صحافة دولية

انتكاسة جديدة لترامب.. الديمقراطيون يحصدون الانتصارات من فيرجينيا إلى نيويورك

فوز كاسح للديمقراطيين على الساحل الشرقي الأمريكي يعكس تصاعد الغضب من ترامب - جيتي
فوز كاسح للديمقراطيين على الساحل الشرقي الأمريكي يعكس تصاعد الغضب من ترامب - جيتي
سجل الحزب الديمقراطي الأمريكي، الثلاثاء، فوزا واسعا في الانتخابات المحلية على امتداد الساحل الشرقي للولايات المتحدة، في مؤشر واضح على تنامي السخط الشعبي تجاه الرئيس دونالد ترامب بعد نحو عام من ولايته الثانية، وفق تقرير نشرته شبكة "سي إن إن".

ففي ولاية فيرجينيا، حققت النائبة الديمقراطية السابقة أبيغيل سبانبيرغر٬ أفضل أداء انتخابي للديمقراطيين في تاريخ الولاية الحديث، لتفوز بسهولة على منافستها الجمهورية نائبة الحاكم وينسوم إيرل-سيرز. أما في نيوجيرسي، فقد تمكنت النائبة الديمقراطية ميكي شيريل من إطاحة منافسها الجمهوري جاك تشيتاريلي، الذي كان يحاول إعادة بناء التحالف الانتخابي الذي شكله ترامب خلال الانتخابات السابقة.

وفي نيويورك، نجح المرشح الديمقراطي الاشتراكي زهيران ممداني في إلحاق هزيمة ثانية بالحاكم السابق أندرو كومو خلال عام واحد، بعد أن تغلب عليه أولا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ثم في الانتخابات العامة التي خاضها كومو كمستقل بدعم مباشر من ترامب.

وقالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز في تصريح من مقر احتفال ممداني بالفوز: “هذه ليست رسالة من الديمقراطيين فحسب، بل من كل الأمريكيين. أعتقد أن الناس يشعرون بالاشمئزاز مما يشاهدونه يصدر عن هذه الإدارة”.

ورغم التباينات الأيديولوجية الواضحة بين مرشحي الحزب الديمقراطي، فإنهم ركزوا على قضايا القدرة على تحمل تكاليف المعيشة وانتقدوا بشدة أداء ترامب.

ممداني يهزم كومو مجددا
استقطب ممداني اهتماما وطنيا واسعا بفضل طرحه التقدمي وشعبيته بين الناخبين الباحثين عن وجوه جديدة. لكنه، وفق سي إن إن٬ ركز حملته على تخفيض تكاليف المعيشة والإسكان في نيويورك، وهو ما بدا أكثر إقناعا للناخبين الذين وافقوا بالتوازي على مجموعة من الإجراءات لتقليل العقبات البيروقراطية أمام مشاريع الإسكان الميسر.

وترى الشبكة أن نجاح ممداني في تحقيق وعوده “قد يجعل من نيويورك نموذجا وطنيا في معالجة أزمة غلاء المعيشة”، أما فشله “فقد يستخدم مستقبلا كتحذير من اليسار التقدمي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2028”.

أما بالنسبة إلى كومو، الذي حاول العودة إلى المشهد السياسي بعد استقالته عام 2021، فقد شكلت الهزيمة “إحراجا كبيرا” له ولترامب معا، خاصة بعدما صرح الأخير في برنامج “60 دقيقة” على قناة "سي بي إس" قائلا: “إذا خيرت بين ديمقراطي سيئ وشيوعي، سأختار الديمقراطي السيئ في كل مرة”.

اظهار أخبار متعلقة


فوز كاسح في ضواحي فيرجينيا
كان أول الانتصارات الكبرى للديمقراطيين في فيرجينيا، حيث تفوقت سبانبيرغر – الضابطة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) – بفارق مريح على منافستها الجمهورية.

وفي مقاطعة لودون شمال الولاية، حصدت سبانبيرغر أكثر من 64% من الأصوات، أي أعلى بـ8 نقاط من أداء كامالا هاريس في انتخابات 2024، وبـ9 نقاط من المرشح الديمقراطي السابق تيري ماكوليف في 2021. ووفق "سي إن إن"٬ تفوقت سبانبيرغر بنحو 5 نقاط على أداء الحاكم الديمقراطي الأسبق رالف نورثام عام 2017، وهي نتائج اعتبرتها الشبكة مؤشرا على “تحول انتخابي حاسم لصالح الديمقراطيين”.

وأظهرت استطلاعات سي إن إن٬ فإن سبانبيرغر حصلت على 61% من أصوات الأسر التي يعمل أحد أفرادها في الوظائف الفيدرالية، مقابل 52% في الأسر الأخرى، مستفيدة من استياء واسع من سياسات ترامب “التي أضعفت الجهاز الفيدرالي”.

وقد ساعدت موجة التأييد القوية هذه في فوز المرشح الديمقراطي لمنصب المدعي العام جاي جونز على منافسه الجمهوري جيسون مياريس، رغم تعرض جونز لانتقادات حادة بسبب رسائل نصية مسيئة.

وشهدت الولاية لحظة تاريخية مع انتخاب سبانبيرغر أول امرأة حاكمة في تاريخ فيرجينيا، حيث قالت في خطاب النصر: “قال زوجي لأطفالنا إن والدتهم ستصبح حاكمة الولاية، يمكنني أن أؤكد أن هذه الجملة لم تقل من قبل في فيرجينيا. من الرائع أن تعرف الفتيات والنساء الآن أنهن قادرات على تحقيق أي شيء”.

نيوجيرسي تكشف حجم السخط ضد ترامب
وفي نيوجيرسي، كانت النتائج بمثابة استفتاء على ترامب نفسه، إذ خسر الجمهوري جاك تشيتاريلي رغم تمتعه بشعبية محلية وبتجربة انتخابية سابقة كادت توصله إلى منصب الحاكم في 2021.

وبحسب "سي إن إن"؛ فإن محاولات تشيتاريلي التمايز عن ترامب لم تنجح، رغم شعاره “رجل جيرسي الحقيقي”، حيث ربطته حملة الديمقراطيين بالرئيس الجمهوري السابق بشكل فعال.

أظهرت استطلاعات الخروج أن ميكي شيريل فازت بـ 64% من أصوات اللاتينيين و 91% من أصوات الأمريكيين السود، كما تفوقت بين المستقلين بفارق سبع نقاط، وبين المعتدلين بنسبة 58% مقابل 39%.

ورغم تفوق تشيتاريلي بين من اعتبروا الضرائب القضية الأهم (34% من الناخبين)، فإن شيريل كسبت غالبية من ركزوا على الاقتصاد، بنسبة 61% مقابل 37%. واعتبرت  "سي إن إن" أن هذه الأرقام “تؤكد استمرار التراجع في جاذبية ترامب وحزبه لدى الأقليات والطبقة الوسطى”.

اظهار أخبار متعلقة


نيوسوم يعزز موقعه في كاليفورنيا
أما في كاليفورنيا، فقد منح الناخبون الحزب الديمقراطي دفعة قوية في سعيه لاستعادة الأغلبية في مجلس النواب خلال انتخابات منتصف العام المقبل، بعدما أقروا مشروعا لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية يمنح الديمقراطيين خمس مقاعد إضافية.

وقاد حاكم الولاية غافن نيوسوم الحملة بنفسه، وجمع 108 ملايين دولار لدعمها، وظهر في إعلانات متعددة قائلا: “بموجب القانون 50، يمكننا إيقاف ترامب تماما”. واعتبرت "سي إن إن" أن هذا الانتصار “منح نيوسوم لحظة وطنية فارقة قد تفتح له الطريق نحو الترشح للرئاسة في 2028”.

مكاسب ديمقراطية إضافية
وفي بنسلفانيا، احتفظ قضاة المحكمة العليا الديمقراطيون بمناصبهم لعشر سنوات أخرى، ما يضمن استمرار الأغلبية الديمقراطية في الولاية التي تعد ساحة حاسمة في الانتخابات الرئاسية، حيث تتكرر فيها النزاعات حول قوانين التصويت.

كما حقق الديمقراطيون مكاسب في مجلس نواب فيرجينيا، ما يمهد لتعديل دستوري يسمح لهم بإعادة رسم الدوائر الانتخابية لصالح الحزب.

وفي ولاية مين، رفض الناخبون مشروعا جمهوريا كان يقضي بفرض بطاقات هوية إلزامية للتصويت، وهو ما وصفته "سي إن إن" بأنه “انتصار جديد للديمقراطيين في معركتهم ضد القيود الانتخابية”.

وختمت "سي إن إن" تقريرها بالقول إن نتائج الانتخابات الأخيرة “تمثل تحولا لافتا في المزاج السياسي الأمريكي ضد ترامب”، مؤكدة أن الديمقراطيين، رغم انقساماتهم الداخلية بين الجناحين المعتدل والتقدمي، “نجحوا في توحيد صفوفهم حول هدف واحد: مواجهة سياسات ترامب واستعادة السيطرة على مفاصل السلطة”.
التعليقات (0)