نشرت وزارة الداخلية السورية، السبت، تسجيلاً مصوراً يتضمن شهادات لعناصر سابقين في مجموعات تابعة لما يُعرف بـ"جمعية البستان"، التي كان يرأسها رامي
مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري المخلوع
بشار الأسد.
وكشف التسجيل عن تحول الجمعية، التي كانت تقدم نفسها كجمعية خيرية، إلى واجهة لتمويل وتشكيل مليشيات مسلحة تورطت في ارتكاب جرائم واسعة، من خطف وابتزاز واغتيال، إلى جانب المشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب قوات النظام السابق في عدد من المحافظات.
وأفاد أحد المتحدثين في التسجيل بأن الجمعية اتخذت من مقرها في دمشق مركزاً لقيادة عملياتها، حيث تم تحصينه واستخدامه كنقطة انطلاق، مؤكداً أن الأوامر كانت تصدر مباشرة من رامي مخلوف، عبر المسؤول العسكري سامي درويش، ومن ثم إلى القادة الميدانيين.
وتحدث محفوظ محمد محفوظ، وهو قائد مجموعة ميدانية تضم نحو 400 عنصر، عن مشاركته في معارك عدة بدمشق وريفها، بما في ذلك داريا، والمعضمية، ووادي بردى، والحجر الأسود.
فيما أكد ربيع صلاح، أحد عناصر مجموعة القائد العسكري فراس سلطان، أن الجمعية كانت واجهة مدنية لنشاط عسكري منظم، قادته شخصيات مثل سامر درويش وفراس سلطان، مشيراً إلى أن مجموعته شاركت في جميع العمليات العسكرية بالمنطقة، وكانت متخصصة في تنفيذ عمليات الخطف والابتزاز.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح صلاح أن بعض ضحايا الخطف تعرضوا للتصفية رغم دفع عائلاتهم للفدية، وذلك لخشية الخاطفين من أن تتعرف الضحية على هويتهم.
ومن بين الضحايا الذين تم ذكرهم، الصيدلاني أحمد الطحان من منطقة المزة، الذي قال إنه اختُطف في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 واحتُجز لمدة 43 يوماً في زنزانة انفرادية، وتعرض خلالها للضرب والتجويع، فيما طالبت الجهة الخاطفة عائلته بفدية قدرها 20 مليون ليرة سورية، تم تخفيضها لاحقاً إلى 15 مليوناً.
كما اعترف ميسم يوسف، وهو أحد المتورطين، بمشاركته في عمليات خطف ونهب، إضافة إلى قتاله في مناطق متعددة من بينها حلب والحجر الأسود والمزة. وأقرّ بمسؤوليته عن ارتكاب مجازر بحق المدنيين، منها قتل أربعة أشخاص في منطقة بساتين الرازي بدمشق.
يُذكر أن جمعية "البستان" كانت تُعرف في عهد النظام السابق كجمعية خيرية، إلا أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عليها عقوبات عام 2017، باعتبارها أحد أبرز ممولي قوات النظام السوري وواجهة لتمويل نشاطاته القمعية.
اظهار أخبار متعلقة
القبض على قيادي في "لواء درع الوطن"
وفي أمس الجمعة٬ أعلنت مديرية أمن اللاذقية٬ إلقاء القبض على آصف رفعت سالم، أحد القياديين السابقين في ميليشيا "لواء درع الوطن"، وذلك بتهمة التورط في ارتكاب جرائم حرب في منطقتي الزبداني ومضايا بريف دمشق، خلال فترة حكم النظام السابق بقيادة المخلوع بشار الأسد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصادر أمنية أن آصف رفعت سالم كان يشغل موقعاً قيادياً في "لواء درع الوطن"، التابع لرامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السابق، مشيرة إلى تورطه في عمليات تصنيع البراميل المتفجرة التي استُخدمت على نطاق واسع من قبل الطائرات المروحية، وتسببت في دمار واسع للمدن والبلدات السورية.
وأكدت الوكالة أنه تم إحالة المتهم إلى القضاء المختص، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، في إطار ملاحقة المتورطين بجرائم ضد المدنيين إبان سنوات الحرب.
وتأتي هذه الخطوة ضمن الحملة الأمنية الموسعة التي أطلقتها الإدارة السورية الجديدة عقب سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، والتي تهدف إلى تعقب رموز النظام السابق والمتورطين في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم إبادة جماعية وتعذيب واستخدام أسلحة محرمة ضد المدنيين منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.