أكد الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان مساء الثلاثاء،
أنّ الهجوم الإسرائيلي على
قطر أظهر أن الحكومة الإسرائيلية فقدت السيطرة تماما،
وأثبت مرة أخرى أن نتنياهو لا ينوي صنع السلام ولا إنقاذ الأسرى.
وقال أردوغان في كلمة خلال جلسة افتتاح الدورة الـ80
للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية، إنّ "كل دول الشرق
الأوسط تواجه تهديدات الحكومة الإسرائيلية المتهورة"، مشيرا إلى أهمية إدراك
حقيقة مهمة "وهي أن العدوانية المتزايدة لإسرائيل قد ألحقت أضرارا جسيمة
بالقيمة التي ظهرت في الغرب وخاصة في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية".
وتابع قائلا: "حقوق الإنسان وحيرة التعبير
وحرية الصحافة وحرية التظاهر والاحتجاج وحقوق المرأة وحقوق الطفل والديمقراطية
والمساواة والعدالة كلها تم تهميشها"، مضيفا أننا "نرى الحكومة
الإسرائيلية تتحرك بهوس وتنتهج سياسة توسعية تهدد السلام الإقليمي والمكتسبات
المشتركة للبشرية".
الحالة الجنونية
وذكر أردوغان أن "هذه الحالة الجنونية التي
تثير غضب اليهود أصحاب الضمير، وتؤجج معاداة السامية في أنحاء العالم، لا يمكن أن
تستمر أكثر من ذلك"، مشددا على وجوب تحقيق وقف إطلاق نار في
غزة بأقرب وقت،
وإيقاف الهجمات والسماح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة دون عوائق ومحاسبة مرتكبي
الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي.
وأكد أن "كل من لا يرفع صوته ولا يتخذ موقفًا
ضد الهمجية في غزة، فهو شريك في هذه الوحشية"، منوها إلى أنه "يتحدث
اليوم من منبر
الأمم المتحدة باسم الشعب التركي والفلسطيني الذي يراد إسكات صوته"،
وأعرب عن شكره لكل الدول التي أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، داعيا الدول
التي لم تتخذ هذا القرار بعد إلى التحرك بأقرب وقت.
وتطرق أردوغان إلى توقيع ميثاق الأمم المتحدة قبل 80
عامًا في سان فرانسيسكو، ودخل حيز التنفيذ في 24 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1945،
مبينا أنه يرغب بالتذكير مرة أخرى بالكلمات الأولى من المادة الأولى في ميثاق
تأسيس الأمم المتحدة.
وأضاف: "هدف الأمم المتحدة هو الحفاظ على السلم
والأمن الدوليين، وبينما نحتفل في هذه القاعة بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم
المتحدة، تجري أحداث خطيرة في العديد من مناطق العالم تلقي بظلالها على الكلمات
الأولى من المادة الأولى من الميثاق التأسيسي، خاصة في غزة، حيث تستمر الإبادة
الجماعية أمام أعيننا منذ أكثر من 700 يومًا".
وأردف: "حتى ونحن مجتمعون يُقتل مدنيون في غزة
الآن، إذ تجاوز عدد المدنيين الذين قتلوا في غزة 65 ألفًا، وما زال عدد الجثث تحت
الأنقاض غير معروف، وأكثر من 20 ألفًا من القتلى هم أطفال، وفي أخر 23 شهرًا في غزة
يُقتل بوحشية كل ساعة طفل واحد على يد إسرائيل".
سلاح الجوع
وتابع: "هؤلاء ليسوا أرقامًا، بل أرواح وأناس
أبرياء، والآن يقتل الناس ليس بالسلاح فقط، بل بسلاح الجوع أيضًا، وفي القرن
الـ21، وتحت أنظار العالم المتمدن، مات 428 شخصًا بينهم 146 طفلًا جوعًا، والعدد
في ازدياد كل يوم".
وخلال كلمته، عرض الرئيس أردوغان صورة تشرح الحياة
اليومية في غزة، قائلًا: " نساء يحملن أوعية بين أيديهن. رجاءً فلنضع جميعًا
أيدينا على ضمائرنا ونجب، هل يمكن أن يكون لمثل هذه الهمجية أي سبب معقول في عام
2025؟ ولكن هذه المشاهد المخزية باسم الإنسانية تتكرر يوميًا في غزة منذ 23 شهرًا،
إذ أن مليونين ونصف المليون إنسان من غزة الذين يعيشون داخل 365 كيلومترًا مربعًا،
يُهجَّرون يوميًا ويُجبرون على النزوح إلى منطقة أخرى يوميًا".
وشدد الرئيس التركي على أن النظام الصحي في غزة
منهار بالكامل، وأن الأطباء يقتلون أو يعتقلون، وتستهدف سيارات الإسعاف وتقصف
المستشفيات وتدمر، مؤكدا أن تلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية والعثور على
الدواء لم تعد ممكنة هناك.
وأضاف: "انظروا، بصفتي طيب أردوغان، أقول هذا
وقلبي محروق وينزف دمًا، حيث أن أطفالًا أبرياءً لا تتجاوز أعمارهم عامين أو ثلاثة
بلا أيدٍ أو أرجل أو أطراف، أصبحوا للأسف الصورة المعتادة في غزة اليوم".
كما أظهر أردوغان صورة لطفل وصل إلى مرحلة الموت
جوعًا، وعلق عليها قائلًا: "أي ضمير يحتمل هذا؟ أي ضمير يمكن أن يسكت عن هذا؟
هل يمكن أن يعمّ السلام في عالم يموت فيه الأطفال جوعًا أو بسبب انعدام الدواء؟".