين
تنتمي الطائرة المنكوبة إلى طراز "بوينغ 787-8"، أحد أحدث الطرازات في أسطول الشركة الأمريكية، والمعروف بكفاءته العالية في استهلاك الوقود واعتماده على تقنيات متطورة في التصنيع. 

وعلى الرغم من السمعة الجيدة التي يتمتع بها هذا الطراز على صعيد السلامة، فقد أعاد الحادث الأخير إلى الأذهان المخاوف القديمة من أداء بوينغ الفني، وأثار القلق من تأثيرات محتملة على ثقة السوق، خصوصاً بعد سلسلة أزمات سابقة، أبرزها كارثتا "737 ماكس" في 2018 و2019.

ويرى محللون أن الحادث قد يدفع شركات الطيران، خاصة في الأسواق الآسيوية، إلى إعادة النظر في عقودها مع "بوينغ"، وقد يفتح الباب أمام تشديد الرقابة التنظيمية على طائرات الشركة من قبل هيئات الطيران الدولية.

بوينغ على المحك مجددًا
ويأتي هذا التطور في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة لـ"بوينغ"، التي تحاول منذ سنوات استعادة موقعها الريادي في سوق الطيران التجاري. وكانت الشركة قد تكبدت خسائر مالية هائلة تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات، على خلفية كارثتي "737 ماكس"، اللتين أوقعتا مئات الضحايا، وأدت إلى تعليق عالمي لاستخدام هذا الطراز، قبل أن تُعيد الشركة تأهيله بتعديلات تقنية صارمة.

اظهار أخبار متعلقة


ولم تكن تلك الأزمات وحدها ما أنهك الشركة، فقد زادت جائحة "كوفيد-19" الطين بلة، بعدما أوقفت حركة الطيران التجاري حول العالم، وأجبرت شركات الطيران على إلغاء أو تأجيل آلاف الطلبيات، وهو ما تسبب في أسوأ ركود صناعي لبوينغ منذ عقود.

ورغم محاولات الشركة تحسين سمعتها من خلال رفع معايير السلامة، وتسريع تسليم طائرات "دريملاينر" الحديثة، إلا أن الحادث الأخير قد يشكّل نكسة كبيرة في هذا المسار، ويُعيد فتح ملف الرقابة التنظيمية الأمريكية والدولية، التي ما زالت تتابع أداء "بوينغ" عن كثب.
التعليقات (0)

خبر عاجل