ملفات وتقارير

"الأورومتوسطي": آلية الاحتلال وأمريكا لتوزيع المساعدات مصائد للموت في غزة

أكد المرصد أنّ إدارة إسرائيل لملف المساعدات الإنسانية في غزة تمثل ذروة العبث واللاإنسانية، إذ لا يمكن للجهة المتهمة بتنفيذ الإبادة أن تكون مسؤولة عن الإغاثة. الأناضول
أكد المرصد أنّ إدارة إسرائيل لملف المساعدات الإنسانية في غزة تمثل ذروة العبث واللاإنسانية، إذ لا يمكن للجهة المتهمة بتنفيذ الإبادة أن تكون مسؤولة عن الإغاثة. الأناضول
قال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان": إنّ الجيش الإسرائيلي قتل وأصاب أكثر من 600 فلسطيني من المجوعين قرب ثلاث نقاط توزيع مساعدات أنشأها في مناطق خاضعة لسيطرته المطلقة جنوبي قطاع غزة خلال أسبوع واحد فقط، محذرًا من تحول تلك النقاط إلى مصائد دموية، وسط استمرار الصمت الدولي المطبق وغياب المساءلة.

وفي بيان صحفي، أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أكد المرصد أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف المدنيين الفلسطينيين الذين يُجبرهم الجوع الشديد على التوافد إلى تلك النقاط، مشيرًا إلى أن ما يُعرف بـ"الهيئة الإنسانية" التي أنشأتها إسرائيل وواشنطن لإدارة توزيع المساعدات، تحوّلت فعليًا إلى أداة للاستدراج والإعدام الميداني، تحت غطاء إنساني زائف.

وقال المرصد إن هذه الآلية، التي تديرها منظمة أمريكية مرتبطة بالجيش الإسرائيلي، تفتقر للحد الأدنى من شروط العمل الإنساني، سواء من حيث البنية التحتية أو الحياد أو ضمان سلامة المدنيين. وبدلاً من التخفيف من الكارثة الإنسانية، أصبحت هذه النقاط مسرحًا للقنص المباشر، والطائرات المسيّرة، والرصاص العشوائي، ما أدى إلى سقوط المئات بين قتيل وجريح، بينهم أطفال ونساء.

وأشار إلى أن هذه الممارسات تمثل امتدادًا لسياسة تجويع ممنهجة تُمارسها إسرائيل منذ أكثر من 20 شهرًا، في إطار حرب شاملة تتحول يومًا بعد يوم إلى إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة. فقد وثّق المرصد مقتل 102 فلسطيني وإصابة 500 آخرين قرب مراكز توزيع خلال 8 أيام فقط، بينما لم تُفتح أي تحقيقات مستقلة أو محاسبة أي جهة مسؤولة عن هذه المجازر.

اظهار أخبار متعلقة




وفي إفادات مروّعة جمعها فريق المرصد، تحدث ناجون عن مشاهد الذعر والرعب أثناء محاولاتهم الحصول على كميات زهيدة من الطعام، في ظل إطلاق نار مباشر من قناصة، ومسيّرات تُطلق الرصاص وتشتم المدنيين، وقذائف تصطاد المجوعين لحظة اقترابهم من "بوابات الفحص والإذلال" التي تقيمها القوات الإسرائيلية.

وأكد المرصد أنّ إدارة إسرائيل لملف المساعدات الإنسانية في غزة تمثل ذروة العبث واللاإنسانية، إذ لا يمكن للجهة المتهمة بتنفيذ الإبادة أن تكون مسؤولة عن الإغاثة. كما شدد على ضرورة إنهاء العمل بهذه الآلية فورًا، والعودة إلى آلية الأمم المتحدة السابقة، لضمان تدفق آمن ومحايد للمساعدات.

وفي سياق أوسع، حذر المرصد من أن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت عن دمار هائل في البنية التحتية، وتدهور شبه كامل للنظام الصحي، بات يُشكّل تهديدًا وجوديًا لأكثر من 2.2 مليون إنسان، مؤكدا أن هذه الكارثة لا يمكن اختزالها في معاناة إنسانية، بل هي نتيجة مباشرة لسياسة عسكرية ممنهجة تدمج القتل بالتجويع والإهمال المتعمد.

واختتم المرصد بيانه بدعوة عاجلة للمجتمع الدولي إلى التحرّك الفوري، وفرض ضغط حقيقي على إسرائيل لوقف جرائمها، وتمكين مؤسسات الأمم المتحدة من إدارة العمل الإنساني وفق المبادئ الدولية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة أكثر من مليوني إنسان يواجهون الموت البطيء في قطاع غزة.

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)