صحافة إسرائيلية

صحيفة عبرية: مكالمة سرية بين ترامب ونتنياهو مهدت للهجوم على إيران

السفير الأمريكي في إسرائيل أكد الهجوم العسكري لن يتم دون موافقة واشنطن - الأناضول
نفذ الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة حملة تضليل معقدة استهدفت إيهام إيران بعدم وجود تهديد وشيك على منشآتها النووية، في خطوة تكتيكية شارك فيها بشكل مباشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى في حديث لـ"تايمز أوف إسرائيل" أن هذه العملية لم تكن مجرد حملة إعلامية، بل كانت خطة استراتيجية متكاملة هدفت إلى خداع القيادة الإيرانية وإبعادها عن توقع ضربة عسكرية مرتقبة.

وبحسب الصحفية فإن ترامب ونتنياهو تناقشا هاتفياً لمدة 40 دقيقة في يوم تنفيذ الضربة، وكان التنسيق بين الطرفين متكاملاً، حيث سعى ترامب إلى إظهار موقف متوازن علنًا بينما دعم خلف الكواليس الخطوة الإسرائيلية.

وفي إطار الخدعة، تم تسريب تصريحات مفادها أن ترامب طالب نتنياهو بتأجيل الضربة العسكرية بسبب استمرار المفاوضات النووية مع إيران، إلا أن هذه التصريحات جاءت ضمن "خطة التضليل"، وفقًا للمسؤول الإسرائيلي.

على صعيد آخر، استغل الاحتلال الإسرائيلي ملف المفاوضات مع حركة حماس بشأن تبادل المحتجزين، حيث أعلن نتنياهو عن تقدم ملموس في المفاوضات، في محاولة لصرف الانتباه عن الضربة المخططة، وهو ما أكدت مصادر عربية أن ذلك كان مجرد تغطية سياسية لاسترضاء المشرعين المتشددين داخل الحكومة.

ورغم الاهتمام الإعلامي بملف إيران النووي، حافظ الاحتلال الإسرائيلي على إظهار أن القضية ليست على رأس الأولويات، حيث أعلنت عن زيارة مرتقبة لمسؤولين كبار إلى واشنطن لإجراء محادثات مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، في تحرك اتسم بالغموض وعدم الإفصاح عن تفاصيله، ما يرجح أنه جزء من خطة تمويه متقنة.

كما قامت الحكومة الإسرائيلية بمحاولة خلق أجواء طبيعية عبر تأكيد التزام نتنياهو بعطلته الأسبوعية واستمرار التحضيرات لحفل زفاف نجله، فيما زادت الإجراءات الأمنية في موقع الحفل، قبل أن يتم تأجيله بسبب تصاعد التوترات الأمنية.

وأكد المسؤول الإسرائيلي أن ترامب لعب دورًا محورياً في تنفيذ هذه الخدعة، مشيراً إلى تنسيق تام بين واشنطن وتل أبيب، في الوقت الذي صرح فيه ترامب بأن شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية "قد يحدث بسهولة"، لكنه نصح بتجنب الخيار العسكري طالما كان الاتفاق النووي ممكنًا.

وفي تعليق على التعاون الأمريكي الإسرائيلي، قال السفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي إن إسرائيل لن تقوم بهجوم عسكري دون موافقة واشنطن، مما يؤكد تقارب المواقف وتنسيق الخطوات بين الطرفين.

وتأتي هذه الخدعة في سياق التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، حيث استعادت إسرائيل استخدام تكتيكات التضليل الإعلامي كما حدث سابقًا في عملية "الرصاص المصبوب" عام 2008، التي سبقتها حملات تضليل مماثلة قبل شن هجوم مفاجئ على قطاع غزة.