ملفات وتقارير

خبير يمني لـ"عربي21": إعلان الحوثي الأخير قد ينسف اتفاقه مع واشنطن

الحوثي أعلن تصعيد عملياته ضد الاحتلال- الأناضول
الحوثي أعلن تصعيد عملياته ضد الاحتلال- الأناضول
قال الخبير الاستراتيجي اليمني في الشؤون العسكرية، علي الذهب إن إعلان جماعة "أنصار الله" الحوثيين التصعيد في البحر الأحمر قد ينسف الاتفاق الذي رعته سلطنة عمان مع الولايات المتحدة الأمريكية في مايو/ أيار الماضي.

وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت على لسان متحدثها العسكري، يحيى سريع، أواخر الشهر الفائت، تصعيد عملياتها العسكرية والبدء في المرحلة الرابعة من الحصار على العدو الإسرائيلي  التي تشمل استهداف كل السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ العدو.

وقال الذهب في حديث خاص لـ"عربي21" إن هذا الإعلان ينطوي على نوايا للحوثيين تجاه تنفيذ عمليات محدودة في البحر وهي عمليات تستهدف كافة السفن بما في ذلك الأمريكية.

وأضاف أن وبناء على ذلك فإن ما اتفق عليه في مايو الماضي بوساطة عمانية بين الحوثيين والولايات المتحدة لن يكون قائما.

وتابع متسائلا: هل سيعاود الحوثيون هجماتهم بتلك الشراسة كما في السابق؟ مؤكدا على أن الهجمات الحوثية قد تكون بنفس الوتيرة السابقة ولكنها ستكون على نحو متقطع.

وأشار إلى أن الحوثيين دائما يربطون عملياتهم بغزة.. والوضع في غزة سيء جدا، وهو ما يبرر لهم القيام بذلك أو يمنحهم مبررات لعودة هجماتهم.

وقال إن التضييق الأمريكي على الجماعة من خلال العقوبات وإعادة تفعيل آلية التحقق والتفتيش البحري للسفن المتجهة إلى الموانئ التي تسيطر عليها بموجب القرار الأممي 2216 الصادر 2015، ربما مثل دافعا لجماعة الحوثي لاستئناف هجماتها، إضافة إلى أن الولايات المتحدة لاتزال رغم توقف ضرباتها ـ تساند العمليات الإسرائيلية على موانئ البحر الأحمر الواقعة تحت سيطرة الجماعة.

وبحسب الخبير اليمني في الشؤون العسكرية فإن استئناف الحوثي للهجمات في البحر الأحمر يمنحها فرص أخرى للمناورة أمام القوى الخارجية وربما فرض شروط جديدة عليها أو على القوى الداخلية في أي مفاوضات سلام أو فيما يخص التدابير الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة المعترف بها.

اظهار أخبار متعلقة



ورأى الذهب أن تأثير الهجمات الحوثية على إسرائيل محدود عسكريا بينما يرتفع التأثير الاقتصادي تجاه ميناء إيلات نظرا لان هناك تضييق لفرص وصول السفن التجارية عن طريق باب المندب.

وقال، "كما أن تلك الهجمات تثير القلق  لدى دولة الاحتلال التي ربما تمارس حتى الآن ضبط النفس والتروي، ولا يمكن استبعاد أنها تجري استعداداتها للرد بشكل كبير وليس عبر عمليات منفردة.
وحول طبيعة الرد الإسرائيلي".

وتوقع الخبير الاستراتيجي اليمني أن "هناك ردا عنيفا ومتراكما وأقوى"، لافتا إلى أن ارتداد هذا التصعيد من قبل الحوثيين على اليمن، سيكون مزيد من العنف والتدمير، وأن العمليات ستتضاعف وسيكون هناك تحول فيها من حيث التأثير والمناطق وطبيعة الأهداف.

ولم يستبعد الخبير اليمني أن تتدخل الولايات المتحدة من جديد، وقد تعاود ضرباتها، ولاشك هنا، أن الارتداد سيكون أمنيا وعسكريا واقتصاديا.

اظهار أخبار متعلقة



ومساء الأحد، أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية نوعية ضد أهداف إسرائيلية في مدينتي يافا وعسقلان المحتلتين.

وقال الناطق العسكري باسم الجماعة يحيى سريع خلال بيان متلفز: "نفذ سلاح الجو المسيّر ثلاث عمليات عسكرية نوعية على ثلاثة أهداف للعدو الإسرائيلي بـ3 طائرات مسيرة"، منوها إلى أن عمليتين ضربتا هدفين عسكريين للعدو الإسرائيلي في منطقتي يافا وعسقلان المحتلتين.

وذكر سريع أن "العمليات تأتي ردا على جرائم الإبادة والتجويع في غزة، واقتحام قطعان الصهاينة للمسجد الأقصى وتدنيس باحاته الشريفة"، مؤكدا أن "اليمن لن يتخلى عن واجباته الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه شعبنا الفلسطيني والمسجد الأقصى وإخواننا في غزة".

ويهاجم الحوثيون السفن التابعة لدولة الاحتلال أو تلك المتوجهة إليها رفضا لحرب الإبادة الجماعية، التي تشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
التعليقات (0)

خبر عاجل