كتاب عربي 21

الردّ الإيراني على العدوان

"إطلاق مرحلة جديدة من التحدّي"-جيتي
أخطأ من ظنّ أن هذه الحرب الإسرائيلية- الأمريكية على إيران، كانت تستهدف القضاء على المنشآت النووية فقط، ولكن تبيّن من تصريحات ترامب ونتنياهو، خلال الساعات التي تلت صباح 13 حزيران/ يونيو 2025، أن الهدف كان تركيع الثورة الإسلامية، ابتداء من منطلقها الإمام الخميني، إلى كل الإنجازات التي تحققت في عهد الإمام الخامنئي، حتى اليوم.

من هنا جاء الردّ الإيراني، في هذه الحرب مهمّا جدا، ابتداء من ليلة 13/14 حزيران/ يونيو 2025، بإطلاق 500 صاروخ، بعضها فرط صوتي، وقد تسبّب بتدمير عدّة مواقع، لا سيما في تل أبيب نفسها، مما أخذ باستعادة زمام المبادرة، وإرباك ما اعتبره البعض "إخراج إيران وحزب الله من ساحة الصراع".

وقد جاء هذا الردّ بعد الضربة الأولى القاسية، التي تمكنت من قتل عدد كبير من القادة العسكريين واستشهادهم، ليعلن عن القرار الإيراني بالتصدّي العسكري. وهو قرار الإمام الخامنئي بالتصميم على خوض الحرب، وإحباط كل ما يستهدفه نتنياهو وقادة الكيان الصهيوني، ومن قبلهم وورائهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأمر الذي يعني أن إيران، ومعها المنطقة كلها،
جاء الردّ الإيراني، في هذه الحرب مهمّا جدا، ابتداء من ليلة 13/14 حزيران/ يونيو 2025، بإطلاق 500 صاروخ، بعضها فرط صوتي، وقد تسبّب بتدمير عدّة مواقع، لا سيما في تل أبيب نفسها، مما أخذ باستعادة زمام المبادرة، وإرباك ما اعتبره البعض "إخراج إيران وحزب الله من ساحة الصراع"
دخلتا مرحلة جديدة، ستقرّر معادلات الصراعات القادمة، وكيفية إعادة تشكّل التحالفات. وبهذا، منذ ليلة 13/14 حزيران/ يونيو (ليلة الردّ الإيراني)، ومن بعدها ليلة تصعيد الردّ الإيراني 14/15 حزيران/ يونيو 2025، قد انهار التبجّح والغرور، بسبب الهجمة الغادرة التي شنّها الجيش الصهيوني، فجر ذلك اليوم.


وقد ظنّ الكيان الصهيوني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تلك الضربة، حسمت مصير الحرب. ولم يبقَ بعدها غير مجيء المفاوض الإيراني مطأطئ الرأس، ليوقّع على الشروط التي ستُملى عليه، أي التوقيع على طيّ مرحلة الثورة الإسلامية التي أسّسها الإمام الخميني عام 1979، ومن ثم تركيع المنطقة كلها، وفي مقدّمّها المقاومة الفلسطينية، وإسقاط هدف تحرير الأمّة، ووحدتها ونهضتها.

فالردّ الإيراني، لم يمثل ردّا ذاتيا وموضوعيا ورفضا للاستسلام فحسب، وإنما أيضا استعادة المبادرة، خطوة بعد خطوة، لاستمرار ما كان الوضع عليه مع طوفان الأقصى وبعده.

هذا وإن ما يؤكد على استعادة زمام المبادرة كون المقاومة في قطاع غزة ما زالت في الميدان، ويدها هي العليا، وما زال الشعب الذي يتعرّض لأقسى جرائم الإبادة صامدا، وقد خرج من تحت الأنقاض ليحَيّي ويبارك الصواريخ التي انطلقت من إيران إلى تل أبيب وحيفا، في ليلتيّ 13/14 و14/15، وما سيحدث في الليالي التالية.

من هنا يكون الردّ على ضربة فجر الثالث عشر من حزيران/ يونيو، قد جاء ليفتح مرحلة جديدة في إحباط أهداف تصفية القضية الفلسطينية، وتركيع المنطقة، بل جاء الردّ، لإطلاق مرحلة جديدة من التحدّي والمقاومة.