سياسة عربية

محكمة تونسية تؤيد حكما بسجن الوزير السابق نور الدين البحيري 10 سنوات

بعد الطعن.. تأييد الحكم على نائب رئيس حركة النهضة بالسجن 10 سنوات - الصفحة الرسمية نور الدين البحيري "فيسبوك"
بعد الطعن.. تأييد الحكم على نائب رئيس حركة النهضة بالسجن 10 سنوات - الصفحة الرسمية نور الدين البحيري "فيسبوك"
قررت محكمة الاستئناف بتونس، الثلاثاء، تأييد الحكم بعشر سنوات سجنا بحق المحامي ووزير العدل السابق نور الدين البحيري.

وكانت المحكمة الابتدائية قد أصدرت في 18 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حكما ابتدائيا يقضي بسجن البحيري على خلفية تدوينة له دعا فيها التونسيين للخروج للشارع في ذكرى ثورة  يناير/ كانون الأول.

وقالت محامية الدفاع منية بوعلي لـ "عربي21"، إنه "تم إصدار  الحكم دون مرافعات، وذلك على خلفية طلب هيئة الدفاع التأخير للشكاية التي قدمتها في حق رئيسة الدائرة الثانية مفادها التدليس" وفق قولها.

وتم اعتقال البحيري منذ أكثر من سنة، على خلفية تدوينة له دعا فيها التونسيين للنزول إلى الشارع في ذكرى الثورة في 14 يناير/ كانون الأول 2023، وهو ما تنفيه هيئة الدفاع، مؤكدة أنه لا وجود أصلا للتدوينة، وأن اعتقاله سياسي لأنه معارض للنظام. 

والبحيري متهم أيضا في ما يعرف بملف "التآمر" على أمن الدولة، وصدر حكم ضده يقضي بسجنه 43 عاما ووجهت له تهمة "تكوين مجموعة إرهابية، والتآمر على أمن الدولة، وارتكاب أمر موحش في حق رئيس الدولة".

اظهار أخبار متعلقة


كما صدر في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مذكرة ثانية بسجن البحيري في ما يعرف بملف افتعال جوازات سفر لأجانب، عندما كان وزيرا للعدل سنة 2013.

وفي أيار/ مايو الماضي، دعت منظمة العفو الدولية، السلطات التونسية إلى الإفراج الفوري عن وزير العدل السابق والقيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه، معتبرة أنها "ذات دوافع سياسية".

ويذكر أن البحيري قام بعدة إضرابات احتجاجية في سجنه، وقد دامت في إحدى المرات 20 يوما ما تسبب له في تدهور حاد في صحته وقد تدخلت منظمات حقوقية وأقنعته بفك إضرابه حفاظا على حياته. 

ويشار إلى فريق دفاعه قد رفع شكاية بتهمة التعذيب ضد من قام باعتقاله على خلفية اعتداءات طالته٬ وتسببت له في كسور وفق المحامين.

وأكدت هيئة الدفاع عن البحيري رفضها لقرار محكمة الاستئناف تأييد الحكم معتبرة أنه حكم "جاهز".

وقالت الهيئة إنها فوجئت "بصدور حكم تأييد سجن البحيري 10 سنوات ، والحال أنها كانت بانتظار تحديد موعد جلسة الإستنطاق و المرافعة".

وشدد الدفاع عن البحيري على "أنّ الحكم صدر دون محاكمة بل تبيّن أنّه تتويج لمهزلة تعمّدت فيها رئيسة الدائرة الجنائيّة  23  مغادرة قاعة الجلسة بعد مقاطعة البحيري ودون استماع لمرافعات المحامين وطلبات النّيابة ودون إعلان أيّ قرار".

اظهار أخبار متعلقة



واعتبرت أن ما حصل سابقة لم يشهدها تاريخ القضاء التّونسي ، فلم يسبق أن حوكم شخص دون استنطاق و لا مرافعات و لا إعذار في كامل مراحل التّقاضي ممّا يعكس استخفافا بالقانون و بالإجراءات و ترجمة لدور القضاء الوظيفة الذي تستخدمه السّلطة القائمة لتصفية خصومها السّياسيين" وفق تعبيرها.

وأعلنت أنها "ستتّخذ كلّ الإجراءات القانونيّة الكفيلة بتتبّع من تورّطوا في هذه الجريمة القضائيّة مكتملة الأركان ، و تحيط الرّأي العام علما بأنّها قد تقدّمت بشكاية جزائيّة في التّدليس ضدّ رئيسة الدّائرة الجنائيّة الثانية بالمحكمة الإبتدائيّة بتونس التي أصدرت الحكم الإبتدائي".



أحكام ثقيلة تطال قيادات "النهضة"
أصدرت السلطات القضائية التونسية أحكاماً بالسجن لفترات طويلة بحق عدد من قيادات حركة النهضة، أبرزها الحكم الصادر بحق رئيس الحركة راشد الغنوشي (83 عاماً) بالسجن لمدة 22 سنة، إلى جانب حكم آخر بسجن رئيس الحكومة الأسبق علي العريض لمدة 34 سنة، وذلك في قضايا وُصفت بأنها "ذات طابع أمني وسياسي".

اظهار أخبار متعلقة


وتأتي هذه الأحكام بعد أيام من إصدار حكم بسجن نور الدين البحيري، القيادي البارز في الحركة، لمدة 15 عاماً، ضمن ما بات يوصف بموجة متصاعدة من الاستهداف القضائي لرموز المعارضة.

وفي مواجهة الانتقادات، شدد الرئيس التونسي قيس سعيد في أكثر من مناسبة على أن "القضاء في تونس مستقل ولا يتدخل في عمله أحد"، نافياً أي دور للرئاسة في توجيه أو تحريك الملفات القضائية.

غير أن قوى معارضة تتهمه صراحةً بـ"توظيف القضاء كأداة لتصفية الخصوم السياسيين"، لا سيما أولئك الذين عبروا عن رفضهم لمسار الإجراءات الاستثنائية التي فرضها منذ صيف 2021.

ففي 25  تموز/يوليو 2021، أعلن سعيد جملة من التدابير الاستثنائية شملت حل المجلس الأعلى للقضاء والبرلمان، وتعليق العمل بأجزاء من الدستور، وإصدار القوانين عبر مراسيم رئاسية، وصولاً إلى اعتماد دستور جديد عبر استفتاء، وتنظيم انتخابات برلمانية مبكرة قاطعتها غالبية الأحزاب.

ترى قوى سياسية ومدنية في هذه الإجراءات "انقلاباً على الدستور ومسار الثورة وترسيخاً لحكم فردي مطلق".

ويؤكد سعيد أن هذه التدابير تأتي "في إطار احترام الدستور بهدف حماية الدولة من خطر داهم"، مشدداً في المقابل على التزامه بـ"ضمان الحريات والحقوق وعدم المساس بها"، رغم تزايد الانتقادات المحلية والدولية بشأن أوضاع الحقوق والحريات في البلاد.
التعليقات (0)

خبر عاجل