سياسة دولية

هجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا.. والكرملين يرحب باستراتيجية ترامب الجديدة

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول إن منشأة "الحماية الآمنة الجديدة" في محطة تشيرنوبل فقدت وظائفها الخاصة بالسلامة - جيتي
قالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 77 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل، مضيفة أن دفاعاتها أسقطت الطائرات فوق سبع مناطق في جنوب ووسط روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، في وقت يواصل فيه الجانبان تبادل الهجمات الجوية في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات تقريبًا.

وقال يوري سليوسار حاكم منطقة روستوف، إن برجا لنقل الكهرباء تضرر في المنطقة المتاخمة لأوكرانيا وتبعد نحو ألف كيلومتر جنوبي موسكو، مما تسبب في انقطاع الطاقة الكهربائية عن 250 من السكان لكنه أشار إلى أن الأمر لم يسفر عن إصابات، وذكرت وزارة الدفاع أن 42 طائرة مسيرة جرى تدميرها فوق منطقة ساراتوف في جنوب غرب روسيا و12 طائرة مسيرة فوق روستوف.


ونادرًا ما تكشف السلطات الروسية عن نطاق الأضرار الناجمة عن الهجمات الجوية الأوكرانية ولا تؤكد أبدا تقريبًا استهداف أي بنية تحتية عسكرية، بحسب وكالة فرانس24، فيما تشهد الحرب بشكل متزايد شن هجمات طويلة المدى بطائرات المسيرة وصواريخ بعيدًا عن خطوط المواجهة المباشرة في وقت يسعى فيه الجانبان لاستهداف أصول عسكرية ولوجستية وفي مجال الطاقة لدى الطرف الآخر.


في المقابل، شنت القوات الروسية غارات جوية ليل السبت- الأحد على مدينة كريمنشوك الأوكرانية تسببت في انقطاع الكهرباء والمياه، وذلك وفق تصريحات لـ"فيتالي ماليتسكي"، رئيس بلدية كريمنشوك، حيث قال إن مدينته الواقعة وسط أوكرانيا تعرضت إلى ضربة جوية خلال الليل.


وتقع مدينة كريمنشوك على نهر دنيبرو، وهي مركز صناعي رئيسي وموطن لواحدة من أكبر مصافي النفط في أوكرانيا. وتعرضت مرارا لقصف صاروخي روسي، بما في ذلك غارة في عام 2022 على مركز تسوق مزدحم أسفرت عن مقتل 21 شخصا على الأقل.

وقال فيتالي زايتشنكو، إن الأضرار الواسعة النطاق تعني أن انقطاع التيار الكهربائي زاد من بين 4 و8 ساعات إلى ما بين 12 و16 ساعة في معظم المناطق، وغالبا سيتسبب ذلك في ترك المنازل بدون مياه جارية أيضا، فيما قدّر مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) -ومقره الولايات المتحدة- أن الهجوم شمل نحو 653 طائرة مسيرة و51 صاروخًا وصاروخ كروز، مما يجعله على الأرجح ثالث أكبر هجوم جوي في الحرب.

هذا وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان لها أن منشأة "الحماية الآمنة الجديدة" في محطة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا فقدت وظائفها الأساسية الخاصة بالسلامة، وذلك عقب الأضرار التي لحقت بها جراء هجوم بطائرة مسيّرة في شهر شباط/فبراير الماضي.

وأوضحت الوكالة، أن فريقًا تابعًا لها أنهى الأسبوع الماضي تقييمًا شاملًا لسلامة المنشأة، مشيرةً إلى أن المنشأة فقدت قدرتها على العزل ومنع التسرب الإشعاعي، لكنها وجدت في الوقت ذاته أن الهياكل الحاملة للمنشأة وأنظمة المراقبة لم تتعرض لأضرار دائمة.

وتعرّضت منشأة الحماية الآمنة الجديدة في محطة تشرنوبل النووية لهجوم بطائرة مسيّرة، في شباط الماضي، ما أدى إلى أضرار خطيرة في الغلاف الخارجي للهيكل الفولاذي الضخم الذي يغطي المفاعل رقم 4، والذي تم بناؤه بعد كارثة 1986 لمنع أي تسرب إشعاعي.


في السياق السياسي، رحّب الكرملين بخطوة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إزالة عبارة "تهديد مباشر" عن روسيا في النسخة المحدّثة من استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن موسكو ترى في التغيير "خطوة إيجابية"، مشيراً إلى أن الوثيقة تدعو إلى التعاون في قضايا "الاستقرار الاستراتيجي"، رغم استمرار اعتبار الحرب في أوكرانيا مصدر قلق أمني لواشنطن.

وتعكس السياسة الأمريكية الجديدة، الممتدة على 29 صفحة، نهجًا وُصف بأنه "واقعية مرنة" يستند إلى ما تعتبره واشنطن "ما ينفع أمريكا". لكنها تأتي في وقت تتعثر فيه مبادرة السلام الأمريكية المقترحة، التي اعتبرت داعمة للمطالب الروسية الأساسية.

وشنت موسكو هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على شبكة الكهرباء الأوكرانية خلال فصول الشتاء السابقة وقبل حلول الشتاء هذا العام مما تسبب في انقطاعات للتيار وضغوط على فرق الإصلاح والصيانة مع بَدْء برودة الطقس، من جهتها كثفت كييف هجمات الطائرات المسيرة على مستودعات نفط ومطارات وأهداف أخرى داخل روسيا، وتقول إنها تمثل رد فعل مشروعًا على حملة موسكو على المدن وأنظمة الطاقة الأوكرانية.