سلط تعيين القس الإنجيلي، جوني مور، المؤيد
بشراسة للاحتلال، في منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة "غزة الإنسانية"، التي
أنشأها
الاحتلال من أجل التحكم بالمساعدات الداخلة إلى قطاع غزة، الضوء على هذه
الشخصية.
ولد مور في الولايات المتحدة، عام 1983،
لعائلة إنجيلية، وتلقى تعليمه في مدارسها، حتى الدراسة الجامعية، في جامعة،
ليبرتي، وهو من أبرز المؤسسات الإنجيلية، في الولايات المتحدة، وبعد التخرج، عمل
في مكتب قس الحرم الجامعي، فضلا عن منصب نائب الرئيس الأول للاتصالات، ومحاضرا في
الدين بالجامعة.
من هم الإنجيليون؟
الإنجيليون مجموعة دينية مسيحية، تعد فرعا من
البروتستانتية، ولديهم إيمان بالعهدين القديم والحديث، من التوارة والإنجيل، وجزء
كبير منهم يتبنى الصهيونية المسيحية، ويعتبرون دولة الاحتلال، جزءا من نبؤات
التوارة لليهود، وأن فلسطين هي أرض الميعاد وفق زعمهم.
ويعتقد الإنجيليون، أن
ما يطلقون عليها عودة اليهود إلى "إسرائيل" تعد شرطا أساسي لعودة المسيح
الثانية، وهو ما يعني الاستيلاء على القدس المحتلة والضفة الغربية بالكامل وإحلال
اليهود فيها.
والعلاقة بين
الإنجيليين والاحتلال، معقدة، ترتكز على أسس دينية بالأساس، فضلا عن الدعم
السياسي، والأيدولوجيا الخاصة بالصهيونية المسيحية تلعب دورا رئيسيا في العلاقة.
وتشكل هذه الطائفة الدينية، قوة انتخابية، ولديها نفوذ سياسي كبير في
الولايات المتحدة، وتؤثر في الانتخابات، ويقدر عدد أتباعها بمجو 80 مليون إنجيلي
أمريكي، نفوذهم يصل إلى التأثير على قرارات البيت الأبيض والكونغرس.
النفوذ السياسي:
وأبرز الشخصيات التي
أثرت في حياة مور، القس الإنجيلي البارز والمدافع عن الاحتلال الإسرائيلي، حيث عمل
مساعدا له، وطاف معه في العديد من الرحلات الخارجية.
وعلاوة على العمل
الأكاديمي في الجامعة، أسس مور، شركة كايروس، للعلاقات العامة، والتي ركزت على
التواصل الاستراتيجي ودعم القضايا السياسية والدينية، لخدمة الطائفة الإنجيلية.
كما عمل مفوضا في لجنة
الولايات المتحدة، للحرية الدينية الدولية، والتي ترك زعلى قضايا الحريات الدينية
حول العالم، فضلا عن رئاسة مؤتمر القادة المسيحيين حول العالم.
وترأس مور اللجنة
العامة في جامعة حيفا، وألقى العديد من المحاضرات في الدبلوماسية الدينية في
الجامعة، بشكل يعكس ارتباطه الوثيق بمؤسسات الاحتلال، ومدى نفوذه لدى قادة
الاحتلال.
وعمل مور مستشارا
إنجيليا في إدارة ترامب الأولى، وكان قناة الاتصال بين رئيس حكومة الاحتلال،
وترامب، والطائفة الإنجيلية في الولايات المتحدة، لتوفير أقصى دعم ونفوذ للاحتلال
في أروقة القرار الأمريكي.
ويعتبر من أكثر
المقربين من سفير الولايات المتحدة لدى الاحتلال، مايك هاكابي، والذي يعد من أشرس
المؤيدين للاحتلال، فضلا عن دعمه المطلق للاستيلاء على الضفة الغربية بالكامل.
دعم مطلق للاحتلال:
لعب مور، دورا رئيسيا
في دعم قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وقال في تصريحات صحفية:
"الإنجيليون كان لهم دور كبير في هذا القرار، ولا أعقتد أنه كان من الممكن أن
يحدث من دونهم".
كما شارك بقوة في
تسهيل عقد اتفاقيات التطبيع بين دول عربية والاحتلال، خلال فترة رئاسة ترامب
الأولى، مع الإمارات والبحرين والمغرب.
وأيد مور، خطة ترامب للاستيلاء على قطاع غزة،
والتي أعلنها فور تسلمه منصبه، وقال في تصريحات: "الرئيس ترامب يصنع السلام ويوقف
الحروب، وهو يرى الحرب من خلال تكلفتها البشرية ولا يلتزم بالطرق التقليدية،
والولايات المتحدة الأمريكية ستتحمل المسؤولية الكاملة عن مستقبل غزة، وستمنح
الجميع الأمل والمستقبل".
مؤسسة غزة.. تغطية على جرائم الاحتلال:
صعد مور بصورة مفاجئة، إلى إدارة ما يعرف
بمؤسسة غزة الإنسانية، بعد تعثرها مع أيامها الأولى، وعقب استقالة رئيس التنفيذي
جيك وود، قبل انطلاقها بيوم واحد.
واتهمت الأمم المتحدة، ومنظمات حقوقية،
المؤسسة بالافتقار إلى النزاهة، وتورطها في مساعدة الاحتلال، ووجود مور يساهم بالسيطرة
على المساعدات، وتحويلها إلى أداة سياسية تخدم أجندة الاحتلال العسكرية في غزة.
وانعكس تأييد مور المطلق للاحتلال، على الفور
مع تسلمه منصبه في مؤسسة "غزة الإنسانية"، وقام بتبرئة الاحتلال، من
المجازر التي ارتكبها بحق الباحثين عن قوت يومهم من سكان غزة، ووصف اتهام الاحتلال
بـ"الإشاعات المغرضة".