شهدت مدينة
نبروه في محافظة
الدقهلية المصرية، فجر يوم الجمعة الماضي، جريمة أسرية مروعة، إذ أقدم أب على
قتل أطفاله الثلاثة داخل شقته، وطعن زوجته الثانية التي أصيبت إصابات بالغة، قبل أن يلقى حتفه بإلقاء نفسه أمام قطار بمدينة طلخا المجاورة.
وقال مسؤولون أمنيون إن بلاغا ورد إلى مركز شرطة نبروه بوجود قتلى ومصابة داخل عقار في منطقة البر الشرقي، ليكتشف رجال المباحث وفاة ثلاثة أطفال، فيما نُقلت الزوجة الثانية إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة في حالة حرجة.
وأوضحت المعلومات أن الأطفال الضحايا هم: مريم (12 عاما)، ومعاذ (7 أعوام)، ومحمد (4 أعوام)، وجميعهم من الزوجة الأولى المتوفاة. فيما كشف تحقيق أولي أن الأب، عصام عبد الفتاح ع. (38 عاما)، طعن زوجته الثانية، نجوى ع.ع (35 عاما)، داخل محل أدوات منزلية بنبروه، ما أسفر عن 16 طعنة في الجسم والصدر، قبل أن يتوجه إلى منزله ويقتل أطفاله الثلاثة.
وأشارت روايات أولية وأقوال الجيران إلى أن المتهم نشر بعد تنفيذ الجريمة منشورا على صفحته في فيسبوك يتضمن نعيا لأطفاله وصورا لهم، قبل أن يلوذ بالفرار إلى مدينة طلخا، حيث صعد إلى كوبري السكة الحديد وألقى بنفسه أمام قطار عابر، ليلقى مصرعه على الفور.
ونقلت جثث الأطفال إلى مشرحة المنصورة الدولي، فيما وضعت جثة الأب في ثلاجة حفظ الجثامين.
وأكدت المصادر الأمنية أن مدير أمن الدقهلية تلقى الإخطار الأولي بالواقعة، وأن النيابة العامة باشرت التحقيقات لكشف دوافع الجريمة، وتحديد تسلسل الأحداث وأداة ارتكابها بدقة، مع سماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة في محيط موقعي الاعتداء والانتحار.
ولم تعلن السلطات حتى الآن دافعا نهائيا للجريمة، فيما تتداول بعض الروايات عن وجود خلافات أسرية سابقة.
وبحسب شهود من المنطقة، سُمعت صرخات واستغاثات قبل اكتشاف الجريمة، وأشار بعضهم إلى أن الزوجة الثانية كانت تتولى رعاية الأطفال بعد وفاة والدتهم قبل سنوات.
وفي سياق أوسع، تشير البيانات إلى أن معدلات الجريمة في مصر مرتفعة مقارنة بالدول العربية والإفريقية. ووفقا لمؤشر قياس الجريمة في قاعدة البيانات العالمية (نامبيو) لعام 2024، بلغت مصر 47.3 نقطة، محتلة المركز السادس عربيا بعد دول مثل سوريا واليمن والصومال، فيما جاءت في المرتبة الثامنة عشرة إفريقيا، والـ 65 عالميا، نتيجة ارتفاع معدلات ارتكاب الجرائم بأنواعها المختلفة، بما في ذلك العنف الأسري والجرائم الجنائية.