كشفت دراسة طبية
حديثة، أن
تلوث الهواء في
بريطانيا يرفع بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بقصور القلب
والسكتة الدماغية.
ونشرت صحيفة "
الغارديان"
تقريرا لمحرر الشؤون الصحية، أندرو غريغوري، قال فيه إن ملايين البريطانيين يواجهون
خطرا أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية أو
قصور القلب بسبب تلوث الهواء في مناطق سكنهم.
تشير دراسة إلى أن الأشخاص
الذين يعيشون في مناطق المملكة المتحدة ذات أعلى مستويات تلوث الهواء هم أكثر عرضة
للإصابة بقصور القلب بنسبة 27%، مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات هواء
أنقى.
أظهر البحث أن خطر الإصابة
بالسكتة الدماغية كان أعلى بنسبة 7 بالمئة في أسوأ المناطق، عرضت النتائج في مؤتمر
الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد، وهو أكبر مؤتمر عالمي لأمراض القلب.
قالت غيتا حسني، الباحثة
الرئيسية في الدراسة، من معهد ويليام هارفي للأبحاث بجامعة كوين ماري بلندن:
"نعلم أن الهواء النظيف يعني قلوبا أكثر صحة، ويكشف هذا البحث عن تأثير تلوث الهواء
على الصحة العامة".
وأضافت: "يُعدّ
تقليل التعرض لتلوث الهواء جزءا أساسيا من الوقاية من أمراض القلب في العصر الحديث،
وتقليل خطر الإصابة بقصور القلب والسكتة الدماغية. نحن بحاجة إلى تحسين جودة الهواء
من خلال تطبيق استراتيجيات للصحة العامة تُولي أولوية قصوى لحماية القلب والأوعية الدموية".
في هذه الدراسة، تتبع
الباحثون 299,323 شخصا لمدة عقد بين عامي 2010 و2020.
باستخدام بيانات من
دراسة البنك الحيوي البريطاني، نظر الفريق في متوسط مستويات PM2.5 في المناطق التي عاش فيها المشاركون. ثم قاموا بدراسة معدلات
قصور القلب والسكتة الدماغية لدى نفس الأشخاص على مدى عقد من الزمان.
PM2.5 هو ملوث يُطلق من مصادر تشمل المركبات والصناعة
والتدفئة المنزلية. هذه الجسيمات أصغر بـ 30 مرة من عرض شعرة الإنسان، مما يجعلها صغيرة
بما يكفي للدخول إلى مجرى الدم بعد استنشاقها.
كان لدى أولئك الذين
يعيشون في أسوأ 10 بالمئة من المناطق من حيث تلوث PM2.5 خطر أعلى بنسبة 27 بالمئة للإصابة بقصور القلب، مقارنة بالأشخاص
الذين يعيشون في أقل 10بالمئة من المناطق من حيث تلوث PM2.5. ووجدت الدراسة أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
كان أعلى بنسبة 7 بالمئة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات الهواء الأكثر تلوثا.
مع كل ميكروغرام إضافي
في المنطقة التي يعيش فيها الناس، زاد خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 7 بالمئة وزاد
خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 3 بالمئة .
وكانت هناك أيضا زيادة
طفيفة في خطر إصابة الشخص بنوبة قلبية مع زيادة PM2.5، ولكن الرابط لم يكن ذا دلالة إحصائية.
ونظرا لأن PM2.5 لا ينتمي إلى الجسم،
فعند استنشاقه، يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله مسببا الالتهاب. وعندما تلتهب الأوعية
الدموية، تصبح أكثر صلابة وأكثر عرضة لتراكم الدهون.
ويمكن أن يؤدي هذا إلى
ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. كما يتعين على القلب العمل
بجهد أكبر لضخ الدم عبر الأوعية الدموية الملتهبة، مما قد يجعله مع مرور الوقت أضعف،
ويؤدي إلى قصور القلب.
وتُعد هذه النتائج مهمة
لأن الزيادة في مخاطر السكتة الدماغية وقصور القلب التي لوحظت مع ارتفاع مستويات PM2.5 سُجلت بعد أن عدّل الباحثون
مجموعة من العوامل، بما في ذلك العمر والجنس والعرق والبيئة السكنية (حضرية أو ريفية)
والحرمان والتعليم وحالة التدخين واستهلاك الكحول.
وجد الباحثون أن شخصا
إضافيا واحدا من كل 100 شخص أصيب بسكتة دماغية في أعلى 10 بالمئة من المناطق الملوثة،
مقارنة بالمناطق ذات الهواء الأنظف. شخصان آخران من كل 100 شخص أُصيبا بقصور القلب
في المناطق ذات الهواء الأكثر تلوثا.
حلل الفريق البيانات
دون النظر إلى أماكن محددة، لذا لم تكشف النتائج عن المواقع في المملكة المتحدة التي
قد تزيد من خطر إصابة السكان بقصور القلب أو السكتة الدماغية.
انخفض تلوث الهواء في
المملكة المتحدة خلال العقد الماضي، لكن العلماء يقولون إن مستوياته الخطيرة لا تزال
قائمة.
على الرغم من انخفاض
مستويات PM2.5 بنسبة 30 بالمئة منذ
عام 2015، لا تزال حدود السلامة في المملكة المتحدة تتجاوز 22 يوما في السنة في المتوسط
عندما تتجاوز مستويات PM2.5 أهداف منظمة الصحة العالمية.
قالت الدكتورة سونيا
بابو نارايان، المديرة السريرية في مؤسسة القلب البريطانية: "نعلم أنه لا توجد
مستويات آمنة لتلوث الهواء. تُضاف هذه النتائج المبكرة التي تربط مستويات PM2.5 المرتفعة بقصور القلب
إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن سوء جودة الهواء يضر بقلوبنا.
"من الجيد معرفة أن مستويات PM2.5 التي عايشها المشاركون
في هذه الدراسة قد تحسنت بالفعل منذ تطبيق الأهداف الحكومية في عام 2021. ومع ذلك،
لا تزال هذه المستويات تتجاوز إرشادات منظمة الصحة العالمية".
"إن المضي قدما في الحد
من تلوث الهواء قد يساعد المملكة المتحدة على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية
المبكرة، وإنقاذ وتحسين حياة الأجيال الحالية والمستقبلية."