خرج فريق من العلماء، بفكرة جديدة، تتحدى
نظرية الانفجار العظيم، لنشوء
الكون، إلى الاعتقاد أن كوننا ولد من
ثقب أسود هائل،
من كون آخر أوسع مما نعرفه.
وتأتي هذه النظرية بحسب
علماء، كحل بديل لإشكاليات علمية ظلت عالقة دون تفسير في نموذج الانفجار العظيم
الكلاسيكي، فالنموذج التقليدي يفترض أولا أن الكون انبثق من حالة "تفرد" أولية نقطة متناهية الصغر تحوي كثافة لا نهائية،
حيث تنهار جميع القوانين الفيزيائية المعروفة، ما يجعل أي محاولة لفهم اللحظة
السابقة للانفجار مستحيلة من الناحية النظرية.
وهذه الثغرات النظرية
دفعت العلماء إلى البحث عن نموذج بديل أكثر اكتمالا، يأخذ في الاعتبار هذه
الإشكاليات ويقدم تفسيرات أكثر اتساقا مع قوانين الفيزياء المعروفة.
ووفقا للنظرية
الجديدة، يقترح العلماء أن كوكننا لم ينبثق من العدم، بل نشأ من عملية
"ارتداد كوني، فعندما يصل انهيار مادة فائقة الكثافة في
الكون المبكر إلى ذروته، بدلا من أن يتشكل ثقب أسود تقليدي، فإنه يرتد لينطلق في
مرحلة توسع جديدة.
وهذه الفكرة تدمج بين
نظرية النسبية العامة التي تحكم الأجرام الكبيرة ومبادئ ميكانيكا الكم التي تسيطر
على العالم دون الذري.
وأوضح العلماء أن هذا
الارتداد ليس مجرد احتمال نظري، بل هو نتيجة حتمية تحت ظروف فيزيائية معينة. ومن
المثير أن هذه النظرية تقدم تنبؤات قابلة للاختبار، أبرزها أن الكون يجب أن يكون
منحنيا بشكل طفيف تماما مثل انحناء سطح الكرة
الأرضية ولكن على مقياس كوني. وهذا
التنبؤ يمثل "بصمة دالة" يمكن البحث عنها في الملاحظات الفلكية
المستقبلية.
لكن الأمر الأكثر
إثارة هو التضمين الفلسفي لهذه النظرية، الذي يقترح أن كوننا المرئي بأكمله قد
يكون موجودا داخل ثقب أسود هائل ينتمي لـ"كون آخر" أكبر. وهذا المنظور
الجديد لا يحل فقط إشكالية "التفرد" الأولية، بل يفتح الباب أمام فهم أعمق
لأسرار أخرى مثل أصل الثقوب السوداء فائقة الكتلة وطبيعة المادة المظلمة التي تشكل
85 بالمئة من مادة الكون.