اتهم وزير العدل
السوداني مولانا عبد الله
محمد درف دولة
الإمارات بممارسة دور "وظيفي" يخدم مصالح قوى دولية تسعى
للسيطرة على ثروات السودان واحتلال النفوذ في القارة الإفريقية.
وأكد درف في تصريحات حصرية لـ
"عربي21" أن القوات المسلحة السودانية نجحت في السيطرة على نحو 80% من
الأراضي السودانية، وأن بقيايا الميليشيات المسلحة لم يعد لها نفوذ في غالبية
الأراضي السودانية، فيما بدأ الشعب السوداني فعلياً بالعودة الطوعية إلى دياره بعد
استعادة الجيش لأغلب المناطق.
ووصف الوزير السوداني الجرائم التي ارتكبتها
ميليشيات الدعم السريع في مدن مثل الفاشر والجنينة بأنها "فاقت في فظاعتها كل
تصور"، مشدداً على أن الحكومة لن تتفاوض مع هذه الميليشيات قبل تسليم أسلحتها
بالكامل، وأن الشعب السوداني لن يقبل بأي وجود سياسي أو عسكري لها نتيجة تاريخها
الدموي وانتهاكاتها ضد المدنيين.
وأشار درف إلى أن السودان تعرض "لطعن
في الظهر" من بعض الدول الإقليمية، في مقدمتها الإمارات وتشاد، في وقت انشغل
فيه العالم العربي وراجع المجتمع الدولي عن محاسبة الميليشيات المسلحة على
جرائمها.
وأضاف أن مصر لعبت دوراً إيجابياً في دعم
وحدة السودان بقيادة قواته المسلحة، بينما تقود السعودية، بالتعاون مع الولايات
المتحدة، مبادرة جادة لتحقيق السلام، وأن الحكومة السودانية تتعامل مع هذه الجهود
بإيجابية على أمل التوصل إلى سلام حقيقي في السودان الموحد.
ويشهد السودان منذ منتصف عام 2023 صراعاً
مسلحاً واسع النطاق بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى
نزوح مئات الآلاف من المدنيين، وتدمير واسع للبنية التحتية في مناطق مثل الفاشر
والجنينة والخرطوم وأم درمان. وقد تركز النزاع على السيطرة على الموارد والمناطق
الاستراتيجية، وسط
اتهامات متبادلة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من كلا
الطرفين.
ووجهت حكومة السودان الرسمية انتقادات شديدة
لدور الإمارات، معتبرة أنها تعمل وفق أجندة "وظيفية" تساهم في زعزعة
الاستقرار في البلاد، وتسعى لاستغلال الثروات الطبيعية واستثمارات القطاع الخاص
لمصلحة نفوذ إقليمي ودولي. كما اتهمت الخرطوم بعض الدول الإقليمية الأخرى بمحاولة
التدخل في الشؤون الداخلية للسودان وإعاقة جهود التوصل إلى تسوية سلمية.
المبادرات الدولية لحل الأزمة
على صعيد الجهود الدولية، تعمل السعودية
والولايات المتحدة الأمريكية على قيادة مبادرة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سياسي
شامل يضمن وقف إطلاق النار وتسليم الميليشيات المسلحة أسلحتها، بالإضافة إلى دعم
جهود إعادة الإعمار وحماية المدنيين. كذلك لعبت مصر دوراً إيجابياً كوسيط إقليمي
لتعزيز وحدة البلاد واستقرارها، فيما تواصل الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية
تقديم الدعم الإنساني للمناطق الأكثر تضرراً.
وتأتي تصريحات الوزير السوداني في وقت يشهد
فيه السودان تحولات أمنية وسياسية كبيرة، وسط استمرار المخاوف من تجدد النزاعات في
المناطق التي كانت تحت سيطرة الميليشيات، مع تأكيد الجيش السوداني على قدرته في
فرض الأمن واستعادة الاستقرار تدريجياً في مختلف الولايات.