سياسة دولية

واشنطن تبدأ إجلاء موظفيها من دول خليجية مع تصاعد التهديدات

وزير الدفاع الإيراني أعلن استعداد بلاده لاستهداف القواعد الأمريكية - جيتي
تستعد وزارة الخارجية الأمريكية لإصدار أمر بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد، وذلك في خطوة احترازية تهدف إلى حماية موظفيها من مخاطر أمنية متزايدة في المنطقة، وفق ما أوردته وكالة أسوشيتد برس نقلاً عن مسؤولين أمريكيين.

وقد حددت واشنطن بأن هذه الخطوة تأتي وسط تصاعد التوتر الإقليمي، وخاصة بعد تعثر المفاوضات النووية مع إيران وتصاعد الحديث عن فرض قيود جديدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما دفع إلى إعادة تقييم مستوى المخاطر على البعثات الخارجية.

وأضافت الوكالة أن الإجلاء سيطال عددًا محدودًا من الموظفين الذين سبق أن خفّضت السفارة أعدادهم بالفعل إلى الحد الأدنى، ويشمل القرار كذلك منح خيار مغادرة طوعياً للعاملين غير الأساسيين وعائلاتهم في البعثات الأمريكية في كل من البحرين والكويت .

في ذات السياق، أكدت مصادر لـ" أسوشيتد برس" أن البنتاغون جاهز لتقديم الدعم لطواقم الإجلاء إذا تطلب الأمر، ما يعكس إخلاص الولايات المتحدة بالأنظمة الدبلوماسية وأمن موظفيها في مناطق التوتر .

ويجري هذا التطور في أعقاب تصريحات إيران المتكررة، حيث أعلن وزير الدفاع الإيراني استعداد بلاده لاستهداف القواعد الأمريكية إذا فشلت المحادثات النووية، وهو ما يشير إلى تصعيد رفيع في اللهجة الرسمية، يعزز من احتمالات وقوع حوادث أمنية ضد أهداف دبلوماسية أمريكية .

كما رفعت البحرية الملكية البريطانية عبر مركز العمليات البحرية تحذيراً للسفن بضرورة توخي الحذر في مضيقي هرمز وعمان والخليج، في ظل مخاوف من تصعيد عسكري قد يؤثر على المسارات التجارية والملاحة الدولية .

في العراق، استقاها القرار في خلفية محلية تتمثل في الهجمات الصاروخية والاعتداءات الماضية على السفارة، أبرزها اقتحام أنصار فصائل موالية لإيران في كانون الأول / ديسمبر 2019 ضمن موجة احتجاجية ضد القصف الأمريكي لفصائل مسلحة داخل البلاد ، ما يجعل البيئة المحيطة بالبعثة الأميركية أكثر هشاشة.

وبحسب محللين، فإن خطوة الإجلاء تعكس قرارًا احترازيًّا يعبر عن تطبيق دقيق لمعايير إدارة المخاطر الأمريكية، لكنه قد يحمل أثرًا على مستوى التنسيق والدعم الأمريكي لجهود إعادة الإعمار والإصلاح في العراق، كما أنه مؤشر على انخراط الولايات المتحدة في أزمة كبرى محتملة تهدد المصالح الأميركية الإقليمية.