هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم يكن السابع من أكتوبر 2023 مجرد لحظة عسكرية فارقة، بل محطة كاشفة لتحولات عميقة في بنية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي تجاوز منذ عقود حدوده الجغرافية والميدانية ليغوص في معركة معقدة على الهوية والذاكرة والتاريخ. فالمشروع الصهيوني، الذي بدأ باجتثاث الفلسطيني من أرضه، ما زال يتقدم بخطى حثيثة نحو اجتثاثه من سرديته الثقافية وحضوره الرمزي، في محاولة لتفكيك هويته الجامعة وتذويبها ضمن صيغ استعمارية مقنّعة بثقافة التهويد. في هذا السياق، يقدّم منصور أبو كريم في كتابه "تحولات بنية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر: الصراع الثقافي نموذجًا" قراءة معمقة لمسار المواجهة الرمزية بين طرفين أحدهما يسعى لاستكمال مشروع اقتلاع، والآخر يقاوم بالتشبث بأدقّ ملامح وجوده الرمزي، من اللباس الشعبي إلى حروف الاسم الجغرافي.
كشفت ورقة علمية صادرة عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، أعدّها أ.د. وليد عبد الحي، عن تراجع كبير في المكانة الدولية لـ"إسرائيل" عقب عملية طوفان الأقصى، التي شكّلت زلزالاً سياسيًا وإعلاميًا وأمنيًا هزّ صورة الاحتلال في العالم. حيث بيّنت الدراسة بالمؤشرات والأرقام كيف تهاوت أسس الدعم الدولي التقليدي لـ"إسرائيل"، وانعكس ذلك في تراجع مقلق في ثمانية مؤشرات مركزية من أصل ثلاثة عشر، شملت الاستقرار السياسي، والصورة الذهنية، والديموقراطية، والعلاقات الدولية، وغيرها، ما يعكس تغيراً بنيوياً في نظرة العالم لدولة الاحتلال، ويؤشر على بداية تآكل نفوذها الرمزي والدبلوماسي على المدى المتوسط والبعيد.
في ركنٍ من أركان الجغرافيا العربية المنسية، يقع إقليم الأحواز العربي، الذي لم يحظَ بما يستحقه من التوثيق والاهتمام في الذاكرة العربية المعاصرة، رغم ما يمثله من أهمية اقتصادية واستراتيجية وثقافية. يأتي كتاب "الهيمنة الإيرانية على إقليم الأحواز العربي 1925-1979" للدكتورة ابتهال عبد الحميد شامخ ليعيد تسليط الضوء على مأساة هذا الإقليم العربي الذي وقع فريسة لمشروع تفريسي قسري بعد إسقاط إمارة الشيخ خزعل عام 1925م. تسرد الكاتبة، بلغة دقيقة موثقة، فصول التوسع الفارسي وأدوات السيطرة التي تراوحت بين الدعم البريطاني لرضا خان، والاستيطان، ومحاولات طمس الهوية العربية، وصولاً إلى مقاومة شعبية صلبة لم تهدأ رغم البطش والتهميش. عبر صفحات هذا الكتاب، تنكشف أوجه الصراع بين الطموح القومي العربي ومشروع القومية الفارسية الذي سعى إلى محو كل ما هو عربي من الأحواز، ليبقى هذا العمل مرجعاً أساسياً لفهم تاريخ هذا الإقليم وتوثيق نضالاته التي امتدت طوال العقود الأولى من القرن العشرين.
أرادت الوجودية بفكرها أن تحرّر الانسان وتجعله يعيش واقعه دون أن يشعر بالقلق والخوف من المستقبل، لذلك كان الإنسان موضع اهتمامها، وفضلاً على ذلك فإن الوجودية تنقسم إلى تيارين متعارضين، فنقول إنَّ هناك وجودية مؤمنة ووجودية ملحدة، أما التيار الأول: فهو وجودية تؤمن بالدين، وقد نشأت في أحضان الكاثوليكية ، وهي التي تبدأ بتأملات كير كيجارد الدينية، وتضع الإنسان في علاقة مباشرة مع الله، ويمثل هذا التيار كير كيجارد ويسبرز، أما التيار الثاني: فهو يزعم هذا الاتجاه سارتر، وهو الشخص الذي تنسب إليه الوجودية الحديثة، ربما الفلسفة الوجودية كلها، الاتجاه الثاني هو الإلحاد يبدأ بإعلان نيتشه عن موت الله ويمثل هذا الاتجاه نيتشه وهيدجر وسارتر.
في قلب الفلسفة الوجودية التي بلورها جان بول سارتر، يبرز الجمال لا كزينة عرضية للحياة، بل كوعي إنساني أصيل يتقاطع مع كل أشكال التجربة والوجود؛ فهو أداة لفهم العالم وإعادة تشكيله، وهو في جوهره تجربة ذاتية تتداخل فيها الحواس والخيال والحرية. في كتابه "أنطولوجيا الوعي الجمالي عند سارتر"، يفتح عبد الباسط محمد حاجة نافذة جديدة على عالم سارتر، مستعرضاً كيف يتجلى الوعي الجمالي كامتداد للوعي الوجودي، وكيف يصبح الفن والمسرح والرواية مختبرات لهذا الوعي الذي يضع الإنسان في صراع دائم مع المعنى، والواقع، والحرية.
يندرج كتاب الدكتور فتحي الملكاوي: "التجديد في الفكر الإسلامي المعاصر تجربة مشروع إسلامية المعرفة" ضمن هذا السياق العام، لكنه يحمل معه سياقه الخاص، بحكم انتظامه المبكر في مدرسة المعهد العالمي للفكر الإسلامي، التي حملت مشروع: "إسلامية المعرفة"..
في عالمٍ طالما قدّم الغرب نفسه بوصفه حامل مشعل الحضارة والتقدم، يكشف عالم الإثنولوجيا الفرنسي روبير جولان، في كتابه "الغرب نقيضاً للحضارة"، وجهاً آخر مغايراً تماماً: وجهاً متعطشاً للإبادة، ممعناً في إنكار الآخر وسحق ثقافاته. عبر دراسات ميدانية معمقة وشهادات حية، يفضح جولان حقيقة المشروع الغربي..
أصدرت منظمة "سام للحقوق والحريات" ورابطة "أمهات المختطفين"، بدعم من معهد دي تي، دراسة ميدانية نوعية تحمل عنوان "الطريق نحو السلام", تسلط الضوء على تصورات المجتمع اليمني حول العدالة الانتقالية كأداة مركزية لتحقيق المصالحة وإنهاء النزاع. وتُظهر الدراسة، التي شملت أكثر من 300 مشارك من ست محافظات، أن العدالة ليست فقط مطلبا للضحايا، بل هي أيضا شرط لبناء سلام دائم يضمن المحاسبة، وجبر الضرر، ويُرسّخ دولة القانون، رغم التحديات الجسيمة والانقسامات المجتمعية والسياسية.
في كتاب "التضامن في أوقات الأزمات: دروس معاصرة من النكبة"، يقدّم المؤرخان جوني منصور وإيلان بابيه قراءة تاريخية دقيقة لنموذج نابلس في احتضان اللاجئين الفلسطينيين عقب نكبة عام 1948، من زاوية طالما غُفلت في السرديات التقليدية: التضامن المحلي المجتمعي، لا كفعل طارئ، بل كبنية متجذّرة في النسيج الفلسطيني..
جاء طوفان الأقصى كحدث مفصلي في تاريخ الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ليعيد تشكيل مشهد المقاومة، ويكشف هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي طالما بُنيت حولها هالة من التفوق. في هذا الجزء من الكتاب، ينتقل عبد العليم محمد لتحليل انعكاسات طوفان الأقصى، وصعود اليمين الإسرائيلي، وأدوات الحرب الإسرائيلية التي تتجاوز السلاح إلى المفاهيم..
منذ الإعلان عن "صفقة القرن" وما تبعها من اتفاقات إبراهام، تشهد القضية الفلسطينية سلسلة من التحديات غير المسبوقة، تمثّلت في التحولات الكبرى على مستوى السياسات الأمريكية والإسرائيلية، والتطبيع العربي، وصعود اليمين المتطرف في إسرائيل..
في كتابه "العصبيّة القوميّة في منظور الإسلام"، يخوض الباحث الكردي قادر مجيد حسين القشوري مغامرة فكرية جريئة يعيد فيها تفكيك مفهوم القومية العربية من منظور إسلامي ناقد، مستعرضاً كيف تحولت هذه القومية، في ممارساتها التاريخية والحديثة، إلى أداة إقصاء وهمينة بدل أن تكون حاملة لوحدة إنسانية..
في عالمٍ يزداد استقطابًا، يثير دونالد ترامب جدلاً واسعًا بتصريحاته وقراراته التي أعادت إلى الأذهان ملامح من الفاشية الكلاسيكية، متشابكة مع أدوات الليبرالية الجديدة. ومع تحذيرات جنرالات ومساعدين سابقين من ميوله الاستبدادية، تتصاعد المخاوف من أن تتحول "الترامبية" إلى مشروع سياسي يجمع بين سلطوية الدولة ومنافسة السوق..
اختار الزعيم الاستقلالي امحمد الخليفة أن ينحو منحى آخر في الكتابة التاريخية، فقد تردد كثيرا في كتابة مذكرات على نسق السيرة الذاتية، التي تقف على الوقائع، وتقدم روايته كفاعل وشاهد على أحداث تاريخية كبيرة وعلى تحولات مفصلية في تاريخ المغرب السياسي، وراودته نخب كثيرة في هذا المسعى، فكان يرفض ذلك، إلى أن نزل على رأي وسط..
في كتابه الجديد "الحرب"، يفك الصحفي المخضرم بوب وودوارد شيفرة السنوات الأكثر اضطراباً في السياسة الأمريكية والعالمية، خلال ولاية جو بايدن. بين الكواليس المظلمة لصناعة القرار في واشنطن، وخفايا الحروب التي عصفت بكوكبنا من كابول إلى كييف، ومن تل أبيب إلى غزة، يسرد وودوارد بشفافية مدهشة ما لم يُقل علنًا..
أصبح من الطبيعي تماما، أن يبرز مرة أخرى دور الأمير ونسله وكذلك دور الجزائريين الذين يعيشون في الشام، فالقدر جعل منهم الممثلين الفعالين في الساحة السياسية في سوريا وفلسطين ومصر واليمن وليبيا وتركيا والمغرب، وهكذا أكانوا مع السلطات العثمانية أو مع الحركة القومية العربية، أدّوا باستمرار أدوار القادة في الأحداث التي عرفتها هذه المنطقة من الشرق الأوسط.