سياسة عربية

مفتي مصر ووزير الأوقاف ينعيان سائق شاحنة ضحى بحياته لتفادي حريق ضخم

بين التكريم والحداد.. قيادات دينية مصرية تنعى البطل الشهيد خالد شوقي - أ ف ب "أرشيف"
نعى مفتي الديار المصرية، نظير محمد عياد، المواطن خالد محمد شوقي، الذي توفى بعد أن أنقذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة محققة، حين قاد شاحنته المشتعلة بعيداً عن محطة وقود مزدحمة بالسكان والمنشآت، مضحياً بحياته في سبيل إنقاذ العشرات.

وقال المفتي في بيان رسمي: "بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، ينعى فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أحد أبناء مصر الأبرار، وبطلاً من أبطالها المخلصين، الشهيد خالد محمد شوقي، الذي فارق الحياة شريفاً كريماً، كما عاش معروفاً بشهامته وإقدامه".



وتابع: "لقد أبى أن يقف متفرجاً أمام الخطر، فسارع بجسده وروحه لإطفاء نيران كانت ستلتهم أرواحاً بريئة، حين أزاح شاحنة وقود اشتعلت فجأة، فحماها من الانفجار وسط حي مأهول، وافتدى زملاءه وسكان المنطقة بحياته".

ووصف المفتي شوقي بأنه "نموذج حي لأصالة المعدن المصري وسمو الأخلاق"، مؤكداً أن ما فعله ليس موقفاً عابراً، بل "شهادة ناطقة بترسخ القيم في قلبه، وتجسيد لمعنى الإيمان بالوطن وحقوق أهله"، مقدماً أصدق التعازي لأسرته وذويه، وداعياً الله أن يتقبله في الشهداء، وأن يجعل تضحيته نوراً له ومصدر إلهام لكل وطني شريف.


وزارة البترول تنعي 
من جهتها، أعربت وزارة البترول والثروة المعدنية، في بيان رسمي، عن بالغ الحزن والأسى لوفاة السائق خالد محمد شوقي، الذي وصفته بـ"البطل"، مؤكدة أنه قدّم أروع أمثلة البطولة والفداء، حين ضحى بروحه الطاهرة حرصاً على سلامة زملائه والمواطنين، بعد أن تحرك بشاحنته المشتعلة بعيداً عن موقع الحادث لتجنيب الجميع كارثة محققة.


وزارة الأوقاف: شهيد الوطن والإنسانية
كما أصدرت وزارة الأوقاف المصرية بيان نعي أعرب فيه الوزير الدكتور أسامة الأزهري عن حزنه العميق لفقدان "البطل الذي افتدى بجسده أرواح الناس"، مؤكداً أن ما فعله خالد محمد شوقي "يمثل تجلياً نادراً لمعاني الشجاعة والإيثار"، مشيراً إلى الحديث النبوي الذي يعد المتوفى في الحريق من الشهداء، ومعتبراً أن كل مصري ومصرية "من أهل الشهامة والتضحية" يشعر أن الشهيد من أهله.


وزارة العمل: 200 ألف جنيه دعم للأسرة 
وفي إطار الدعم الحكومي، قرر وزير العمل محمد جبران، أمس الأحد، صرف مبلغ 200 ألف جنيه لأسرة شوقي، مشدداً على أن السائق الراحل يمثل قدوة وطنية يحتذى بها، وأنه ضرب أروع الأمثلة في الفداء والتضحية. 

ووجه الوزير الإدارات المعنية بالإسراع في صرف المبلغ، وتقديم الدعم اللازم لأسرته، داعياً له بالرحمة والجنة، ومؤكداً أن بطولته ستظل حية في وجدان الوطن.



تفاصيل الحادث
وتعود تفاصيل الواقعة إلى مطلع حزيران/يونيو الجاري، حين اندلع حريق مفاجئ في شاحنة وقود كان خالد محمد شوقي يقودها أثناء تزويدها بالبنزين داخل محطة وقود في مدينة العاشر من رمضان.

ووفقاً لشهود عيان، تسبب عطل فني في خزان الوقود في ارتفاع درجة حرارته واشتعال النيران فيه بشكل مفاجئ.

في لحظة فارقة، اتخذ خالد قراراً مصيرياً؛ صعد على متن الشاحنة المشتعلة دون تردد، وانطلق بها بسرعة مبتعداً عن المحطة والمناطق السكنية القريبة، لينقذ الأرواح والممتلكات، قبل أن يستسلم للحروق التي أصيب بها لاحقاً، ليلقى ربه شهيداً في مشهد أبكى المصريين وأشعل مشاعر التقدير والامتنان عبر أرجاء البلاد.

وينحدر المواطن خالد محمد شوقي من قرية مبارك التابعة لمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية، وقد عرف بين أبناء منطقته بالتفاني في العمل والأخلاق العالية.