ضرب منشآت وإخلاء سفارات ورفع سقف التهديد في الحرب بين إيران والاحتلال

دخل التصعيد الإيراني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، والقصف المتبادل بين الطرفين يومه السادس، فيما يحذر قادة العالم من الانزلاق نهو كارثة.

وبين جهود التهدئة الدولية، تستمر الولايات المتحدة في دعم دولة الاحتلال في حربها على إيران، وسط أنباء عن اعتزامها دخول المعركة إلى جانب "تل أبيب".

ضرب منشآت نووية إيرانية وإسقاط طائرة F-35

أعلنت إسرائيل أن أكثر من 50 طائرة حربية شاركت في غارات استهدفت مفاعلات ومواقع لتصنيع أجهزة الطرد المركزي داخل إيران، بما في ذلك منشآت في نطنز وكرمانشاه. من جانبها، أكدت طهران أنها نجحت بإسقاط طائرة حربية إسرائيلية حديثة من طراز F‑35 بالقرب من ورامين.

إيران تحدد أهدافها التسعة داخل إسرائيل

أعلنت إيران تحديد تسعة مواقع إسرائيلية في تل أبيب، تشمل مراكز أمنية واستخباراتية وعسكرية، بأنها "أهداف مشروعة" لضربات محتملة بصواريخ وطائرات مسيّرة. 

ونشرت إيران عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يتضمن جولة عبر تقنية ثلاثية الأبعاد لتلك المراكز، عقب تحديد مواقعها بدقة، بما في ذلك مكاتبها داخل المباني المختلفة.



وشملت الأهداف الإسرائيلية، كل من: مركز "رابين" للأمن العسكري، ومركز قيادة العمليات الجوية الإسرائيلية، ومركز الأبحاث التابع لجهاز الاستخبارات "أمان"، ومركز أبحاث جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومديرية العمليات المركزية، ومبنى القيادة الجوية، ومركز تصدير الأسلحة "سيبات"، ومركز قيادة القوات البرية للدعم التقني، ومركز الاتصالات والتحكم.

واشنطن بوست: إسرائيل تسعى لتغيير النظام الإيراني

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالة رأي تشير إلى أن الحملة الإسرائيلية تستهدف قلب النظام الإيراني، وتتجه نحو تغيير سياسي شامل، متجاوزة مجرد تقويض البرنامج النووي.

مصر تطمئن من تأثير الإشعاع النووي

أكدت هيئة الرقابة المصرية عدم تسجيل أي آثار إشعاعية عقب الغارات الإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، مشيرة إلى أن شبكة الرصد تعمل بشكل طبيعي ولم تُرصد أية زيادة بالإشعاع. 

وقالت الهيئة التابعة لرئاسة مجلس الوزراء المصري في بيان إعلامي، إنه "لم يتم رصد أي زيادة في الخفية الإشعاعية في مصر، بعد استهداف إسرائيل منشآت نووية إيرانية"، مشيرة إلى أن اللجنة العليا للطوارئ النووية والإشعاعية بالهيئة عقدت اجتماعا استجابة للتوترات الإقليمية.

رد إيران على احتمال تدخل أمريكي مباشر

حذّرت إيران الولايات المتحدة من أنها سترد "بحزم" إذا شاركت مباشرة في الحرب الدائرة مع إسرائيل، مؤكدين أن واشنطن "متواطئة" في العمليات الحالية في حقها. 

وبحسب أرقام وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" هنالك "40 ألف جندي أمريكي موجودون حاليا في الشرق الأوسط".




وتحوي المنطقة العديد من القواعد الأمريكية، الجوية، والبحرية، والمعسكرات البرية، أغلبها في دول الخليج العربي القريبة جدا من إيران.

خامنئي يخاطب الشعب الإيراني

قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، الأربعاء، إن ‌"الكيان الصهيوني قد ارتكب خطأ فادحا وسيلقى جزاء عمله"، مضيفا أنّ: "إيران لن تغفر ولن تنسى دماء شهدائها".

وأضاف المرشد الإيراني، عبر كلمة متلفزة موجّهة إلى الشعب الإيراني: "إيران لن تغفر للكيان الصهيوني انتهاك أجوائها ولن تنسى دماء شهدائها"، مؤكدا أنّ: "القوات المسلحة الإيرانية جاهزة للدفاع عن الوطن ومدعومة من المسؤولين وكل أبناء الشعب".

وأضاف خامنئي أنه: "على الأمريكيين أن يعلموا أنّ الشعب الإيراني لا يمكن أن يستسلم وأنّ أي تدخل عسكري من الأمريكيين سيسبب بلا شك أضرارا لا يمكن إصلاحها".

إغلاق سفارات وإجلاء

أعلنت السفارة الأمريكية في الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، تعليق أعمالها وإغلاق أبوابها حتى يوم الجمعة القادم٬ بسبب تدهور الوضع الأمني واستجابة لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي السياق نفسه، دعت السفارة الصينية في الأراضي المحتلة رعاياها إلى مغادرة المنطقة "في أقرب وقت ممكن"، نظراً لتدهور الأوضاع الأمنية واستمرار إغلاق الأجواء الإسرائيلية. 




وذكرت في إشعار عبر تطبيق "وي تشات" الصيني أن الصراع مع إيران يتصاعد مع ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين وتضرر منشآت حيوية، وحثت على التوجه نحو الأردن عبر المعابر البرية.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية تنظيم رحلات جوية خاصة من عمّان إلى فرانكفورت لإجلاء مواطنيها، داعية الألمان في الاحتلال الإسرائيلي إلى تأمين وسيلة انتقالهم إلى الأردن أو مصر. 

وفي بولندا، باشرت وزارة الخارجية بخطة لإجلاء نحو 200 مواطن بولندي من الأراضي المحتلة٬ فيما بدأت سلوفاكيا في نقل مواطنيها ومواطنين أوروبيين آخرين جواً عبر الأردن وقبرص.

تحذير قطري من كارثة 

حذّر رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الأسبق، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، من التداعيات الخطيرة للتصعيد العسكري الراهن في المنطقة، وذلك عقب الهجمات التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على أهداف إيرانية عسكرية ومدنية، في وقت كانت تُبذلُ فيه جهود دبلوماسية بين واشنطن وطهران للتوصل إلى تسوية سلمية للملف النووي الإيراني.

وقال بن جاسم في تصريحات له عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إنّ: "منطقة الخليج تدفع، بل دفعت فعلياً ثمناً باهظاً لهذا التصعيد والحرب الدائرة"، داعياً دول الخليج إلى: اتّخاذ موقف واضح، والتحرك العاجل عبر قنواتها المباشرة لدى "الحليف الأمريكي" من أجل وقف الحرب، تجنّباً لانعكاساتها الكارثية على المدى القريب والبعيد.