سياسة عربية

فضيحة الـ "بي بي سي".. اعترافات بإخفاء علاقة "خبير" بجمعية تدعم جنود الاحتلال

الجمعية التي تتبع جيش الاحتلال جمعت أكثر من 750 ألف جنيه إسترليني- الأناضول
اعترفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بفشلها في إبلاغ جمهورها بشأن علاقات العقيد البريطاني المتقاعد، ريتشارد كيمب بالقوات المسلحة الإسرائيلية (IDF)، رغم تحذيرات رسمية صدرت مؤخراً عن هيئة تنظيم الجمعيات الخيرية في المملكة المتحدة.

وبحسب موقع بايلين تايمز البريطاني كشفت التحقيقات أن كيمب، الذي ظهر على برنامج "ستيفن نولان" في الـ 13 من حزيران/ يونيو الجاري، كان يقدم تحليلات عن الضربات العسكرية الإسرائيلية على إيران دون الإفصاح عن دوره كمدير ووصي لجمعية خيرية بريطانية تدعم جيش الدفاع الإسرائيلي.

وقد ظهر العقيد كيمب على البرنامج الإعلامي وهو يعرف فقط بأنه قائد سابق للقوات البريطانية في أفغانستان وخبير في مكافحة الإرهاب، حيث أشاد بفعالية العمليات الإسرائيلية ووصف الضربات الجوية بأنها "ناجحة جدًا"، متوقعاً سقوط النظام الإيراني تحت وطأة هذه الضربات.

إلا أن المعلومات التي لم تكشف عنها الـ بي بي سي، هي أن كيمب يشغل منصباً قيادياً في جمعية "UK Friends of the Association for the Wellbeing of Israel’s Soldiers" (UK-AWIS)، وهي جمعية خيرية بريطانية تجمع الأموال لدعم الجنود الإسرائيليين.

تأتي هذه الإشكالية في وقت أصدرت فيه هيئة تنظيم الجمعيات الخيرية في المملكة المتحدة، بتاريخ 9 حزيران/ يونيو الجاري، تحذيراً رسمياً لجمعية UK-AWIS  بسبب مخالفات تنظيمية جسيمة تتعلق بسوء الإدارة، بعد تحقيقات أظهرت استخدام الجمعية لمقاطع فيديو تظهر قتل فلسطينيين كأدوات لجمع التبرعات.

وقد أشار التحذير إلى أن مجلس إدارة الجمعية، ومن بينهم العقيد كيمب، فشل في الإشراف الكافي على المحتوى الرقمي للجمعية، ما أدى إلى تعريض سمعة الجمعية لخطر كبير.

وكشفت الوثائق المالية للجمعية أنها أنفقت أكثر من 53 ألف جنيه إسترليني على الرسوم القانونية والمهنية في السنة المالية المنتهية في أذار /  مارس 2024، وهو مبلغ كبير مقارنة بحجم الجمعية.

كما أظهرت الحسابات وجود مستشار خارجي - يُرجح أنه إسرائيلي الجنسية - يتقاضى أكثر من 52 ألف جنيه إسترليني، فيما تتبع الجمعية سياسة إعلامية وضعها طرف ثالث غير معروف.

ورغم أن الجمعية جمعت أكثر من 750 ألف جنيه إسترليني خلال تلك الفترة، إلا أنها لا تزال تفتقر إلى موقع إلكتروني رسمي متاح للجمهور، مما يثير تساؤلات حول شفافية نشاطاتها.

الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها البي بي سي انتقادات بسبب عدم إفصاحه عن علاقات كيمب بجمعية UK-AWIS، ففي تشرين الثاني / نوفمبر 2023، وبعد تقرير عن غزة في برنامج "نيوزنايت"، اعترفت الـ BBC بأنها "كان يجب أن توضح صلات كيمب بإسرائيل".