دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة حادة مع هيئة الإذاعة البريطانية، حيث اتهم البيت الأبيض الـ(BBC)، بـ"التضليل المتعمد" و"نشر أخبار كاذبة تمامًا"، وركزت الاتهامات، وفقًا لتقرير نشرته
صحيفة التلغراف، على ما وصفته بالتحرير الانتقائي لخطاب ألقاه ترامب في نهاية ولايته الأولى، حيث قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم ترامب، إن دافعي الضرائب البريطانيين "يُجبرون على تمويل آلة دعاية يسارية".
وأدلت ليفيت بهذه التصريحات بعد أن كشفت صحيفة التلغراف أن فيلمًا وثائقيًا من برنامج بانوراما قد جمع أجزاءً من خطاب ترامب، ما خلق انطباعًا بأن الرئيس طلب من أنصاره السير نحو مبنى الكابيتول و"القتال بشراسة" في 6 كانون الثاني/يناير 2021، وصرح ليفيت للصحيفة بأن "المقطع الذي حررته الـ"بي بي سي" بشكل انتقائي ومتعمد دليل إضافي على أنها أخبار كاذبة بنسبة 100بالمئة.
وأضافت أن مشاهدة الـ"بي بي سي" تُفسد يومها بسبب ما وصفتها بـ"الدعاية والأكاذيب الصارخة" عن الرئيس، كما اتهمت ليفيت الشبكة بالتحيز في تغطيتها لأحداث غزة والاعتماد على حماس، وأشارت أيضًا إلى تغييرات في عناوين الأخبار المتعلقة بالوفيات على موقع إلكتروني لتوزيع الأغذية، كما بررت مزاعمها بالتطرق إلى هجوم شنته دبابة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتسببه في استشهاد 26 فلسطينيا قبل أن تغير الشبكة البريطانية العدد إلى 21 قتيلًا.
وجاء هذا التصعيد في أعقاب وثيقة من 8000 كلمة أرسلها الصحفي السابق مايكل بريسكوت إلى أعضاء مجلس إدارة "بي بي سي"، أعرب فيها عن "يأسه من تقاعس إدارة الشبكة في مواجهة أدلة واسعة النطاق على التحيز، بما في ذلك ما اعتبرها التغطية المتحيزة لأحداث غزة، والرقابة على نقاشات المتحولين جنسيًا، وتحرير خطاب ترامب، كما أعرب بريسكوت عن قلقه من أن الـ"بي بي سي" العربية تُقلل من معاناة الإسرائيليين وتصور دولة الاحتلال بأنها المعتدي.
في غضون ذلك، اتُهمت هيئة الإذاعة البريطانية الـ(BBC) بتجاهل مذكرة ثانية تزعم وجود تحيز في تغطيتها للحرب في غزة، حيث انضم السير فيرنون بوغدانور ، الخبير الدستوري وأستاذ العلوم السياسية في جامعتي أكسفورد وكينغز كوليدج لندن، إلى الدعوات المطالبة باستقالة المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، تيم ديفي ، "فورًا"، وقد سلّم بوغدانور، الذي التقى ريتشارد بيرجس، مدير محتوى الأخبار في هيئة الإذاعة البريطانية، في أيار/مايو 2024، مذكرةً تُفصّل مخاوفه.
وردّت الـ (BBC) بالقول إنها "تأخذ الملاحظات على محمل الجد"، وإنها تجري مراجعات داخلية عندما يُثار قلقٌ حول تغطيتها، لكنها رفضت بشكل خاص الادّعاءات بحدوث تحرير خادع تم إغفاله من جانب الإدارة التنفيذية للمؤسسة.
وصرح متحدث باسم الـ"بي بي سي" بأن المؤسسة تأخذ الملاحظات على محمل الجد، وقد التقت بمجموعة من الجهات المعنية، بمن فيهم السير فيرنون بوغدانور، وأكد التزام بي بي سي التام بتغطية الصراع بنزاهة.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد اتهم هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بتقديم تقارير غير دقيقة، وتساءل عن رفض الشبكة تعريف حماس كمنظمة (إرهابية)، وإلقاء اللوم على الاحتلال في قصف مستشفى في غزة، واتهام إسرائيل بـ "الإعدامات خارج نطاق القضاء"، وتأتي تصريحات نتنياهو في ظل استطلاعات رأي تؤكد أن "العديد من مشاهدي الـ"بي بي سي" مقتنعون بأن "إسرائيل" ارتكبت إبادة جماعية في غزة وتسببت في مجاعة عمدًا".
وعلى الصعيد نفسه، صرّح بوريس جونسون ، رئيس الوزراء البريطاني السابق، بأنه سيتوقف عن دفع رسوم ترخيص هيئة الإذاعة الـ(BBC)، ودعا ديفي إلى توضيح سبب التحيز لـ"حماس" أو الاستقالة، كما وأعلن نايجل فاراج، زعيم حركة "إصلاح المملكة المتحدة"، أنه سيلتقي ديفي للتعبير عن "قلقه العميق" إزاء مستوى "التحيز المؤسسي"، وتساءل عن سبب دفع الجمهور رسومًا باهظة (يُشاع أنها 181 جنيهًا إسترلينيًا) مقابل "مستوى من التلقين"، وانضم السير جون ويتنجديل وليز تروس ، وزير الثقافة السابق ورئيسة الوزراء على التوالي، إلى الانتقادات الشديدة، حيث زعمت تروس أن "هيئة الإذاعة البريطانية أصبحت تحت سيطرة اليسار التقدمي العالمي" وأن المنظمة "غير قابلة للإصلاح".