هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حظيت مقولة ماركس عن الدين بوصفه "أفيون الشعب" مكانة مهمة في النقاش، ليس فقط في أوساط الشراح الماركسيين، ولكن بين كلّ من اهتمّ بموقع المسألة الدينية من القضية الاجتماعية والسياسية، ولاسيما بعد التوظيف السياسي اللينيني لهذه المقولة بنحو أحاديّ ألغى ما يراه بعضهم جانبًا إيجابيًّا بنحو ضمنيّ في مقولة ماركس التي كتبها في "مقدمة نقد فلسفة الحق عند هيغل"، حيث قال: "إنّ البؤس الدينيّ هو في الوقت نفسه تعبير عن البؤس الفعليّ واحتجاجٌ على البؤس الواقعيّ.
لا زال الوضع في غزة، يتراوح بين الاتجاهين الأساسيين، اتجاه نتنياهو، وسموترتش وبن غفير، ضمن استراتيجية الحرب البريّة، وحرب الإبادة والتجويع، لتحقيق هدف القضاء على المقاومة المسلحة، بقيادة حماس من جهة، واتجاه المقاومة التي أنزلت ضربة قاسية جداً، في عملية طوفان الأقصى، في الجيش الصهيوني عسكرياً، وفي نتنياهو سياسياً، وواصلت حرباً بريّة، بنجاح طوال ما يزيد على 22 شهراً، كما تحمّل الشعب حرب إبادة وتجويع، لا مثيل لقسوتها ووحشيتها، طوال المدّة نفسها، من الجهة الثانية.
حظي الكيان الصهيوني بحملة دعم عالمية غير مسبوقة في الأسابيع الأولى من عدوانه البربري على قطاع غزة، ورغم القصف العشوائي للمدنيين والقتل غير المسبوق في هذه الفترة، فقد تحول كيان الاحتلال إلى مزار يتسابق القادة الغربيون إلى إظهار الدعم له من داخله، بل وكان للمسؤولين العسكريين قسط وافر من تلك الزيارات التي كانت عملياتية ولم تقتصر على الدعم المعنوي فقط.
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل حتى الآن ما بين 174 و240 صحفيًا وصحفية، بحسب تقديرات موثوقة لكل من لجنة حماية الصحفيين، والاتحاد الدولي للصحفيين، ومكتب إعلام الحكومة في غزة، ومنظمات دولية أخرى، ما يجعل هذه الحرب من أكثر الحروب دمويةً ضد الصحافة في التاريخ الحديث.
أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس ما وصفته بـ"جريمة حرب مركّبة"، بعد أن قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، مستشفى ناصر في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر ـ وفق حصيلة أولية ـ عن استشهاد 15 مواطنا، غالبيتهم من الصحفيين والكوادر الطبية والدفاع المدني.
ليس هناك جريمة كاملة، إذ لا بد أن يترك المجرم، مهما أوتي من خبث ودهاء، أثرًا يدل عليه، هكذا يقول أهل النظر. لكن الإحصاءات الجنائية تقول إن نسبة المجرمين الهاربين في الإحصاءات الجنائية في المدن الغربية، حيث ترتفع نسبة الجرائم، لا تزال مرتفعة، وذلك بسبب أخطاء المحققين، والرشوة، والفساد، وكثرة الجرائم وليس ذكاء المجرمين.
كالعادة مر إعلان مرصد عالمى للجوع تابع للأمم المتحدة أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعانى رسميا من مجاعة، وأن 514 ألف شخص بها يعانون من الجوع، دون رد فعل مناسب من قبل الدول العربية والإسلامية، سوى نشر خبر التقرير الأممى فى وسائل إعلامها، تماما مثل رد فعل تلك الدول العربية والغربية على إستمرار القصف اليومى لغزة وإستشهاد عشرات الضحايا، وسقوط العديد من الضحايا يوميا خلال انتظار الطعام بمؤسسة غزة الإنسانية ، ووفاة مواطنين جدد نتيجة سوء التغذية.
فلسطين ليست مجرد جغرافيا محدودة ولا نزاعًا سياسيًا عابرًا، بل هي مرآة تعكس أعمق جدليات التاريخ البشري.. العلاقة بين النصوص المقدسة والواقع الأرضي، بين القوة والعقيدة، بين القانون الدولي وحق الإنسان في الحياة والكرامة. في فلسطين تتقاطع الكتب السماوية مع خرائط الاستعمار، وتمتزج دماء الأطفال مع نصوص التوراة وسفر القضاة، وتتجسد بروتوكولات السيطرة الحديثة في مشروع استيطاني يواصل حروبًا قديمة بأسماء جديدة. ولعل هذا التشابك يجعل من فلسطين قضية لا تخص شعبًا واحدًا فقط، بل هي قضية الوعي الإنساني كله.
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن تصريحات وزير جيش الاحتلال يوآف كاتس، وتأكيده أن العملية العسكرية في مدينة غزة تهدف لتهجير السكان باستخدام قوة نارية مكثفة، تمثل اعترافًا رسميًا بارتكاب جريمة تطهير عرقي وتهجير قسري بحق نحو مليون إنسان في المدينة.
اعتبرت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن إعلان الأمم المتحدة تفشي المجاعة في قطاع غزة يمثل حدثًا تاريخيًا مأساويًا وإدانة صريحة للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن ما يجري هو جريمة حرب مكتملة الأركان وجريمة إبادة جماعية ممنهجة تُرتكب أمام أنظار العالم.
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن إجبار مئات الآلاف على التحرك جنوبًا يعد كارثة إنسانية جديدة، ويعتبر نقلًا قسريًا للسكان. ووفق وزارة الصحة في غزة، قُتل 227 شخصًا نتيجة الجوع منذ بداية الحرب، بينهم 103 أطفال، في حين أسفرت الغارات الإسرائيلية الأخيرة عن مقتل 62192 فلسطينيًا، معظمهم من المدنيين، بحسب إحصاءات وزارة الصحة التابعة لحماس.
تصريحات نتنياهو جاءت بعد تسريبات نقلها مكتبه يوم أول أمس الأربعاء تفيد بأن نتنياهو يريد اتفاقا شاملا لإطلاق سراح الأسرى رافضا بذلك الاتفاق الجزئي الذي اقترحه الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف تموز / يوليو الفائت، و قبلته حركة حماس بعد أن كانت تحفظت عليه سابقا إثر تعديلات أجراها نتنياهو على خرائط الانسحاب حينها.
في ظل إعلان قادة إسرائيل عن مشروعهم الاستعماري التوسعي، وتصاعد عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية في غزة، تتكشف أمامنا اليوم صورة أقل حدة ولكن أخطر خطورة في الضفة الغربية والقدس الشرقية. فبينما ينشغل العالم بمتابعة مجازر غزة، تجري على الأرض الفلسطينية الأخرى سياسات ممنهجة تستهدف نزع الإنسانية عن الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا، ما ينذر بنكبة جديدة أشد وطأة من نكبة عام 1948. هذه السياسات ليست محض ردود أفعال عابرة، بل استمرار لمشروع استعماري يهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني الكامل، الأمر الذي يضع العالم أمام اختبار أخلاقي وقانوني عاجل لحماية شعب من محو وجوده التاريخي.
أدانت المملكة المتحدة اليوم قرار اللجنة العليا للتخطيط الإسرائيلية بالموافقة على خطة الاستيطان في منطقة "إي1" بالضفة الغربية، معتبرةً أن تنفيذها سيقسم الدولة الفلسطينية إلى قسمين ويشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويهدد فرص تحقيق حل الدولتين. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن إقامة المستوطنات في هذه المنطقة الاستراتيجية، التي تربط شمال الضفة بالغربية بالقدس والخليل، يعقد إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا، ويزيد من حدة التوترات في المنطقة، داعية إسرائيل إلى التراجع فورًا عن القرار والالتزام بالقوانين الدولية للحفاظ على أي أفق سياسي لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
أعلن التحالف العالمي من أجل فلسطين (GAFP) عن تنظيم يوم عالمي للتحرك من أجل غزة يوم السبت 6 سبتمبر/أيلول 2025، وذلك عقب مؤتمره التأسيسي في لندن بمشاركة ممثلين من أكثر من 25 دولة و65 منظمة، في خطوة تهدف إلى توحيد الأصوات العالمية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة ورفع الحصار عنها، وإسماع صوت الفلسطينيين أمام الحكومات والمؤسسات الداعمة للاحتلال.
عوامل عدة تدفع اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الكشف عن هذه المواقف السياسية التي تعتبر متقدمة في إطار رفض الدولة الفلسطينية وتبني رؤية دينية في الصراع مع الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية.