علوم وتكنولوجيا

مشروع عملاق يرصد التحولات الخفية في أجسام البشر عبر مليار صورة طبية

100 إنسان أجريت عليهم الفحوصات لجمع البيانات- الأناضول
أعلن علماء بريطانيون عن استكمال أكبر مشروع للتصوير الطبي البشري في العالم، بعد أن نجحوا في تصوير أدمغة وقلوب وأعضاء داخلية لـ100 ألف شخص، جمعوا من خلالها أكثر من مليار صورة تشخيصية للتعرف على الأمراض.

وجاء المشروع ضمن دراسة امتدت لأكثر من 11 عاما في المملكة المتحدة، وتهدف إلى فهم التغيرات التي تطرأ على جسم الإنسان مع التقدم في العمر واكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة.

ويعد هذا المشروع، المعروف باسم "بيوبنك المملكة المتحدة"، خطوة غير مسبوقة في مجال الطب الوقائي، إذ يعتمد على أكثر من مليار صورة تشخيصية تم التقاطها بتقنيات متقدمة تشمل الرنين المغناطيسي، الأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، ويجري تحليلها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقالت البروفيسورة نعومي ألين، كبيرة العلماء في المشروع، إن هذا الإنجاز يفتح المجال أمام الباحثين حول العالم لدراسة نشوء الأمراض قبل ظهور أعراضها، وتطوير وسائل تشخيص وعلاج أكثر فعالية.

وأضافت أن البيانات التي جمعت باتت تستخدم بالفعل في أبحاث تستهدف أمراضا شائعة مثل السرطان وأمراض القلب.

ويخضع كل مشارك في المشروع لجلسة تصوير تستمر نحو خمس ساعات، وتجرى في أربعة مواقع مختلفة في إنجلترا. وتخزن النتائج بسرية تامة، دون الكشف عن هوية المشاركين، ولا يتم إبلاغهم إلا في حال وجود مؤشرات خطيرة على مشكلات صحية تستدعي التدخل العاجل.


ويشكل هذا المشروع جزءا من مبادرة "بيوبنك" التي أطلقت عام 2003، وشارك فيها نصف مليون شخص من متوسطي العمر، قدموا عينات بيولوجية من الدم والبول واللعاب، وأجابوا عن أسئلة تتعلق بصحتهم ونمط حياتهم. وتخزن العينات في نيتروجين سائل بمدينة ستوكبورت قرب مانشستر.

المرحلة الخاصة بالتصوير الطبي انطلقت عام 2014، وتهدف إلى رصد التغيرات التي تطرأ على أجسام المتطوعين على مدار الزمن، من خلال تكرار التصوير كل عدة سنوات. ويتيح هذا الدمج بين الصور والبيانات البيولوجية دراسة العلاقة بين التغيرات المبكرة في الجسم وتطور الأمراض لاحقا.

وتوفر البيانات التي تم جمعها، والبالغة نحو 30 بيتابايت، للجامعات والمؤسسات البحثية والخيرية والحكومية حول العالم، مقابل رسوم تتراوح بين 3 و9 آلاف جنيه إسترليني لتغطية تكاليف التشغيل.

وقد أنتج المشروع منذ انطلاقه نحو 17 ألف ورقة بحثية منشورة في دوريات علمية محكمة، ويضاف إليها عشرات الدراسات الجديدة كل أسبوع.