ملفات وتقارير

إطلاق فريق "صداقة برلمانية" مع أمريكيا يثير جدلا بموريتانيا بسبب غزة

أثار القرار الجدل نظرا لأن الموريتانيين يعتبرون أن حرب التجويع والإبادة التي تشنها "إسرائيل" على غزة ما كان لها أن تستمر لولا الدعم الأمريكي- حساب البرلمان
أثار قرار البرلمان الموريتاني إطلاق أنشطة فريق "للصداقة البرلمانية" مع الولايات المتحدة الأمريكية، جدلا في موريتانيا، بسبب تزامنه مع استمرار حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" على غزة.

وأثار القرار الجدل نظرا لأن الموريتانيين يعتبرون أن حرب التجويع والإبادة التي تشنها "إسرائيل" على غزة، ما كان لها أن تستمر لولا الدعم الأمريكي، لذلك تتصاعد الاحتجاجات أمام سفارة واشنطن في نواكشوط، وترتفع الأصوات المطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أمريكا.

"فريق لتعزيز تبادل الخبرات"
وأعلنت الجمعية الوطنية الموريتانية (البرلمان) الثلاثاء إطلاق أنشطة الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية الأمريكية، بحضور وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان، الحسين ولد مدو، والقائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية في نواكشوط، جون آيس.

وأشرف على حفل إطلاق أنشطة هذا الفريق، نائب رئيس البرلمان سيديني سوخنا، وعدد من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين.



وأكد رئيس الفريق النائب زين العابدين أحمد الهادي، في كلمة له بمناسبة افتتاح الفعاليات "أهمية هذا الإطار البرلماني في تعزيز العلاقات الثنائية بين موريتانيا والولايات المتحدة، خصوصاً في مجال التشريع وتبادل الخبرات المؤسسية".

وشهدت الفعاليات مداخلات أبرزت أوجه التعاون القائم بين البلدين في مختلف المجالات، "من بينها الديمقراطية، التعليم، التنمية، والصحة، مع دعوات إلى تعزيز الدبلوماسية البرلمانية كجسر للتفاهم وبناء الشراكات المستدامة".

خطوة مفاجئة وصادمة
وفور إعلان إطلاق أنشطة الفريق، دعا النائب البرلماني المرتضى ولد اطفيل، إلى تعليق عمل هذا الفريق فورا، مضيفا أن تفاجأ بإطلاق هذا الفريق "في هذه الظرفية الحساسة".

وأضاف: أنه "يجب وقف عمل هذا الفريق فورا، فالولايات المتحدة هي الراعي الرسمي لهذا الإجرام والقتل والتجويع في غزة، أمام مرأى ومسمع من العالم".

وأضاف: "إنه أمر خطير وصادم أن يكون هناك فريق صداقة بين موريتانيا وأمريكا في الوقت الذي يموت فيه أطفال غزة جوعا وقصفا، بأسلحة أمريكية".

"انحراف عن إرادة الشعب"
وفي بيان شديد اللهجة وصفت "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة" - وهي منظمة غير حكومية تقود الحراك الداعم لغزة في موريتانيا - إطلاق أنشطة فريق الصداقة الأمريكية الموريتانية، في هذه الظروف بأنه "انحراف عن إرادة الشعب الموريتاني الراسخة في دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

واعتبرت المنظمة أن إطلاق عمل هذا الفريق "يُعد تواطؤًا مرفوضًا مع الإدارة الأمريكية الراعية والضامنة لأبشع أشكال الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج".



وأضافت: "في ظل ما يتعرض له أهلنا في غزة من جرائم إبادة وتجويع هي الأبشع في تاريخ الإنسانية، وعلى وقع المجازر المستمرة التي ترتكبها آلة القتل الصهيونية بدعم مباشر وفاضح من الإدارة الأمريكية، صُدمنا كما صُدم كل أحرار موريتانيا بانطلاق أعمال ما يُسمى بفريق الصداقة الموريتانية الأمريكية، في خطوة تمثل خيانة لدماء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، وخذلانًا فاضحًا لقضيتنا المركزية".

وتابعت الحركة: "هذه الخطوة مشينة وغير متوقعة خصوصا ممن سبقت لهم مواقف مناهضة للدعم الأمريكي للكيان".

دعوة للانسحاب الفوري
ودعت المنظمة النواب المشاركين في هذا الفريق إلى "الانسحاب الفوري منه، ووقف كل أشكال التنسيق والتعاون مع الإدارة الأمريكية المجرمة الضالعة بما لا يدع مجالا للشك في حرب الإبادة" وفق البيان.

وشددت المنظمة على أن هذا التصرف "لا يعبّر عن نبض الشارع الموريتاني، بل يُعد طعنة في ظهر المظلومين، ومشاركة في تبييض وجه مجرمي الحرب، وتشريعا شعبيا للاختراق الصهيوني عبر أبرز رعاة مشروعه الخبيث".

ودعت المنظمة القوى الحية في البلد إلى "رفع الصوت عاليًا ضد أي شكل من أشكال التطبيع السياسي أو البرلماني أو الثقافي مع من يدعم الاحتلال، والمطالبة بتشريعات ملزمة مجرمة له قانونا على غرار بعض برلمانات العالم الحر".

نواب يرفضون الانضمام للفريق
وقال أثار هذا الفريق جدلا قبل أشهر أيضا عند إعلان قائمة أعضائه، قبل إطلاق أنشطته رسميا، حيث أعلن عدد من النواب حينها عن استغرابهم لإدراج أسمائهم في لائحة الفريق دون التشاور معهم، ما دفع إدارة البرلمان لمراجعة اللائحة.

وحينها قال النائب، إسلكو ولد أبهاه، إنه "اتصل بمن يعنيهم الأمر وطلب منهم شطب اسمه من فريق الصداقة الموريتانية الأمريكية".

وأوضح عبر منشور في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "واهم من يعتقد أنني يمكن أن أكون في فريق صداقة مع من يقتل أبناءنا بفلسطين صباح مساء، ويمد العدو الصهيوني الغاصب بكل أنواع الأسلحة المحرمة ليبيد بها أهلنا في غزة العزة".

بدوره استغرب النائب يحيى ولد أبوبكر، إدراج اسمه ضمن لائحة الفريق؛ بالقول: "أشكر كل من اتصل بي مستغربا من ورود اسمي في فريق الصداقة الموريتانية الأمريكية وأخبر الجميع بأن اسمي تم إدراجه دون علمي".

وتابع النائب، عبر منشور له، في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لا تشرفني إطلاقا الصداقة الأمريكية في ظرف يشرفون فيه على الإرهاب والتقتيل لإخواننا في فلسطين الحبيبة".

وتأسس الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية البرلمانية عام 2020، بهدف "تعزيز علاقات البلدين، وتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية"، ويتم إطلاق أنشطته عقب كل انتخابات برلمانية والتي كان آخرها في مايو 2023، حيث تم الإعلان عن التشكيلة الجديدة للفريق فبراير الماضي، وإطلاق أنشطته رسميا الثلاثاء.

ومنذ بدء العدوان على غزة، تنوعت مظاهر التضامن الموريتاني مع سكان القطاع، وقد شملت المظاهرات والاحتجاجات، وحملات التبرع والأمسيات التضامنية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات وأشكال التضامن الأخرى.

وتمكنت مجموعة من القبائل الموريتانية من جمع تبرعات وصلت أكثر من 16 مليون دولار، لصالح غزة، في مبادرة فريدة من نوعها في العالم العربي.