سياسة عربية

العراق يسعى إلى تفكيك مخيم الهول.. والعائدون يعانون بسبب وسم الـ"إرهاب"

يقول قاسم الأعرجي إن بعثة حلف الناتو في العراق هي استشارية وليست قتالية – حساب الأعرجي
يقول قاسم الأعرجي إن بعثة حلف الناتو في العراق هي استشارية وليست قتالية – حساب الأعرجي
شارك الخبر
أكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أن السلطات في البلاد ماضية في إخلاء مخيم الهول في سوريا من المواطنين العراقيين، مشددًا على أنّ "الإرهاب" لا يرتبط بزمان أو مكان محدّد، الأمر الذي يستوجب من المجتمع الدولي العمل على تجفيف منابعه الإعلامية والمالية والبشرية، مستشهدًا بالعمليات التي وقعت في سيدني وتدمر وإدلب.

جاء ذلك خلال لقائه رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ، الأدميرال جوزيي دراغون والوفد المرافق له، بحضور قائد بعثة حلف الناتو في العراق، اللواء كريستوف هينتزي، ووفقا لبيان صادر عن مكتب مستشارية الأمن القومي العراقي، فإن اللقاء تناول، بحث سبل تطوير العلاقات بين العراق والحلف، لا سيما في مجالات التدريب وتبادل الخبرات والاستشارة.


وشدد مستشار الأمن القومي على اهتمام العراق بتفكيك مخيم الهول لما يشكله من خطر على الأمن الوطني والإقليمي والدولي، مبينًا أن العراق يعمل على نقل آخر مواطن عراقي من المخيم بشكل طوعي، وأضاف، أن العراق نجح في إعادة تأهيل ودمج العوائل العائدة من المخيم في المجتمع العراقي، معتبرًا أن هذا الملف يمثل طابعًا إنسانيًا بالدرجة الأولى".

من جانبه، أكد رئيس اللجنة العسكرية لحلف "الناتو" أن، الحلف يعمل على تعزيز العلاقات مع العراق من خلال تبادل الخبرات والتدريب وتقديم الاستشارات، وأشاد هينتزي بجهود العراق في نقل العوائل من مخيم الهول وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، مبينًا أنه سيتم حث المجتمع الدولي على سحب رعاياه من هذا المخيم.

وأكد مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، قبل أيام، أن السلطات عازمة على إعادة جميع الأُسر العراقية من مخيم الهول في سوريا، مرجحًا نقل جميع تلك الأسر الى البلاد في غضون الأشهر الستة المقبلة، وأشار الأعرجي إلى أن "هدف الحكومة هو إغلاق مخيم الهول نهائياً بعد اكتمال نقل جميع الأُسر"، مشددًا على أن هذا الملف يمثل أولوية للعراق".

وغادرت أواخر شهر آب/أغسطس الماضي 232 أُسرة عراقية بعدد أفراد بلغ 850 شخصًا مخيم الهول إلى الأراضي العراقية، وفي شهر تموز/يوليو الماضي، غادرت الدفعة الـ 10 منذ بداية العام 2025 والرحلة الـ 28 من رحلات إعادة العراقيين إلى بلادهم والتي تضمنت 233 أُسرة تضم 812 شخصًا.

وفي 22 شهر حزيران/يونيو الماضي، غادرت أكبر دفعة من العراقيين مخيم الهول إلى بلدهم بعدد أفراد بلغ 935 شخصًا 236 أُسرة، بينما غادرت في منتصف شهر نيسان/أبريل الماضي 241 أُسرة بعدد أفراد 865 شخصًا مخيم الهول نحو الأراضي العراقية.

ومنذ العام 2021، بدأت الحكومة العراقية، بالتعاون مع منظمات دولية، تنفيذ خطة لإعادة عائلات عراقية من المخيم إلى البلاد، حيث يتم استقبالهم في مخيم الجدعة لإعادة تأهيلهم اجتماعيًا ونفسيًا، وسط اعتراضات من بعض الجهات، ولاسيما من ذوي ضحايا تنظيم داعش في نينوى، الذين يبدون تخوفهم من عودة هذه العائلات إلى مجتمعاتهم.

ويُعد مخيم الهول، الواقع في شمال شرق سوريا، من أكبر المخيمات التي تؤوي عائلات مقاتلي "داعش"، ويُجبَر بعضهم على التبرؤ من أبنائهم المتهمين بالانتماء إلى التنظيم حتى يُسمح لهم بالعودة إلى مدنهم، حيث يُلزَمون بتوقيع تبرؤ خطي من أفراد العائلة المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم، وهو ما عدّته منظمات حقوقية شرطًا غير قانوني، فيما يُنظَر إلى كثير من العائدين على أنهم إرهابيون، مما يعيق اندماجهم ويصعّب حصولهم على الوثائق الرسمية الأساسية للحياة اليومية، بحسب تقرير لوكالة فرانس24.

من جهتها، توضح صحيفة نيويورك تايمز أن خطر كبيرا يتمثل في معسكرات احتجاز شاسعة تؤوي عشرات الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة في مخيمي الهول وروج بمحافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سوريا، ويمثل وجود أكثر من 27 ألف امرأة وطفل من عائلات تنظيم "داعش" في المخيمين -برأي الصحيفة- تحديا أمنيا وإنسانيًا وسياسيًا بالغ التعقيد، في حين يواصل نحو 8 آلاف من مقاتلي التنظيم قضاء فترات احتجاز في سجون قريبة
التعليقات (0)

خبر عاجل